تصحيح المفاهيم الخاطئة أبرز التحديات

مختصون: التشخيص المبكر والدمج من عوامل تخفيف أعراض "طيف التوحد"

 

صلالة - حسن جعبوب

تصوير/ حامد الشنفري- أمل اليربوع

أكد مختصون أن التشخيص المبكر والدمج من عوامل تخفيف أعراض طيف التوحد، مشيرين إلى أن تصحيح المفاهيم الخاطئة أبرز التحديات التي تواجه الأخصائيين بمراكز التأهيل والعلاج.

ونظمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، ممثلة في دائرة البرامج التعليمية قسم التربية الخاصة، مؤخرا، دورة تدريبية لأعضاء قسم التربية الخاصة والأخصائيات الاجتماعات وأولياء الأمور وأعضاء من قسم التربية الخاصة للتعريف بطيف التوحد الأسباب والأعراض، وسيكولوجية أطفال طيف التوحد، إضافة الى تعديل سلوك أطفال طيف التوحد. واستمرت الدورة لمدة خمسة أيام بمركز التدريب بالسعادة وبحضور 30 معلمة حلقة أولى.

وقالت فاطمة أحمد فرج الغساني مديرة دائرة البرامج التعليمية إنه تم الإعداد والتنسيق والتنفيذ للورشة التدريبية حول طيف التوحد إيمانا بأهمية التثقيف للأسر والعاملين في تعليم أطفال طيف التوحد والتوعية بأهمية التشخيص المبكر للتدخل العلاجي المبكر وتصحيح المفاهيم الشائعة والتوعية بكيفية التعامل مع هذه الفئة ومساندتها في تخفيف الاضطراب واكتساب المهارات.  

وقالت عائشة بنت خليفة بن علي الكيومية الحاصلة على دكتوراه في التربية الخاصة نائبة الجمعية العمانية للتوحد والمحاضرة في هذه الدورة: لابد أن تتاح لهذه الفئة الخدمات الأساسية في الرعاية التأهيلية التربوية والتعليمية المجانية أسوة ببقية المواطنين من هم في سن التعليم الإلزامي؛ والقاعدة المعمول بها في المجال التعليمي لمصابي طيف التوحد هي الإدماج الشامل والجزئي ليتمكن من الاختلاط الطبيعي مع من هم في نفس عمره ليكتسب منهم السلوكيات الطبيعية المقبولة وتتلاشى منه السلوكيات غير المرغوبة.

  ولا يتم الحكم على الطفل في أول أيام التحاقه بالمدرسة ولا يكون من خلال حكم معلمة أو إدارة المدرسة ولكن من خلال فريق مختص مشكل من إدارة المدرسة ومعلمة الصعوبات ومعلمة التربية الخاصة والأخصائية الاجتماعية ومشرف التربية الخاصة وأحد المسؤولين بإدارات التربية الخاصة وكذلك المختص النفسي أو طبيب الاضطرابات النمائية السلوكية، فتتوقف حياة الطفل التوحدي ومستقبله على هذا القرار الهام جدا في أي مسار يتم وضعه.

بينما يقول شوين الخميسي ماجستير علوم تواصل واضطرابات في مجال التوحد عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد:قمنا بالتركيز على خصائص الطفل التوحدي والوقوف على احتياجاته التربوية والتعليمية كذلك تم عرض خصائص معلم التربية الخاصة، ومن خلال هذه الدورة والتي استمرت 5 أيام لاحظنا مدى تقبل واستيعاب وتفاعل المستهدفين من هذه الدورة.

  أما صفاء عبدالجليل عوض بيت سليم رئيسة قسم التربية الخاصة فتقول: إن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى تزايد المصابين باضطراب التوحد في السلطنة فأصبحت هناك حاجة ملحة للتحرك بشكل واسع، وأصبح من اللازم العمل على توعية أولياء الأمور بأهمية التدخل المبكر للحصول على التأهيل المبكر المناسب لتطوير مهارات طفل طيف التوحد وكذلك التعرف على أهمية التدخلات وآلية تنفيذها ومساندة الأسرة على فهم حالات التوحد والتعامل معها.

 ويقول علي محمد جعبوب عضو دراسات ومتابعة بمكتب مديرة دائرة البرامج التعليمية: جاءت فكرة إقامة ورشة استراتيجيات أطفال طيف التوحد لوجود بعض الحالات المشكوك في إصابتها في المدارس، ونظرا لعدم إيجاد وسائل تعليمية مناسبة للحالات المشابهة لأطفال طيف التوحد.

ونأمل أن يتم تنفيذ دورات أخرى في نفس المجال لإدارات المدارس وكذلك موظفي  ديوان المديرية للتعرف عن كثب على طفل التوحد أعراضه وأسبابه وطرق تعليميه بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص مثل الجمعية العمانية للتوحد ووزارة التنمية الاجتماعية ونطمح أن يتم توفير ما يلزم من إمكانيات مادية وبشرية لدمج أطفال التوحد وتوفير خدمات تعليمية تناسب قدراتهم.

