( 1792 – 1804)

الأنشطة الاقتصادية في عـُمان في عهد السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي (4-4)

د. صالح بن عامر الخروصي – سلطنة عُمَان


ثانيا: النشاطات الاقتصادية غير التجارية
(أ‌)    الزراعة:

اعتمد العمانيون على الزراعة لسد حاجات الاستهلاك المحلي وتصدير الفائض إلى الخارج ، إلا أن المناخ السائد في عمان مناخ صحراوي جاف تشتد فيه درجات الحرارة في أشهر الصيف، وتتعرض البلاد إلى تساقط كميات قليلة من الأمطار التي تعد المصدر الرئيسي للمياه، وهذا بطبيعة الحال يؤثر على مردود الزراعة. و قد وصف الرحالة الأوربيون الذين زاروا مسقط بأنها شديدة الحرارة ومن أولئك الزوار جون جرينسن الذي زار مسقط في عام 1786 الذي وصف جو مسقط بأنه أحر جو في العالم. ومن الرحالة الأوربيين الآخرين الذين زاروا مسقط وخرجوا بنفس الانطباع وليم فرانكلين و توماس هوول في عامي 1787 و 1788 على التوالي.

وقدم ويلستد الذي زار عمان في عام 1835 شرحا تفصيليا للواقع والتحديات التي تواجهها الزراعة في هذا البلد، وقد وصف عمان بأنها صحراء كثيرة الواحات، وأن جبالها ذات أودية خصبة على مسافات متباعدة، مما يعني أن نسبة الأراضي المزروعة تعد ضئيلة مقارنة بالمساحة الكلية. وقد وصف ويلستد أنواع المزروعات وانتقد طريقة الري القائمة على نظام الأفلاج لاستنزافها الكثير من الجهد. كما ذكر مواسم زراعة بعض المحاصيل مثل القمح الذي يزرع في أواخر أكتوبر ، ويتلوه بعد شهر الشعير، أما الأرز فلا يزرع إلا نادرا، وذكر أن إنتاج بعض المحاصيل مثل التمور يتميز بالوفرة، ومن المعروف أن المناخ الجاف هو الأكثر ملائمة لزراعة النخيل، وتنتشر في معظم مناطق عمان، حتى أن ويلستد ذكر في معرض حديثه عن تنقلاته بين مناطق عمان أن بساتين النخيل تتصل فيما بينها لمسافات طويلة قد تصل نحو 150 ميلا حتى يخيل للمرء أنها لا تكاد تنقطع، وأشار إلى أن أفضل تمور شبة الجزيرة العربية هي تمور البصرة، ثم تمور البحرين، ثم تمور عمان . وتتعدد أصناف النخيل ومن أشهرها : الخلاص و الخصاب و الفرض والخنيزي والمبسلي والهلالي والجبري والنغال . و يصدر الفائض من هذه الأصناف ـ لاسيما الفرض ـ إلى الأسواق الخارجية وخاصة إلى الهند، حيث تستهلكها معسكرات حكومة الهند البريطانية هناك والطبقة الوسطى من المسلمين والهندوس.
تعرف ثمار النخيل المعدة لغرض التصدير بالبسور ويطلق هذا الاسم على المرحلة التي يزهو فيها بلح النخيل ويتلون باللون الأحمر أو الأصفر فتجنى، ثم تطبخ في قدور كبيرة، ويجري غليها بالماء، ثم تجفف تمهيدا لتصديرها، ولا يستهلك منها محليا إلا القليل، وتتيح عملية الطبخ ثم التجفيف الحفاظ على تلك الثمار لأطول فترة ممكنة، حيث أن نقلها إلى الهند والأقطار الأخرى يأخذ أسابيع طويلة وفي أجواء من الحرارة والرطوبة، مما يعني تعرضها للتلف لو لم تتعرض لعملية الطبخ التي تسمى عند العمانيين التبسيل.
شارك التجار الهنود في تجارة التمور العمانية، و جنوا منها ثروات كبيرة. وكانت النخيل تمثل أهمية خاصة باعتبارها موردا اقتصاديا متكاملا ، ويشير جون كيلي إلى أن دخل المحاصيل الزراعية لمنطقة الباطنة يقدر بنحو مائة ألف رويبة (10 آلاف جنيه استرليني) في العام في العقد الأخير من القرن الثامن عشر. ولا توجد إحصاءات لكميات إنتاج التمور آنذاك و لكن توجد بعض الإشارات التي تدل على أنها كانت كميات كبيرة، فابن رزيق يذكر أن أباه اشترى للسيد سلطان كميات كبيرة من التمر في عام 1793 وبلغت الكمية ألف جراب (تقريبا ما بين 30 ـ 40 طن).

