حصدت جوائز كبرى في مختلف بلدان العالم.. والرحلة استغرقت 6 أشهر وقطعت 15500 ميل بحري

"شباب عُمان 2" تختتم الرحلة الدولية "شراع الصداقة والسلام" وتعود إلى أرض الوطن

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

≤ بدربن سعود: الرحلة ترسخ للنهج السامي في نشر السلام وإحياء التاريخ البحري العُماني

≤ قائد البحرية السلطانية: نشعر بالفخر بسفير عمان المتنقل تحت شعار "الصداقة والسلام"

الرؤية - محمد قنات

عادت إلى البلاد، صباح أمس، سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عُمان 2"، بعد أن شاركت في سباقات السفن بقارة أوروبا في رحلتها الدولية الثالثة "شراع الصداقة والسلام"، والتي جاءت تنفيذاً للأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه.

وبهذه المناسبة، نظمت البحرية السلطانية العمانية حفل استقبال رسمي بميناء السلطان قابوس للسفينة "شباب عُمان 2"، تحت رعاية معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع.

بدأت فعاليات الحفل بالتحية العسكرية لمعالي السيد راعي المناسبة، الذي قام بتفتيش الصف الأمامي من طابور حرس الشرف، ولدى رسو السفينة، قام قائد السفينة بدعوة معاليه، وأصحاب المعالي والحضور للصعود إلى ظهر السفينة (شباب عُمان 2)، لمصافحة وتحية طاقم السفينة وتهنئتهم على هذا الإنجاز ومشاركتهم الفاعلة في الرحلة، وقد استمعَ مَعَاليه وكبار المدعوين إلى إيجاز عن السفينة ومسار رحلتها والأهداف والإنجازات التي حققتها. بعد ذلك، قام معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع والحضور بجولة في المعرض المصاحب، والذي أقيم على هامش حفل استقبال سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عُمان 2)، وقد ضم المعرض صوراً تحكي جزءاً من تاريخ الأمجاد البحرية للسلطنة، وأخرى تجسد دور السفينة في نشرها لرسائل الصداقة والسلام في مختلف المحطات والموانئ التي توقفت بها في رحلتها الأخيرة.

 

إنجازات وجوائز دولية

وبهذه المناسبة، قال معالي السيد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع: نحتفي اليوم بعودة السفينة (شباب عُمان 2) إلى أرض الوطن، بعد رحلة دولية جابت خلالها العديد من الموانئ الدولية لمدة 6 أشهر؛ وذلك ترسيخاً للنهج السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في نشر رسالة السلام والوئام بين مختلف شعوب العالم، وتجديداً للتاريخ البحري العماني المزدهر، وما الإنجازات والجوائز الدولية التي حصدتها السفينة خلال هذه الرحلة، إلا خير دليل على مدى الكفاءة التي يتمتع بها طاقم السفينة، وما بذلوه من جهود مخلصة وعمل متفان في سبيل تحقيق الرسالة الوطنية السامية التي انطلقت من أجلها، منتهزاً هذه المناسبة لتهنئة البحرية السلطانية العمانية وطاقم السفينة على هذا الإنجاز المشرف، وما حصدوه من جوائز عالمية في هذه الرحلة متمثلة في جائزة أفضل مسير لطواقم السفن المشاركة في مهرجان دين هيلدر بهولندا، ومهرجان كوتكا بفنلندا، وجائزة السفينة التي قطعت أطول مسافة للوصول إلى مدينة هالمستاد بالسويد، وجائزة أفضل سفينة قامت بتنسيق الاتصالات بين السفن المشاركة في (السباق الأول بمهرجان كوتكا بفنلندا، والسباق الثاني بلتوانيا) من سباقات السفن الشراعية الطويلة للعام 2017، والمركز الأول في سباق التتابع الذي أقيم ضمن الفعاليات الرياضية في مهرجان توركو بفنلندا، وجائزة الصداقة الدولية للعام 2017، وجائزة أجمل سفينة مشاركة لوهافر بفرنسا، مباركاً لهم انتهاء هذه الرحلة الدولية بما حملته من مضامين ورسائل بنجاح داعياً في الوقت ذاته طاقم السفينة إلى بذل مزيدا من الجهد ومواصلة العطاء في سبيل رفعة عمان والعلو في شأنها على مختلف المحافل والمنصات الدولية والإقليمية.

