الفلاحي ودار الكتاب العامة بصلالة شخصيتا العام الثقافيتان

غدا.. المنذري يرعى احتفال "الكتّاب والأدباء" بالفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات

مسقط - الرؤية

يرعى معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة احتفاء الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء بالفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2017، وذلك مساء غد في مقرها بمرتفعات المطار.

سيشتمل الحفل على تكريم شخصيتي العام الثقافيتين، التي فاز بها هذا العام كل من الأديب أحمد الفلاحي، ومكتبة دار الكتاب العامة بصلالة، بالإضافة إلى إعلان الفائزين في مسابقة الجمعية لأفضل الإصدارات لعام 2017م، والتي شملت هذا العام ست مجالات أدبية تمثلت في الشعر والرواية والقصص والدراسات الأدبية والنقدية والدراسات التاريخية وتحقيق المخطوطات.

ويتنافس على جوائز الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2017، 34 إصدارا، انطبقت عليها شروط المشاركة التي أعلنتها الجمعية، وسيشتمل الحفل على كلمة المحتفى بهما، بالإضافة إلى كلمات لجان التحكيم التي ستعلن الفائزين في كل مجال من مجالات المسابقة.

وستقوم قناة عمان الثقافية بنقل حفل التكريم الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لعام 2017م في دورتها التاسعة على الهواء مباشرة.. كما ستقوم القناة العامة بتغطية وقائع الحفل عبر برامجها المتخصصة.

وبالإضافة إلى ذلك ستقوم "أثير" بنقل الحفل من خلال حسابتها في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ستنقل الجمعية العمانية للكتاب والأدباء النتائج أولا بأول على حساباتها في تويتر والفيسبوك.

وتأتي جائزة الإبداع الثقافي لتحقيق جملة من الأهداف، أهمها: المساهمة في الحركة الأدبية والفكرية في السلطنة، وتفعيل وازدهار حركة النشر للكِتاب العماني والارتقاء به، مع إذكاء روح التنافس بين الكتّاب والأدباء العمانيين، ولذلك حرصت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء على تطوير الجائزة، وايجاد نظام يحكمها للسنوات القادمة، حمل تعريفات لفرعي الجائزة، وشروطها، وضوابطها وآلية اختيار وعمل لجان التحكيم.

وتنقسم جائزة الإبداع الثقافي إلى فرعين، هما جائزة الإنجاز الثقافي وهي لا تخضع للتحكيم وتُمنح بقرار من مجلس إدارة الجمعية للمثقفين والمبدعين والمفكرين العمانيين والمبادرات الثقافية، على ما قدموه من خدمة للثقافة طوال مسيرتهم الإبداعية.

أما الفرع الثاني فهو جائزة أفضل الإصدارات وتمنح للفائزين المتقدمين في المجالات المعلنة سنوياً، كما تخضع لتقييم لجان التحكيم، دون تدخل من مجلس إدارة الجمعية.

وقد عهدت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحكيم هذه الأعمال إلى متخصصين من الأكاديميين العمانيين والمشتغلين على الكتابة الأدبية كل في مجاله، قاموا بتحكيم جوائز المسابقة واتخاذ قرارات الفوز، وفق الآليات والضوابط التي حددتها هذه اللجان، ووفق ما حدده نظام الجائزة الجديد الذي تم إقراره.

وتُكرم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الأديب أحمد بن عبدالله الفلاحي، لعطائه الثقافي، والفلاحي كما وصفه الشاعر الراحل نزار قباني في 5 ديسمبر 1993، في رسالة شخصية بينه وبين الأديب والشاعر العماني سيف الرحبي "كتيبة من الشعر، والظرف، والرواية، والثقافة بطحتنا جميعاً على الأرض. إنه واحد من الظرفاء العرب الذين سلموا من هذا العصر الثقافي الحديث الذي لا مثيل لغلاظته".

ولد الأديب أحمد الفلاحي عام 1954 في بلدة بطين بوادي نام في ولاية القابل، بمحافظة شمال الشرقية، وتعطر بطيبة قريته ونسمة روحها الهادئة، وساهم في تأسيس الحركة الثقافية العمانية الحديثة بالإضافة إلى مساهمته في قطاعات الإعلام والتربية والشباب، شارك في تأسيس أول ناد ثقافي أهلي بحي مطرح الساحلي باسم "النادي الوطني الثقافي" عام 1974م، وكان من أفراد هيئة تحرير مجلة أصدرها ذلك النادي بعنوان "الثقافة الجديدة".

عمل مديرًا لتحرير مجلة الغدير الثقافية الشهرية العمانية منذ صدورها عام 1977م وحتى توقفها عام 1984م، وكان أحد مؤسسيها ومحرريها وكتابها.