بالإضافة إلى النخيل زرع العمانيون أنواعا متعددة من الفاكهة مثل: الموز والمانجو والليمون الذي كانت تشتهر به الباطنة وبعض مدن الداخلية والشرقية، و الرمان واللوز والجوز والخوخ والمشمش والعنب والتين والزيتون والنمت والبوت والزام و البرتقال والسفرجل التي تشتهر بها عدة مناطق أبرزها الجبل الأخضر الذي يتمتع باعتدال درجات الحرارة فيه. و قد رد في رسالة بعث بها كيشانداس باشيدو وكيل شركة الهند الشرقية البريطانية في مسقط إلى حاكم بومبي بتاريخ 16 نوفمبر 1799 : "  وعرفانا لمقامكم الكريم أرسل لكم صندوقين يحتويان على مائة رمانة مع البذور ورغم تواضع هذه الهدية إلا أنني على ثقة بأنكم ستتواضعون وتتقبلونها مني".  ووصف بارسونز المانجو العماني بأنه أحلى مذاقا من المانجو الهندي، وكانت أسعاره زهيدة إذ بلغ سعر ألفـي حبة منه نحو رويبتين هنديتين. كما وصف ويلستد الذي زار عددا من مناطق عمان في عام 1835 بساتين مدينة بركة الموز بأنها تحتوي على أشجار اللوز والحمضيات من برتقال وغيره، وكان شذى ثمار تلك الأشجار يبعث بروائح نفاذة معطرة تنعش النفوس مما جعله يخرج بانطباع مغاير عما كان يعتقده هو وأمثاله من أن شبة جزيرة العرب ما هي إلا مجرد صحراء قاحلة.

ومن أنواع المحصولات الزراعية أيضا الحبوب بمختلف أنواعها مثل القمح والشعير والذرة، إلا أن هذا الصنف الأخير كان يزرع على نطاق ضيق، وزرعوا أنواعا من البقوليات و الخضار والأعلاف. وكان العمانيون يصدرون الفواكه والحبوب إلى المناطق المجاورة لهم مثل الهند وايران و البصرة و شبه الجزيرة والمستعمرات الفرنسية في موريشوس و بوربون. و قدر كيلي إجمالي عائدات المحاصيل الزراعية في منطقة الباطنة بحوالي مائة ألف روبية (ما يعادل عشرة آلاف جنيه استرليني ) في العام في الربع الأخير من القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر. و رغم اهتمام العمانيين بزراعة النخيل والفواكه إلا أن النشاط الزراعي ظل معيشا استهلاكيا، كما ظلت أنماط الملكية وأساليب العمل والإنتاج بشكلها التقليدي القديم. ولقد تم إجراء مسح زراعي جزئي لعمان في عام 1836 عندما قام الخبير الفرنسي أوشر ألوي M . Ochir Aloui  بزيارة الجبل الاخضر، وذكر في كتابه لاحقا أنه شاهد أنواعا جديدة من النباتات تصلح لتصديرها إلى أوروبا، كما شاهد في مدينة نخل أنواعا من النباتات لم ير لها مثيلا من قبل، وقد جمع نحو 250 عينة من الأزهار والنباتات وبعث ببعض الزهور إلى باريس لدراستها.

