عواصم - رويترز
نقلت وسائل إعلام رسمية، أمس، عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قوله إن إمداد إيران فصائل في اليمن بالصواريخ عدوان عسكري مباشر قد يرقى لعمل من أعمال الحرب. ونشرت تصريحات الأمير محمد بعد أن اعترض الدفاع الجوي السعودي صاروخا باليستيا، قال إن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران أطلقته باتجاه الرياض يوم السبت الماضي.
ونسبت وكالة الأنباء السعودية لولي العهد قوله -في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون- "إن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدوانا عسكريا مباشرا من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة".
ونفت إيران صلتها بإطلاق الصاروخ، رافضة التصريحات السعودية والأمريكية التي تدينها، قائلة إنها تصريحات "مدمرة ومستفزة" ومحض "افتراءات".
وردا على إطلاق الصاروخ، قال التحالف العسكري -الذي تقوده السعودية- إنه سيغلق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية المؤدية إلى اليمن. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس، إن إطلاق الصاروخ "جريمة حرب على الأرجح بشكل كبير"، لكن حثت السعودية على عدم تقييد وصول المساعدات إلى اليمن؛ حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها دفعت نحو سبعة ملايين يمني إلى شفا المجاعة وتسببت في إصابة ما يقرب من 900 ألف بالكوليرا. وأضافت: "هذا الهجوم غير المشروع ليس مبررا للسعودية لكي تفاقم كارثة اليمن الإنسانية بوضع مزيد من القيود على المساعدات وعلى إمكانية الوصول إلى البلاد".
وقال التحالف إن طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية ستستمر في الدخول والخروج من اليمن رغم الإغلاق المؤقت للموانئ، ولكن الأمم المتحدة قالت إنها لم تحصل على موافقة رسمية على رحلتين جويتين كانتا مقررتين يوم الإثنين تحملان مواد إغاثة إنسانية.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية قد انتقدت التحالف مرارا بسبب تعطل المساعدات خاصة للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في الشمال. واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير -في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" التليفزيونية- جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة بإطلاق صاروخ على الرياض من أراض يسيطر عليها الحوثيون. وقال: ”فيما يتعلق بالصاروخ... الذي أطلق على الأراضي السعودية، فقد كان صاروخا إيرانيا أطلقه حزب الله من أراض يسيطر عليها الحوثيون في اليمن". وأضاف بأن الصاروخ يشبه آخر أطلق في شهر يوليو على ينبع في السعودية، وكان مصنوعا في إيران وجرى تفكيكه وتهريبه إلى اليمن، ثم أعادت عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله تجميعه "وبعدها أطلق على السعودية".
ويستهدف التحالف بقيادة السعودية الحوثيين منذ أن سيطروا على مناطق واسعة في اليمن عام 2015 بما فيها العاصمة صنعاء؛ مما اضطر الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الخروج من البلاد، وطلب المساعدة من السعودية.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة، أمس، التحالفا إلى إعادة فتح طرق مرور المساعدات إلى اليمن قائلة إن واردات الغذاء والدواء حيوية لنحو سبعة ملايين نسمة يواجهون المجاعة في البلد الذي يشهد بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في إفادة صحفية، إن العمليات الإنسانية بما فيها رحلات الأمم المتحدة الجوية لنقل المساعدات "متوقفة" الآن بسبب إغلاق الموانئ الجوية والبحرية في اليمن. وأضاف بأن التحالف طلب من المنظمة "أن تبلغ كل السفن التجارية في ميناءي الحديدة والصليف بالمغادرة ". مشيرا إلى ميناءين على البحر الأحمر يسيطر الحوثيون عليهما. وتابع لايركه: "ندعو للإبقاء على جميع المواني الجوية والبحرية مفتوحة لضمان دخول الطعام والوقود والدواء للبلاد". وقال: "الوضع كارثي في اليمن، هذه هي أسوأ أزمة غذاء نراها اليوم، سبعة ملايين شخص على شفا مجاعة، ملايين الأشخاص تساعد عملياتنا الإنسانية في بقائهم على قيد الحياة". وأضاف بأن سعر الوقود قفز بنسبة 60 بالمئة "بين عشية وضحاها" في اليمن، وسعر غاز الطهي بلغ مثليه، وترددت أنباء عن اصطفاف طوابير طويلة من السيارات أمام محطات البنزين. وقال: "نسمع تقارير هذا الصباح عن ارتفاعات كبيرة في أسعار غاز الطهي ووقود السيارات وخروجها عن السيطرة... وهذه مشكلة ذات أبعاد ضخمة تتعلق بالقدرة على الوصول في الوقت الحالي".
وقالت فضيلة الشايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن المنظمة دعت كذلك إلى السماح للمساعدات الدوائية بالوصول إلى اليمن لمكافحة وباء الكوليرا الذي تسبب في 2194 حالة وفاة و908702 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض منذ أن بدأ في التفشي في أبريل.