لأول مرة.. "الشيوعي الحاكم" يُدرج اسمه وفكره في دستور الحزب

شي جين بينج الزعيم الصيني الأقوى منذ ماو تسي تونج

بكين - الوكالات

صوت الحزب الشيوعي الصيني لصالح إدراج اسم الرئيس شي جين بينج وفكره في دستور الحزب؛ مما يرفع منزلته إلى تلك التي يتمتع بها مؤسس الحزب الزعيم الراحل ماو تسي تونج. وجرى التصويت -الذي جاء بالإجماع- على ضم "فكر شي جين بينج" في دستور الحزب عند اختتام المؤتمر العام الأخير للحزب الشيوعي.

وكان الرئيس شي قد سعى إلى تعزيز قبضته على السلطة منذ توليه منصب الرئاسة في العام 2012. وتعني هذه الخطوة أن أي تحد قد يحصل للرئيس شي سيعد من الآن فصاعدا تهديدا لحكم الحزب الشيوعي.

وكان أكثر من ألفي مندوب قد حضروا اجتماعا عقد في قاعة الشعب الكبرى في بكين للتصويت على "تضمين فكر شي جين بينج حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للمرحلة الجديدة" في دستور الحزب الشيوعي الصيني. وعند انتهاء عملية التصويت، سئل المندوبون عما إذا كانت لديهم أي اعتراضات، فردوا "كلا"، حسبما قال مراسلون حضروا الجلسة.

يُذكر أن أيديولوجيات العديد من زعماء الحزب الشيوعي الصيني السابقين كانت ضُمِّنت في دستور الحزب، ولكن لم يسبق لأي من تلك الأيديولوجيات أن وصفت بأنها "فكرا" عدا فكر مؤسس الحزب والدولة ماو تسي تونج. فلم يسبق أن ربطت أسماء الزعماء بايديولوجياتهم إلا في حالتي ماو تسي تونج ودنغ شياو بينج، ولم يضاف اسم دنغ إلى الدستور إلا بعد وفاته.

وسيتعين على تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات والموظفين في المصانع الحكومية أن ينضموا إلى أعضاء الحزب الشيوعي الذين يبلغ عددهم 90 مليونا في دراسة "فكر شي جين بينج" المتعلق بالعصر الجديد للاشتراكية بخصائص صينية. ويعد تعبير "العصر الجديد" الأسلوب الذي يستخدمه الحزب للاشارة إلى بدء المرحلة الثالثة من تاريخ الصين المعاصرة. فالمرحلة الأولى التي تزعمها ماو كان هدفها توحيد البلاد عقب حرب أهلية طاحنة، أما المرحلة الثانية التي قادها دنغ فركزت على إثراء البلاد. وتتسم المرحلة الثالثة التي يقودها الرئيس شي بتعزيز الوحدة والثراء وجعل الصين أكثر انضباطا داخليا وخارجيا.

وللوهلة الأولى، قد يبدو للقارئ أن "فكر شي جين بينج" لا يتعدى كونه خطابا غامضا، لكنه يصف المبادئ الشيوعية التي آمن بها الرئيس شي طيلة فترة حكمه. وتؤكد المبادئ الـ 14 "لفكر شي جين بينج" على الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الحزب الشيوعي الصيني في التحكم بكل المفاصل في البلاد، وتتضمن أيضا: الدعوة للقيام "باصلاحات جذرية وشاملة"، و"تطوير أفكار جديدة"؛ وعد بتحقيق "تعايش منسجم بين الإنسان والطبيعة"، وهي دعوة لتحسين عملية الحفاظ على البيئة وقد تشير إلى هدف الحكومة الصينية في جعل الطاقة المتجددة هي مصدر الطاقة الرئيسي في البلاد؛ تركيز على "الهيمنة التامة للحزب على جيش الشعب"، وهي دعوة تتزامن مع أكبر زيادة في عدد الضباط الكبار في تاريخ الصين المعاصر -حسبما يقول محللون- تركِّز على أهمية مبدأ "دولة واحدة ونظامين"، وعلى أهمية إعادة توحيد الأقاليم مع الوطن الأم في إشارة واضحة الى هونج كونج وتايوان.

وقضى أكثر من ألفي مندوب فترة الأسبوع التي عقد فيها المؤتمر في اختيار قادة الحزب في الأقاليم والحكام ومديري بعض المصالح الحكومية. وانتهى المندوبون، أمس، من اختيار تشكيلات بعض الهيئات المهمة؛ مثل: اللجنة المركزية للحزب، والمفوضية المركزية للانضباط. وتقرر اللجنة المركزية الجديدة اليوم تشكيلة المكتب السياسي للحزب.

ورغم أن بعضا من المندوبين لهم رأي في هذا الأمر؛ ففي حقيقة الأمر يخضغ انتخاب أعضاء المكتب السياسي لرغبات قيادة الحزب؛ إذ لا يسع للمندوبين إلا التصويت لمرشحين تم اختيارهم سلفا.

وسيكشف الحزب اليوم عن تشكيلة هيئته العليا، المكتب الدائم للمكتب السياسي. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحتفظ الرئيس شي بموقعه القيادي في الحزب، بينما تنحى حليفه البارز وقائد حملة مكافحة الفساد وانغ تشيشان عن موقعه في المكتب الدائم.

وسيخضع أولئك الذين سيختارون لعضوية اللجنة الدائمة لتمحيص دقيق. ويقول محللون إن تشكيلة اللجنة ستشير إلى الفترة التي ينوي فيها الرئيس شي البقاء على قمة هرم السلطة في الحزب (من المتوقع أن يظل شي في منصبه إلى عام 2022) وإلى أي خليفة محتمل له.

تعليق عبر الفيس بوك