اليوم.. وزير الإعلام يرعى الافتتاح بجامعة السلطان قابوس

رئيس قسم الإعلام: "مؤتمر شبكات التواصل" يكشف النقاب عن أول ميثاق شرف إعلامي بالسلطنة.. واهتمام عربي واسع بالمشاركة

 

  • مجتمع عربي جديد يتشكل الآن بفعل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي

 

  • 120 بحثا على طاولة النقاش

 

  • تحليل الأدوار السياسية والاجتماعية للشبكات على رأس محاور المؤتمر

 

مسقط - مروان الجابري - سالم الشكيلي

 

أكد الأستاذ الدكتور حسني محمد نصر رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي الثاني "المجتمع العربي وشبكات التواصل الاجتماعي في عالم مُتغير" أن الإعداد للمؤتمر بدأ منذ عامين عندما فكر القسم بتنظيم مؤتمر علمي دولي خاص بشبكات التواصل الاجتماعي، وتم تشكيل اللجنة التحضيرية برئاسة رئيس قسم الإعلام وضمت كل أعضاء القسم وتفرعت منها اللجنة العلمية التي يترأسها الدكتور عبد الله الكندي الأستاذ المشارك بقسم الإعلام، ولجنة العلاقات العامة التي تتولى تنظيم حركة الباحثين في المؤتمر وكل ما يتعلق بهم وتترأسها الدكتورة إيمان زهرة أستاذة العلاقات العامة بالقسم، واللجنة الإعلامية التي يترأسها الدكتور سمير محمود أستاذ الصحافة المساعد بالقسم.

وأضاف رئيس قسم الإعلام أن هناك اهتماما كبيرا بالمؤتمر الذي يرعى معالي الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام افتتاحه اليوم، وذلك من جانب الباحثين بمختلف الجامعات العربية، حيث بلغ عدد المشاركات عند الإعلان عن المؤتمر 360 بحثاً، وهذا الرقم الكبير يؤكد أن الباحثين العرب يتشوقون لمثل هذه المنصات لمناقشة وطرح بحوثهم. وقد قامت اللجنة العلمية بتصفية البحوث لتصل إلى 160 بحثًا، وبعد وصول البحوث تم تصفيتها مرة أخرى لتصبح 130 بحثًا، تعرض على 4 أيام، كل يوم به 3 جلسات متوازية.

وأشار الأستاذ الدكتور حسني نصر إلى وجود تنسيق مع وزارة الإعلام، واهتمام شخصي بالمؤتمر من جانب معالي الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام. وتدعم الوزارة المؤتمر وترعاه باعتبارها الشريك الاستراتيجي لقسم الإعلام. وإلى جانب الوزارة هناك جمعية الصحفيين العمانية المشاركة في المؤتمر. وسوف يتم ولأول مرة إعلان ميثاق الشرف الأخلاقي للإعلام العماني في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وهو الميثاق الذي ساهم القسم في إنتاجه بشكل كبير عبر أساتذته.  فلأول مرة في السلطنة يكون هناك ميثاق شرف إعلامي يلتزم به الصحفيون في جميع المؤسسات الإعلامية وسيتم التوقيع عليه من جانب جمعية الصحفيين العمانية ومن جانب رؤساء تحرير الصحف العمانية. والجمعية هي داعم أساسي للمؤتمر والقسم.  وهناك تواصل مع جميع الصحف العمانية.

وأضاف أن جامعة السلطان قابوس تشارك بـأكثر من 10 بحوث، كما أن هناك عددا كبيرا من البحوث مقدم من باحثين بكليات وجامعات السلطنة.

وأشار رئيس قسم الإعلام إلى أن البحوث المشاركة في المؤتمر ركزت على مجموعة من المحاور التي تحقق أهداف المؤتمر، فهناك مجموعة من البحوث تتناول الأبعاد الفلسفية والاتصالية والاجتماعية لشبكات التواصل الاجتماعي، وتشمل كل ما يتعلق بالنشأة وتطور هذه الشبكات سواءً على المستوى التكنولوجي والمستوى التاريخي، الخاص بتحولها إلى وسيلة من وسائل الإعلام.

من المحاور المهمة أيضا دوافع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في المجتمعات العربية. وهناك عدد كبير من البحوث تغطي استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف الدول العربية مثل الجزائر، ليبيا، مصر، المغرب، السودان، سلطنة عُمان. هذا المحور يعني بأنماط استخدام الناس لشبكات التواصل الاجتماعي وكيف يتم هذا الاستخدام وهو ما نسميه في الإعلام مدخل الاستخدامات والإشباعات. أيضًا هناك محور مهم جداً وهو تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي على الفرد والمجتمع، هذه التأثيرات درسها الباحثون من تخصصات مختلفة، باحثون في التربية درسوا تأثيرات هذه الشبكات على التربية والتعليم في المدارس والجامعات، والباحثون في الاجتماع درسوا تأثيراتها على واقع الخدمة الاجتماعية وعلى المؤسسات، كما درس آخرون تأثيرها من مداخل طبية ونفسية تشمل دورها في الإصابة بالاكتئاب والإدمان والانتحار فيما درست بحوث أخرى التأثير على المجتمعات العربية خاصة فيما يتعلق بالتعبئة السياسية والتوجيه الاجتماعي والإرشاد، التي تقدمها هذه الشبكات للمجتمع.