 

رسالة المحبة والصداقة

وقال اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية: نحمد الله على سلامة وصول سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عمان الثانية" إلى أرض الوطن، بعد رحلة دامت قرابة 6 أشهر؛ زارت خلالها 14 دولة؛ ترسيخا للتوجيهات السامية من لدن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- وإن البحرية السلطانية العمانية لتشعُر بالفخر العظيم وهي تقوم بتسيير هذه السفينة الشراعية كسفير عمان المتنقل يجوب البحار والمحيطات، وكقوة ناعمة شعارها الصداقة والسلام؛ حيث فتحت السفينة أبوابها للزوار في كل الموانئ، مُعرِّفة الجمهور الزائر بالموروث البحري العُماني وناشرة رسالة المحبة والصداقة والسلام من أرض السلام، وقد شاركت السفينة في العديد من المهرجانات والاستعراضات البحرية كمهرجان دين هيلدر بمملكة هولندا، وسباق السفن الشراعية الطويلة ببحر البلطيق. ومن خلال مشاركتها، توجت السفينة بجائزة الصداقة الدولية، وهنا أنتهز عودة السفينة لتهنئة طاقمها على هذا الإنجاز الوطني، متمنيا لهم دائماً كل التوفيق، وداعيا المولى العلي القدير أن يُوفقنا جميعا لخدمة هذا الوطن المعطاء، تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

وقال المقدم الركن بحري علي بن محمد الحوسني قائد السفينة (شباب عُمان 2): "هذه الإنجازات جاءت نتيجة للدعم الذي لاقته السفينة وطاقمها من قبل القائمين عليها، والجهود المخلصة التي بذلها الطاقم، وهذا الحفل الرسمي الذي استقبلت به السفينة دليل واضح على المكانة التي حصلت عليها السفينة سفير السلطنة للصداقة والسلام".

حضر المناسبة عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وعدد من أصحاب السعادة، وعدد من كبار الضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من أصحاب السعادة الولاة، وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى السلطنة، وعدد من الملحقين العسكريين بسفارات بلدانهم بمسقط، وجمع من المدعوين.

 

حضور بارز

هذا.. وتعد السفينة "شباب عُمان 2" سفير السلطنة المتنقل للصداقة والسلام بين دول العالم من خلال حضورها البارز في كافة المهرجانات والموانئ الدولية التي تزورها، فقد زارت السفينة خلال رحلتها -والتي استمرت ستة أشهر- عدداً من الموانئ والدول الأوروبية، قطعت خلالها مسافة 15500 ميل بحري، وأقامت عدة معارض متنقلة، وشاركت في سباقات السفن الشراعية الطويلة، وعدد من الفعاليات والمهرجانات البحرية الدولية، وحصدت السفينة -خلال هذه الرحلة- العديد من الجوائز، وحققت الكثير من الإنجازات البحرية الدولية، فقد فازت بكأس الصداقة الدولية في ختام المهرجان البحري لسباق السفن الشراعية الطويلة للعام 2017م بجمهورية بولندا، كما نالت جائزة أحسن مسير لطواقم السفن المشاركة في مهرجان دين هيلدر بمملكة هولندا، وفي إطار مشاركتها في مهرجان مدينة (لوهافر) البحري بفرنسا، فازت السفينة بجائزة أجمل سفينة مشاركة في المهرجان، إضافة للعديد من الجوائز والإنجازات التي حققتها خلال هذه الرحلة.

كما تم استقبال السفينة في مختلف محطاتها التي توقفت بها من قبل جمهور من الزوار والباحثين والمهتمين بالسفن الشراعية الذين شاهدوا مختلف المعروضات التقليدية التي تعكس طبيعة حياة الإنسان العماني وماضيه العريق، وبما يتماشى مع أهداف هذه الرحلة في التعريف بتاريخ عمان البحري المجيد ودور سفنها في نشر السلام والمحبة بين شعوب العالم على مر التاريخ والغد المشرق، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه.

