الشباب.. رهان عُمان نحو المستقبل

أحمد آل إبراهيم

كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بالشباب اهتماماً خاصًّا، ولا عجب بذلك إذا علمنا أن الذين آمنوا معه في بداية الدعوة كلهم من الشباب فأيدوه، ونصروه، ونشروا دعوته، وتحملوا في سبيل ذلك المشاق؛ طلباً لما عند الله سبحانه وتعالى؛ فقد كان للشباب نصيب في حديث نبينا بقوله: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم شاب نشأ في طاعة الله سبحانه وتعالى".

لذلك؛ حظي قطاع الشباب في سلطنة عمان رعاية خاصة واهتمام الدائم والمباشر من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، خاصة لأنه يمثل الشريحة الأكبر من حيث العدد في المجتمع العماني؛ باعتباره قوة الحاضر وأمل المستقبل، وقد أشار جلالة السلطان المعظم إلى ذلك بقوله: "دوركم الآن أيها الشباب هو إعداد أنفسكم تعليما وتثقيفا وسلوكا واسترشادا لتحمل مسؤوليات هذا البلد العزيز". وفي نطقٍ سامٍ آخر لجلالته: "إن الشباب العماني المتشوق إلى آفاق المجد، مدعو اليوم إلى أن يتخذ من أجداده الميامين قدوة طيبة في الجد والعمل، والصبر والمثابرة".

وسعت الحكومة جاهدة إلى أن توفر لهم فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف، وسوف تشهد المرحلة المقبلة اهتماما أكبر ورعاية أوفر تهيئ المزيد من الفرص للشباب من أجل تعزيز مكتسباته في العلم والمعرفة وتقوية ملكاته في الإبداع والإنتاج، وزيادة مشاركته في مسيرة التنمية الشاملة، ومساهماتهم في رفد عجلة التنمية، وقدرتهم الفعَّالة على استكمال بناء الوطن ومواصلة مسيرة نهوضه وتطوره، وضرورة استثمار طاقات الشباب وحماسهم وإبداعاتهم وإيجاد حلول لحاجاتهم، وإزالة المعوقات والتحديات التي أمامهم ودعمهم في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم وتطوير وتمكين قدراتهم.

وهو ما يستدعي استحضار دعوة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الدائمة للشباب بالانخراط في مُختلف مجالات العمل من أجل بناء أنفسهم وتطوير بلادهم وما توليه حكومتنا من اهتمام واسع بتوفير سُبل الدَّعم للمشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. فنحن بحاجة إلى الشباب المخلص الذي يحول الخيبة إلى أمل، واللهو إلى عمل، بعيدا عن مواطن الخلل، وبحاجة لشباب يشتاقون إلى المعالي، ويذللون الصعاب، ويصنعون المستحيل.

تعليق عبر الفيس بوك