(ب‌)    صيد الأسماك:

تتمتع عمان بسواحل طويلة تطل على مياه الخليج العربي وخليج عمان و المحيط الهندي وبحر العرب، مما وفر لها مصدرا مهما ألا وهو الأسماك وأنواعا متعددة من الكائنات البحرية. وشكلت الأسماك مصدرا من مصادر الدخل نظرا لتوفرها بكثرة، إذ كان يتم صيدها بطرق سهلة كما وصفها الرحالـة الأوربيون الذين زاروا المنطقة و منهم بارسونز . وقد ذكر الرحالة جون بورتر أنه توجد على بعد ميلين من مدينة مطرح الخلجان الساخنة المليئة بالأسماك طويلة الزعانف، ولم يتمكن من صيدها لأنها كانت تتملص من يديه، وتنتشر الخرافات بين بعض الأهالي الذين يعتقدون أنه من يمسك بسمكة من تلك الأسماك يموت على الفور، كما ذكر الإيطالي موريزي ـ الذي خدم في بلاط السيد سعيد بن سلطان ـ أنه شاهد خلال إقامته في مسقط في الفترة من عام 1809 إلى 1811 أن التجار الهندوس كانوا يشترون الأسماك الحية من العمانيين ويلقون بها في البحر، التزاما منهم بمعتقداتهم الدينية التي تحرم عليهم أكل اللحوم.

وقدم المقيم البريطاني في مسقط ديفيد ستون وصفا حيا لما شاهده شخصيا حول كيفية صيد الأسماك في شبه جزيرة مسندم حين رافق السيد سلطان في رحلته البحرية إلى تلك المنطقة في بداية شهر اكتوبر من عام 1801 بقوله : " إن قطعان الأسماك تأتي إلى الشاطىء، فيراها رجل يجلس على تل و يعرف من لون الماء اتجاه حركتها ، فيوجه المراكب إليها بتلويح قطعة من النسيج يدلهم على مكان وجود الأسماك، فيصطادونها و يجففونها  ويبعثون بها إلى مسقط والبصرة "  . وكان كثير من الأسماك تجفف على الشواطىء، ويباع الفائض منها في الأسواق الخارجية مثل البصرة وموريشوس. و يستهلك جزء منها محليا، حيث يعد السمك وجبة مهمة للعائلة العمانية، بينما تستخدم الأنواع الصغيرة من الأسماك علفا للحيوانات . وقدم ويلستد في مذكراته عن زيارته لبعض شواطيء عمان في 1835 صورة عن كثرة تواجد الأسمالك في تلك السواحل ، وشرح بعض أساليب الصيد المتبعة التي لا تخلو في جانب منها من الخطورة. وقد استقطبت حرفة صيد الأسماك عددا كبيرا من العاملين لا سيما من أبناء ساحل الباطنة حيث تكثر الأسماك بشكل يصفه مايلز في الربع الأخير من القرن التاسع عشر بأنه خرافي ويكاد لا يصدقه عقل. وارتبط بهذه الحرفة حرف مصاحبة مثل بناء السفن وصناعة الأشرعة التي تشتهر بها خصوصا المنطقة الشرقية.


ثالثا  - الصناعات والحرف اليدوية:
(أ‌)     صناعة الغزل والنسيج:
وجدت العديد من الصناعات اليدوية في عمان ومن أهم تلك الصناعات الغزل والنسيج، فظهرت حياكة الأقمشة و العباءات الصوفية والعمائم وأقمشة الأشرعة، وكان من النادر أن يوجد بيت و لا يوجد فيه مغزل تعمل عليه سيدة البيت. وقد اشتهرت عمان بصناعة النسيج قبل ظهور الإسلام، وكانت تصدره إلى مناطق وأقاليم متعددة منها الحجاز، وكانت صحار من أهم مراكز النسيج في عمان، وقد انتشرت منسوجاتها التي نسبت إليها فعرفت بالمنسوجات الصحارية، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قرر الخروج في غزوة الحديبية عام 6 هـ/ 627 م لبس ثوبين من نسيج صحار، وأنه صلى الله عليه وسلم ترك بعد وفاته من ضمن ما ترك ثوبين صحاريين وقميصا صحاريا، أما سعد بن معاذ رضي الله عنه فقد كفن في ثلاثة أثواب صحارية. وهذه الرويات تدل على جودة ذلك النسيج، وانتشاره في شبة الجزيرة حتى وصل إلى الحجاز في أقصى غرب الجزيرة ، وذكر ياقوت الحموي أنه رأى مصنعا للنسيج في نزوى ينتج نوعا من الثياب وصفها بأنها منمقة بالحرير فائقة الجودة  وأوزرة (سراويل) غالية الثمن لا يصنع مثلها في بلاد العرب. ويعتبر صوف الماعز والأغنام من أجود الأصواف و يتم استخدامها لصنع الخيام والمفارش بمختلف أنواعها واستخدمها البدوي لباسا له كما هو معروف في نوع المنسول، كما نسجت العباءات الرجالية المعروفة بالبشوت، وقد ذكر ويلستد أنه شاهد أنواعا منها في نزوى، وذكر أن العباءات ذات اللون البني الفاتح التي يرتديها الشيوخ هي أميز الانواع، ويتراوح ثمن الواحدة منها بين 40 و 50 ريالا (أو دولارا نمساويا)، أما العباءات ذات اللون الأسود والأخرى المزينة بالأشرطة البنية والبيضاء التي تتوالى عموديا على طول العباءة فيتراوح ثمنها بين 8 و10 ريالات، وبالإضافة إلى الصناعة المحلية فإن بعض أنواع العباءات كانت تستورد من الخارج ، وكانت أفضلها تلك التي تجلب من نجد، ويضيف ويلستد أن العباءة هي أهم ما يميز ملابس العرب، ويدل نوعها على منزلة من يرتديها ودرجته في الوجاهة الاجتماعية.