وقد استغرقت رحلة "شراع الصداقة والسلام" 6 أشهر قطعت خلالها السفينة "شباب عُمان 2" مسافة 15500 ميل بحري، وهي الرحلة 16 في تاريخ سفينة "شباب عمان 1"، والثالثة في تاريخ سفينة "شباب عُمان 2"، وأرخت أشرعتها في 14 محطة و17 ميناء حول العالم.

واستوعبت على متنها 90 بحاراً؛ بينهم: 54 بحاراً من طاقم السفينة، و36 متدرباً؛ منهم: 24 من الذكور، و12 من الإناث، واستطاعوا أن يجددوا تاريخ البحارة العُمانيين الذين مخروا عباب البحار والمحيطات شرقاً وغرباً، حاملين من الموروثات الحضارية والمنتجات التقليدية فضلاً عن رسائل السلام والصداقة بين شعوب العالم.

 

مسار الرحلة

أبحرت سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عُمان 2" في رحلتها الدولية الثالثة في الثلاثين من أبريل عام 2017، من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، لترسو بعد 3 أيام بميناء صلالة، في الثالث من مايو 2017، ومكثت يومين للتزود بالوقود والمؤن استعدادا لإبحارها نحو البحر الأحمر عبر بحر العرب ومروراً بخليج عدن ومضيق باب المندب، ثم رست في ميناء جدة الإسلامي بالمملكة العربية السعودية صباح السبت 13 مايو، بعد 8 أيام من الإبحار، ورافقتها خلال عبورها المحيط الهندي سفينة البحرية السلطانية العمانية "المؤزر".

 وبعدها، أبحرت السفينة "شباب عُمان 2" لمدة 4 أيام في مياه البحر الأحمر شمالاً، لترسو على المرسى المخصص لها في خليج السويس في 18 مايو؛ استعداداً لعبور قناة السويس بمعية الأسطول المبحر شمالاً إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، بعد 12 ساعة من الملاحة البحرية على طول القناة.

وبعد ثلاثة أيام من الإبحار الشاق، ومواجهة الرياح الشمالية الشرقية، وصلت "شباب عُمان 2" ميناء هيراكيلون الواقع شمال جزيرة كريت اليونانية، صباح الخميس 25 مايو، وشقت طريقها غرباً إلى ميناء "كتانيا" الإيطالي، حيث وصلت صباح الأحد 28 مايو، وقد فتحت السفينة أبوابها للزوار مُعرّفة الجمهور الإيطالي بالموروث العماني البحري وناشرة لرسالة المحبة والصداقة والسلام، كما أقامت السفينة حفل استقبال رسمي.

وعبرت السفينة مضيق مسينا الفاصل بين جزيرة صقلية والجمهورية الإيطالية غرباً نحو ميناء العامرية الذي وصلته 5 يونيو، وبعد 7 أيام من الإبحار ومجابهة الرياح والأمواج على طول الساحل البرتغالي وخليج البسكاي وصلت صباح 16 يونيو إلى قاعدة بريست البحرية في الجمهورية الفرنسية.

واتجهت السفينة إلى بحر الشمال عبر القناة الإنجليزية ومضيق دوفر لتصل إلى نحو ميناء دين هيلدر الهولندي يوم 22 يونيو، للمشاركة في مهرجان دين هيلدر للإبحار الشراعي؛ حيث شارك طاقم السفينة مع طواقم 260 سفينة وقارباً شراعيا؛ تمثل 18 بلداً في الاستعراض البحري التقليدي ومسير المشاة المصحوب بالمقطوعات الموسيقية في شوارع مدينة "دين هيلدر"، التي اكتظت بالجماهير والمتفرجين من سكان المدينة والمقيمين والسائحين وزوار المهرجان، وحازت فيه السفينة على جائزة أفضل مسير لطواقم السفن المشاركة، وزار السفينة في هذا الميناء أكثر من 25 ألف زائر، عبَّروا عن إعجابهم بالدور الرائد الذي تقوم به السفينة وما تتمتع به من سمعة ومكانة طيبة في أوروبا.

