فقط لو أنَّك الآن معي*

حنان بالحرمة  - الجزائر

 

غيمةٌ بلا حزن تمُر
ووجه أنتظر مجيئه..
عام مطر يغسل رؤاي
فيمضي ليصافح وجه السَّماء
ذاكرتي تعيد ترتيب مواويلي
وتستدعي قلقي هذا الصَّباح
لو أنَّك الآن معي
حلمٌ أُهدهده على أرجوحةٍ من هواي
فأمشي إليكَ
وأعرِّي وجهَك من إغفاءات الذَّات
ونجلس نُسوِّي  قناديلَ
ونرسم توتّر الأيادي في الفراغ
نركَبُ مراكِب البُوح
فنفضي جعبة الخوف
ونجري مسرعين
نستبق الضّوء في المدّ..
في البياض
نتلذذ بعُرْي الكلمات
ندندن بعض القلق وبعض الحلم
فقط لو أنك الآن معي
لكنّا خبئنا الوقت في ساعة معصمي..
وما كنا خُنَّا صوت المآذن..
وما كنتُ حمَّلتُكَ أسرار البحر..

تطلُّ من أحلامي سنبلة
فتخدِش الرُّوح
وترسم وشمًا لم يندمل
تتساقط مطرا فتروي ظمأ الوجع فينا
وتغسل صدأ السّنين
فقط لو أنك الآن معي
 
رأيتُ الشَّارع الذّي عرَّاه النّهار
يطول ويلوك الخطوات
فيُجفِل الحمَام الذِّي احتواه الرَّصيف..
ووحدي أحثُّ الخطى في الفراغ
أرى تماوج العشاق
كلٌّ في مركبه ربَّان
ووحدي أقتل الشَّوق بالشَوق
وأهمسُ في صوت كئيب
فقط لو أنَّك الآن معي.
...............

من ديوان: "مراسم الوجع" بمعرض الجزائر الدولي للكتاب الآن.

تعليق عبر الفيس بوك