عرف العمانيون أنواعا من النسيج القطني منها نوع نادر يسمى الخظرج، وقد اشتهرت به داخلية عمان وعلى وجه الخصوص الجيلة ومنح وسمائل. وذكر ويلستد من واقع مشاهداته أثناء رحلته إلى عمان في عام 1835 نوعا آخر من نسيج القطن يدعى لونجي، قال عنه أنه خشن الملمس ويصل طول القطعة من هذا القماش إلى عشرة أقدام أما عرضها فقدمان و6 بوصات،وقد تصل القطعة في عرضها 3 أقدام وتزين في شكل أفقي بشرائح حمراء (زيك)، ويستعملون هذا النسيج في لف أوساطهم به، أو قد يخيطونه ثيابا، ويتراوح سعر هذه القطعة بين 5 إلى 10ريالات (أو دولارات ماريا تريزا)، وهي في العادة أغلى ثمنا من غيرها. كما ذكر ويلستد أيضا أنه رأى في جعلان بني بوعلي سقيفة فيها حوالي 30 مغزلا تعكف عليها سيدات يغزلن الحرير،وكانت ألوانه جيدة، أما صناعته فقد وصفها بالبدائية، وأضاف أنه توجد في المناطق الشمالية من عمان صناعة الكامولين وهي العباءات الصوفية الكبيرة، وهي أقل جودة من مثيلاتها التي تصنع في نجد. كما وجدت في نزوى وبعض مدن الظاهرة مصانع لصباغة الأقمشة تعرف محليا بالنيلة.


(ب‌)    الصناعات المعدنية:
    
تعددت استخدامات الصناعات المعدنية ما بين أسلحة بيضاء كالسيوف والرماح والخناجروأدوات ذات أغراض زراعية كالمحراث وغيره، بالإضافة إلى المصوغات الذهبية والفضية التي تستعمل في الزينة، وأدوات ذات استخدامات أخرى. وقد حظيت صناعة المجوهرات لا سيما المشغولات الفضية منها بأهمية خاصة عند العمانيين، وكان العمانيون يحملون السلاح لا سيما الخناجر والبنادق بصفة مستمرة حتى أصبحت عادة اجتماعية متأصلة، خصوصا أن الصراعات القبلية والحروب الخارجية كانت صفة ذلك العصر. واهتم العمانيون بتزيين أسلحتهم بقطع وزخارف فضية أضفت إلى قوتها رونقا وجمالا، بالإضافة إلى استعمال المجوهـرات والحـُلي في الزينة عند النساء. وذكر ويلستد أن صاغة الفضة أكثر عددا من نظرائهم الحرفيين العاملين في الحرف الأخرى، وقال أن أطفال عمان يرزحون تحت أثقال من المشغولات الفضية، وأنه رأى ذات مرة إمرأة تضع على كل أذن من أذنيها 15 قرطا من الفضة، كما تزين المشغولات الفضية رؤوس النساء ونحورهن وصدورهن وأذرعهن وحتى رسوغ أقدامهن. وتغلف المصاحف أحيانا بجيوب من الفضة أو توضع في علب من الفضة عليها نقوش وزخارف بديعة . وأبرز ما يشاهد في عمان في ذلك العصر أباريق القهوة والمباخر ورشاشات ماء الورد وهي أدوات واسعة الانتشار.