وفي 29 يونيو، وصلت السفينة ميناء هالمستاد السويدي، وشارك طاقمها والمتدربون في مسير الطواقم بالمرور في شوارع مدينة هالمستاد. وفي ختام المهرجان، حصلت السفينة على عدة جوائز؛ أهمها: جائزة أطول مسافة قطعتها سفينة شراعية مشاركة بالسويد، والعديد من الجوائز. بعدها، غادرت السفينة ميناء هالمستاد السويدي أول محطة في سباق السفن الشراعية الطويلة يوم 3 يوليو في إبحار جماعي مع السفن المشاركة في طريقها إلى عمق بحر البلطيق عبر ممر الساوند الواقع بين مملكة السويد والدنمارك، وبدأت المرحلة الأولى من السباق مساء 4 يوليو، من جنوب مملكة السويد إلى شمال جمهورية أستونيا بمشاركة 56 سفينة شراعية، واستمرت لمدة ستة أيام، وتمكنت من عبور خط النهاية صباح 10 يوليو كسادس سفينة من فئتها.

وفي صباح 11 يوليو، وصلت السفينة إلى ميناء كوتكا الفنلندي، كثاني محطاتها في بحر البلطيق للمشاركة في مهرجان السفن الشراعية الطويلة، وحصلت على جائزة أفضل استعراض لمسير الطواقم، وجائزة الاتصالات لأفضل سفينة تقوم بالتواصل بين السفن لدعم السباق. وقدم طاقم السفينة عروضا فلكلورية عُمانية تضمنت بعض اللوحات الموسيقية التقليدية العُمانية، إلى جانب مأدبة إفطار عُماني تقليدي لطواقم السفن المشاركة في المهرجان، ومعرض للمنتجات الحرفية والتقليدية العمانية، وبلغ عدد زوار السفينة ما يقارب 18 ألف زائر.

وشاركت السفينة في مهرجان تالين البحري؛ حيث قامت فخامة كريستي كاليولايد رئيسة جمهورية إستونيا بزيارة السفينة في 18 يوليو؛ حيث تجولت فخامتها في مختلف مرافقها واطلعت على ما تحويه من تجهيزات ومعدات متطورة تمكنها من الإبحار في أعالي البحار حاملة رسالة المحبة والسلام من السلطنة إلى مختلف شعوب ودول العالم.

ووصلت ميناء توركو الفنلندي في 19 يوليو للمشاركة في المهرجان البحري والفعاليات المصاحبة له كمسير طواقم السفن في شوارع المدينة، وفتحت أبوابها للزوار للتعرف على عمان ماضياً وحاضراً، وعبر الزوار عن إعجابهم بالسفينة وتقديرهم لما تحمله من ودٍ وإخاءٍ ومحبة وصداقة وسلام إلى مختلف شعوب العالم؛ إذ بلغ عدد زوار السفينة ما يقارب 51.270 زائرا.

ورست "شباب عُمان 2" في ميناء كلابيدا الليتواني صباح 27 يوليو للمشاركة في فعاليات المهرجان البحري الذي افتتحته فخامة داليا غريبا وسكايتي رئيسة جمهورية ليتوانيا، التي زارت السفينة وتجولت في مرافقها واطلعت على ما تحويه من تجهيزات ومعدات متطورة تمكنها من العمل في أعالي البحار، وقد أبدت فخامتها إعجابها بما قدمه طاقم السفينة من إيجاز عن مسار الرحلة وأهدافها الإنسانية والتدريبية.

وفي الرابع من أغسطس، وصلت السفينة إلى ميناء ستيتشن بجمهورية بولندا المحطة الأخيرة لسباق السفن الشراعية الطويلة، وفتحت السفينة أبوابها للزوار، الذين بلغ إجمالي عددهم 82.000 زائر تعرفوا على مرافقها وما تحويه من صور، واختتمت فعاليات المهرجان بتسليم الجوائز على السفن الفائزة والمتميزة، حيث حصلت "شباب عُمان 2" على جائزة الصداقة الدولية للعام 2017.

وأرخت السفينة أشرعتها في ميناء لوهافر الفرنسي للمشاركة في مهرجان لوهافر، وقد استقبلت السفينة هناك ما يقارب 54000 زائر تعرفوا على مرافق ومحتويات السفينة من الصور والمنشورات والمشغولات اليدوية التي تحمل عبق الحضارة العمانية، وقد حصلت السفينة على جائزة أجمل سفينة شراعية مشاركة في المهرجان.

تعليق عبر الفيس بوك