وتضيف وفاء سعيد أحمد الزوامري مشرفة صعوبات تعلم بقسم التربية الخاصة قائلة: سعينا من خلال الورشة لتوضيح اللغط في تشخيص الحالات المشكوك في إصابتها بطيف التوحد والمحالة إلى قسم التربية الخاصة ومعرفة الفرق بين الاضطرابات السلوكية والانفعالية وأعراض طيف التوحد وتوعية البيئة المدرسية والمجتمع المحلي بمثل هذه الفئة والتي قد تتواجد في الفصل العادي.
أما رمزاء سالم بيت عفيف معلمة مجال أول مدرسة العوقدين فتقول: تضمنت الدورة الكثير من المعلومات المفيدة عن التوحد، حيث لم  يسبق لي المشاركة في مثل هذه الدورات، ومن الأهمية بمكان توفير الأجواء المناسبة في الغرفة الصفية لتتلاءم مع أطفال التوحد وتوفير معلمات تربية خاصة أيضًا في المدرسة للوقوف مع المعلمة في سبيل الاهتمام بالطفل التوحدي. وأتمنى تكثيف الدورة على جميع الهيئات الإدارية والتدريسية لتوضح رؤية ضرورة دمج الطفل التوحدي مع أقرانه في المدرسة فهو له الحق في التعليم والدمج مع المجتمع والمدرسة كغيره ممن هم في عمره.

وقالت آيات محمد محمود معلمة مجال أول مدرسة شهب أصعيب إن الدورة تضمنت نقاطا ومواضيع مهمة كخصائص الطفل التوحدي ومواصفات معلم ذوي الاحتياجات الخاصة وتعريف التوحد  وسمات التوحد وصفات الطفل التوحدي ونسبة شفاء الطفل من سمات التوحد وعرض نماذج من شخصيات التوحد مثل بيل جيتس ثم كيفية دمج الطفل التوحدي وذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم العاديين ثم صفات معلم ذوي الاحتياجات الخاصة. كل تلك المواضيع قدمت لنا الكثير، بحيث يكون لدى  المعلم خصائص تؤهله لإتمام عملية الدمج وإعداد مراحل لتطوير وتنمية مواطن القوة ومعرفة خطوات لإجادة التفكير الإبداعي وطرق لتفادي نقاط الضعف مثل ضعف التواصل ثم وضع طرق لتنمية مهارات التواصل لدى الطفل التوحدي سواء في المدرسة أو المنزل توظيف حواس الطفل في تنمية التواصل بكل فروعه يصاحب ذلك نماذج من الصور والمواقف.

ويقول أحد أولياء الأمور: في البداية أشكر دائرة البرامج التعليمية متمثلة بقسم التربية الخاصة على إقامة الدورة التدريبية عن التوحد حيث استضافوا فيها أعضاء من الجمعية العمانية للتوحد والتقوا  بمعلمات الحلقة الأولى وأولياء أمور أطفال التوحد وكذلك بقسم التربية الخاصة والأخصائيات الاجتماعية في مدارس المحافظة.

تكمن أهمية هذه الورشة فيما قدمته من مادة ومهمة من حيث مناقشة الصعوبات التي تواجه أطفال التوحد والإجراءات التي تساعد على معالجة الكثير من الصعوبات المحيطة بهذه الفئة من المجتمع، وحقيقة الأمر القضية بحاجة إلى تضافر كل الجهات ابتداء من الأسرة والمدرسة والجهات الحكومية وانتهاء بمؤسسات المجتمع المحلي.

ويشير أحمد تبوك الى أن ظاهرة التوحد في السلطنة ليست جديدة، والكرة الآن بملعب  وزارة التربية والتعليم لاحتضان هذه الفئة من الأطفال وإدماجهم في المدارس وتوفير وتسخير الإمكانات الممكنة التي من شأنها أن تكسبهم الثقة ومهارات التواصل مع أقرانهم  في نفس الفئة العمرية من الأطفال الأسوياء.

وقالت عزيزة بنت نصيب صفرار أخصائية اجتماعية مدرسة وادي عين: الدورة  جاءت في الوقت المناسب حيث تم دعم الأخصائية الاجتماعية بالمعارف والمعلومات والمهارات المفيدة جدا للتدخل السليم مع أطفال اضطرابات السلوك وكيفية التعامل معها وتهيئة البيئة المدرسية لخدمتهم وتوعية الأسرة والمجتمع بهذه الفئة وأهميتهم وحاجتهم إلى وقفة جادة لعلاجهم والتغلب على مشاكلهم وليعيشوا بعد ذلك يمارسون احتياجاتهم كالأفراد الطبيعيين .

أما فاطمة عامر زيدي العمري أخصائية اجتماعية بمدرسة الأمانة للتعليم الأساسي فتضيف: ونتمنى من المسؤولين تقديم المزيد من الدعم للأخصائي الاجتماعي من حيث التأهيل والتدريب للتعامل مع هذه الحالات.

وتقول فاطمة بنت محمد بن أحمد محفوظ الشيخ معلمة تربية خاصة دمج فكري بمدرسة القوف: الدورة أضافت معلومات جديدة لنا نحن المختصين في مجال التربية الخاصة، لتكتمل حلقة التعاون  مع الأخصائيين والأطباء والوالدين للتعامل مع حالات أطفال التوحد ولكل منهم دور مهم سواء كان تعديل سوك أو علاجا آخر .

 

تعليق عبر الفيس بوك