بيروت - رويترز
اتهمت إسرائيل جماعة حزب الله اللبنانية، أمس، بتدبير عمليات قصف عبر الحدود في مرتفعات الجولان؛ بهدف إشعال حرب بين سوريا وإسرائيل، ودعت الرئيس بشار الأسد -وروسيا حليفته- إلى كبح جماح الجماعة اللبنانية المسلحة.
وفي الأسبوع الماضي، سقطت مرتين قذائف مورتر وصواريخ أطلقت من سوريا على مناطق في الجولان تسيطر عليها إسرائيل منذ حرب العام 1967، دون وقوع إصابات بشرية، لكن إسرائيل ردت باستهداف مواقع للجيش السوري بالمدفعية. وظلت إسرائيل إلى حد بعيد خارج الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات، لكنها هددت بتكثيف ضرباتها إذا هوجمت من الجولان، أو لمنع داعمي الأسد من الإيرانيين وحزب الله من إقامة قواعد في سوريا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أمام أعضاء بالبرلمان، إن قصف الجولان نفذته خلية سورية بأوامر من حزب الله ودون إبلاغ دمشق. وقال ليبرمان في تصريحات تليفزيونية "صدرت تعليمات شخصية من (زعيم حزب الله حسن) نصر الله بالنأي بالأسد ونظامه عن تنفيذ هذا القصف... بهدف جرنا إلى المستنقع السوري. لذلك أدعو من هنا نظام الأسد، وأيضا القوات الروسية الموجودة هناك إلى كبح حزب الله. وهذا سبب آخر لضرورة إخراجهم من سوريا بأسرع ما يمكن".
وفي إشارة على ما يبدو إلى جهود إسرائيل لتنسيق أفعالها في سوريا مع موسكو، قال ليبرمان: إن القادة العسكريين الروس في سوريا "تلقوا كل (المعلومات) التي يحتاجونها بخصوص هذا الأمر".
وعلى جانب آخر، قال محافظ حمص إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل أكثر من 60 مدنيا، وترك مئة آخرين في عداد المفقودين في بلدة بالمحافظة الواقعة في وسط سوريا على مدى ثلاثة أسابيع، قبل استعادة الجيش السوري لها. وقالت وسائل إعلام رسمية إن القوات السورية وحلفاءها استعادوا السيطرة على بلدة القريتين "بعد القضاء على مجموعات إرهابيي داعش التي تسللت إليها".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يراقب الحرب، ومقره بريطانيا- أمس، إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل 128 شخصا على الأقل في البلدة. وقال طلال البرازي محافظ حمص لرويترز -في اتصال هاتفي- إن أكثر من 60 شخصا قتلوا، وإن أكثر من مئة في عداد المفقودين سواء اختطفوا أو قتلوا. وأضاف بأن عمليات البحث في المنطقة أسفرت عن انتشال 13 جثة يوم الأحد تم التعرف على أربعة منها. وقال البرازي إن جميع المدنيين القتلى من العاملين بالحكومة وأرباب المعاشات وأسرهم.
وذكر المرصد السوري هذا الشهر أن مقاتلي التنظيم انتزعوا السيطرة على البلدة من القوات الحكومية؛ في إطار هجوم مضاد شنه المتشددون الذين فقدوا الكثير من الأراضي في شرق سوريا. وأشار المرصد إلى أن 83 شخصا على الأقل قتلوا في الساعات الثماني والأربعين التي سبقت سيطرة الجيش السوري على البلدة. مضيفا أن الدولة الإسلامية اتهمت المدنيين بأنهم "عملاء للنظام".
وعرض التليفزيون السوري لقطات للبرازي ومسؤولين حكوميين يتفقدون بلدة القريتين أمس. وقال البرازي إن أكثر من أربعة آلاف مدني هناك يحتاجون إمدادات عاجلة ووعد بإعادة الخدمات الأساسية في الأيام القليلة المقبلة.
وتبعد البلدة نحو 300 كيلومتر عن مدينة دير الزور التي تقع في شرق سوريا وهي محور هجوم تشنه القوات الحكومية على الدولة الإسلامية تدعمه الطائرات الروسية وفصائل مدعومة من إيران.