ومن محاور المؤتمر أيضاً دراسة الأدوار السياسية والمؤسسية لهذه الشبكات في المجتمع، وهناك عدد كبير من البحوث التي تؤصل الدور الكبير الذي لعبته شبكات التواصل الاجتماعي في ثورات الربيع العربي وفي التعبئة السياسية، كما حدث في بعض المجتمعات كمصر وتونس وسوريا واليمن.

وأضاف أن هناك بحوثا تعرض في المؤتمر تناقش كيف استفادت مواقع التواصل الاجتماعي من الإعلام التقليدي والمردود الإعلامي الذي تقدمه لها. على أساس أنَّ هناك علاقة وثيقة بينهما، إذ إنَّ الإعلام الجديد يعتمد على المحتوى الذي تنتجه وسائل الإعلام التقليدي. ومن المحاور المهمة أيضا ويشغل حيزا كبيرا من المؤتمر المحور القانوني والأخلاقي، وهناك باحثون كثر قدموا أوراق علمية تتعلق بضوابط هذا الاستخدام الأخلاقية، سواءً في دول الخليج، ودول المغرب العربي، ومصر، حيث إنهم لم يقتصروا على الضوابط القانونية التي وضعتها بعض الدول، والواردة في قوانين كثيرة مثل قوانين المطبوعات والنشر وقوانين الإعلام الإلكتروني التي صدرت خصيصاً لمعالجة قصور القوانين الأخرى. وتشمل البحوث أيضا مواثيق الشرف التي وضعتها بعض الشبكات لكيفية استخدامها، وما يتعلق بقضايا السب والقذف والتشهير والإهانة على الشبكات.

وقال الأستاذ الدكتور حسني نصر إن اختيار شبكات التواصل الاجتماعي كموضوع للمؤتمر بسبب انتشارها وتزايد عدد مستخدميها والتأثيرات التي نلحظها على الأفراد والمجتمعات العربية نتيجة التوسع في استخدام الشبكات التي مثلت ثورة في الاتصال الإنساني. هذه الثورة لم يكن العالم العربي بعيدا عنها، فقد تبنى العرب استخدام هذه الشبكات بعد فترة قصيرة من ظهورها في العالم بسبب ما أتاحته من إمكانيات اتصالية كبيرة، ويمكن القول إن العالم بعد ظهور الشبكات يختلف عن العالم قبلها، وأزعم أن مجتمعا عربيا جديدا آخذ في التشكل حاليا بعد انتشار هذه الشبكات في كل الدول العربية. من جانب آخر فإن هذه الشبكات لها علاقة وثيقة جدا بوسائل الإعلام التقليدية والجديدة، فهي تعتمد على وسائل الإعلام في مضامينها وتعتمد عليها وسائل الإعلام في الترويج لنفسها. والواقع أن كل نظريات الإعلام الحديثة أكدت أهمية دراسة هذه الشبكات من منظور بحثي وعلمي يؤصل لها ويدرس تطورها والجوانب والأبعاد القانونية والنفسية والاجتماعية الخاصة بها وصولا إلى دراسة تأثير هذه الشبكات على مستوى الأفراد أو الجماعات خاصة ما يتعلق بالآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كل هذا دفع قسم الإعلام إلى تبني موضوع شبكات التواصل الاجتماعي ليكون موضوعًا لمؤتمره العلمي الدولي الثاني ليجمع الباحثين من مختلف الدول العربية ودول العالم لحوار بحثي رصين حول مدى تأثر المجتمع العربي بهذه الشبكات.

وأكد رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس أن شبكات التواصل الاجتماعي تعد نوعا جديدا من الصحافة، حسب نتائج الدراسات والبحوث في هذا المجال، وهي صحافة تؤكد الارتباط الوثيق بين علوم الإعلام والاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي. هناك بالفعل ارتباط وثيق بين ما تنتجه الصحافة وكل منتجات العصر الرقمي، الأمر الذي يجعلنا نعتبر أن البحث في شبكات التواصل الاجتماعي أمر في غاية الأهمية. العالم كله ينظر إلى هذه الشبكات على أنها شكل جديد من أشكال الصحافة تتوافق مع الاتجاهات الحديثة الخاصة بالمواطن الصحفي حتى إن تعريف الصحافة الرقمية أصبح واسعا ويشمل جميع أشكال التعبير على الإنترنت أو حتى على المواقع الإلكترونية طالما أن هناك أخبارا وآراءً جديدة يقدمها الناس عبر هذه الشبكات، فالصحافة ما هي إلا أخبار وآراء ولكن منصة النشر هي التي اختلفت، فأصبحنا أمام وسيط جديد ننشر عليه الأخبار والآراء، وبذلك يمكن القول إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت نوعاً جديداً من الصحافة.

تعليق عبر الفيس بوك