تقلد الفلاحي عددًا من الوظائف في مجالات مختلفة أولها العمل بالإذاعة العمانية خلال الفترة (1971م ـ1981م) كمحرر أخبار، ثم رئيس تحرير ونائب مدير دائرة الأخبار، وقائم بأعمال مدير دائرة الأخبار، وخلال عمله بالإذاعة العمانية حرص على انتقاء وتقديم برامج إذاعية ثقافية وأدبية تؤسس للعلاقة بين الأدب والمستمعين، أبرزها برنامج "بين الفقه والأدب"، وهو برنامج أسبوعي استمر لثلاث سنوات، و"أدبنا العربي" وكان عبارة عن برنامج أسبوعي استمر خمس سنوات، و"من أعلامنا" وهو برنامج أسبوعي استمر لمدة سنة ونصف.

في عام 1981م انتقل للعمل في وزارة التربية والتعليم بدائرة البعثات، قبل أن يشغل في العام 1982م منصبا دبلوماسيًا كملحق ثقافي بسفارة سلطنة عمان في البحرين حتى العام 1987م، حيث عمل بعدها مديرًا للأنشطة الثقافية والفنية بقطاع الشباب لمدة سنتين.

انتدب خلال الفترة من 1988م إلى 1993م بالملحقية الثقافية بالسفارة العمانية بالقاهرة، وبعدها ملحقًا بمكتب وزير التربية والتعليم (1993-1995م)، ويعمل حاليا مستشارًا بمكتب وزير التربية منذ العام 1995م، وقد تشرف بعضوية مجلس الدولة خلال الفترة ما بين 2004م، و2011م.

يعد الأديب أحمد الفلاحي من المساهمين الفاعلين في التأسيس للحركة الثقافية الحديثة في السلطنة من خلال تنوع كتاباته ومشاركاته الأدبية والثقافية. نشر الكثير من المقالات والدراسات والبحوث بالصحف والمجلات المحلية حول مجريات الحياة العمانية، فضلا عن مساهمته في تأسيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مع مجموعة من الأدباء والمثقفين في السلطنة.

صدر له كتاب "حول الثقافة " عام 2007م، وهو عبارة عن مجموعة مقالات كتبها خلال السبعينيات، وكتاب "متابعات" الذي صدر عام 2009م، و"من الحياة " عام 2011م وهي مجموعة مقالات تثقيفية نشرت بالصحف المحلية خلال ثلاثين عاما، تناول فيها بعض المفاهيم العصرية المتعلقة بحياة الناس.

كما أصدر "مع الأدب العماني" عام 2011م، وهو دراسة نقدية عن الأدب العماني المعاصر. وصدر له كذلك " تأملات "، و"بطين"عام 2013م وهو سيرة وصفية عن بلدة بطين، مسقط رأسه، وكتاب "عُمان في عيون زوارها" يتناول فيه ما كتبه علماء دين وقادة وأساطيل ودبلوماسيون ورحالة ومغامرون.

كما تكرم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة، أول مكتبة أهلية بمحافظة ظفار، والتي تأسست في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي في مدينة صلالة في محافظة ظفار.

وبعد انتقال المغفور له بإذن الله تعالى عبدالقادر بن سالم السيل الغساني إلى منزله الجديد في صلالة الجديدة في عام 1983م، تمت تهيئة موقع في المنزل الجديد للمكتبة بمساحة 40 مترا، وضمت في جنباتها عدداً من الكتب والموسوعات والدوريات قدرت في ذلك الوقت بحوالي (4000) كتاب.

وفي عام 2005م أعاد عبدالقادر الغساني توسعة المكتبة عندما ضاقت بمحتوياتها التي تجاوزت أعدادها (8000) كتاب، وتم إنشاء مبنى مستقل للمكتبة في فناء المنزل بمساحة حوالي 80 مترا.

ثم جاءت فكرة تحويل المكتبة الخاصة إلى مكتبة عامة لفتحها أمام الجمهور، حيث قام عبدالقادر الغساني بإعادة بناء منزله القديم وهيأه وفق رؤيته للمكتبة، وجعله وقفًا لخدمة المكتبة ومرتاديها.
افتتحت المكتبة رسميا بتاريخ 23 فبراير 2015م تحت رعاية صاحب السمو السيد هيـثـم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة.

تهدف مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة إلى توسيع دائرة المعرفة بين المجتمع ونشر ثقافة ارتياد المكتبات العامة، وتقديم خدمة نوعية للقراء والباحثين وتطوير المكتبة باستمرار لتكون مركز إشعاع ثقافي في محافظة ظفار وتحوي المكتبة أكثر من (15ألف) كتاب وعددا من الموسوعات والمخطوطات النادرة والمكاتبات المهمة منها للشيخ المرحوم عوض بن سالم الغساني والشيخ الفقية العلامة محسن بن محمد الغساني، وغيرهما والتي تشكل إرثا تاريخيا وغنيمة كبيرة للباحثين والمهتمين في هذا المجال.

وبإلاضافة إلى تقديمها عددا من الخدمات مثل خدمة نسخ الكتب، تحتوي مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة أيضا على قاعات مجهزة لاستقبال المثقفين والمفكرين لإقامة الندوات والمحاضرات وحلقات العمل وهي مؤهلة لتكون نقطة تجمع وصالونا ثقافيا للحوار والنقاش الهادف البناء.

 

تعليق عبر الفيس بوك