(ت‌)     صناعات الجلود والسعفيات:
ترتبط صناعات الجلود بطبيعة الحال بتربية الحيوانات، وترتبط في عمان على وجه الخصوص بالماعز ولكي تتم عملية الدباغة يبسط دابغ الجلود على السطح الخارجي للجلود طبقة من الملح، ويوضع في إناء كبير من الخزف يسمى خرس، ويخلط بالتمر لمدة ثلاثة أيام، ثم يمزج بنوع من الشجر يسمى الشخر لمدة ثلاثة أيام أخرى، ثم تعاد الكرة بوضع الملح عليه وخلطه بالتمر لمدة ثلاثة أيام، ثم يغمس بالملح وشجرة القرط، وتسمى هذه العملية الأخيرة عند الصانع بالدباغة، ويترك الجلد المدبوغ بعد ذلك يوما واحدا ليجف ويصبح صالحا للاستعمال. كما تستخدم الأواني السعفية لحفظ التمور وتسمى جربا (ومفردها جراب) ويزن الواحد منها بعد اكتنازه بالتمر قرابة 40 كيلو غراما، وكذلك القفر التي تستخدم في عملية جني المحاصيل سواء ً التمور أو الفواكه، كما تستخدم في حمل الأدوات والأمتعة الخفيفة، وتصنع من الخوصيات بعض الأنواع من الفرش تسمى السميم ، وتصنع من جذوع النخيل الأخشاب اللازمة لبناء البيوت الطينية، ومن جريد النخيل تصنع المباخر وأقفاص الطيور والدوابي لصيد الأسماك. في حين يحرق الكرب مع المحار لصناعة الهك الذي تطلى به شباك الصيـد. ومن الصناعات المشابهة صناعة الفرش المعروفة محليا بالحصـر وتصنع من عيدان نبات الرسل، وهو نبات بري يكثر عادة في الأودية.

(ث‌)    صناعة الفخار:

تعتبر صناعة الفخار من أقدم الصناعات والحرف اليدوية التقليدية التي مارسها العمانيون، وقد كشفت التنقيبات الأثرية في عدة مواقع في عمان عن أن هذه الصناعة عرفت في عمان منذ الألف الرابعة قبل الميلاد. وقد استخدم الفخار قديما في الطقوس الدينية والاجتماعية ، كما دلت الكشوفات الأثرية على تشابه أنماط الصناعات الفخارية مع الحضارات المجاورة كحضارة بلاد ما بين النهرين والحضارة الفارسية القديمة. وتعتمد صناعة الفخار بشكل أساسي على الطين الذي يجري تطويعه في أجهزة خشبية تعتمد على الحركة اليدوية، مع استخدام أفران شديدة الحرارة ، ومن ثم يتم الحصول على أنواع متفاوتة من الأواني من حيث الشكل والحجم، وتعتبر مدينة بهلاء في المنطقة الداخلية من أبرز مراكز هذه الصناعة.


(ج‌)    الصناعات الغذائية:

وجدت أيضا صناعات تقليدية غذائية من أهمها الحلوى العمانية التي يدخل في صناعتها النشاء و السكر والسمن واللوز واشتهرت بها نزوى ومسقط  وقد وصف ويلستد الحلوى النزوانية بأنها أجود أنواع الحلوى في جزيرة العرب، وقدم وصفا تفصيليا لمكوناتها ، وعقب قائلا بعد ذلك أنه تصدر كميات كبيرة منها إلى الهند وفارس بالإضافة إلى صناعة تجفيف الليمون والبلح والأسماك والفواكه ، وهذه الصناعة كان يعمل فيها عدد كبير من السكان بما فيهم النساء. وكذلك صناعة السكر حيث تنتشر بساتين واسعة في بعض المدن ومنها نزوى مخصصة لزراعة قصب السكر،  ويقول ويلستد أن عملية تصنيع هذه المادة في عمان تشبه الأسلوب المتبع في الهند، ويعتقد أن العمانيين قد استمدوها من هناك. وتوجد أيضا صناعة العسل المعروف بالدبس .

تعليق عبر الفيس بوك