في يوم المرأة.. شكرًا أيّها الرجل

مدرين المكتوميّة

احتفل الجميع أمس بيوم المرأة العمانية الذي يشهد مجددا إنجازات المرأة العمانية على مختلف الأصعدة وفي كل المجالات، ويؤكد أنّ ما تحقق على أرض السلطنة من نجاحات وتقدم تنموي كان للمرأة دور بارز فيه، واليوم ونحن نرى هذا الكم من النساء العمانيات اللاتي يفخر بهن الوطن وهنّ يشغلن مختلف المناصب والوظائف يحق لنا أن نقف والفخر يرتسم على وجوهنا كنساء، فكل هذا النجاح والتقدم الذي تعيشه المرأة لم يكن ليصبح واقعًا لولا اهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - منذ بدء عصر النهضة العمانية بإشراك المرأة جنبا إلى جنب في مسؤوليتها الوطنية نحو بلدها، ويومًا بعد يوم عبر إيلائها مهام ومناصب تؤكد حجم الثقة في قدرات بنات عمان جنبا إلى جنب مع أبنائها، وبالفعل أثبتت العمانيات حسن الاختيار السامي لهن في الكثير من المناصب القيادية، والمهام التي يُكلفن بها كل في مجال.

ولأن المرأة العمانية قوية وقادرة على الثبات استطاعت فعلا أن تسجل نجاحاً في مختلف الميادين؛ الأمر الذي انعكس على ثقتها بنفسها وتقدمها المستمر، وثقة الحكومة بها.

ومن وجهة نظر خاصة يمكننا القول إنّ المرأة بطبيعتها تستطيع أن تفكر وتقوم بأكثر من شيء في وقت واحد، وهو الأمر الذي يصعب على الرجل في كثير من الأحيان فعله، وهي تنجز أكثر من أمر في الوقت نفسه، تربي الأبناء وتهتم بعائلتها وتعلمهم وتطبخ لهم، وهي أيضا متميزة في عملها، كل ذلك يأتي بالثقة التي تشعر بها على أرض عمان الحبيبة؛ بفضل القيادة السامية لحضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه-.

وحين أتحدث عن إنجازات المرأة لا يمكنني أن أغفل والدتي، تلك المرأة القوية التي عملت جاهدة بجانب والدي لتجعل منّا ما نحن عليه اليوم، فقد كانت برفقتي في أول يوم مدرسي وتلا ذلك حضورها اجتماع مجلس الأمهات، حيث كانت تسعى لأن نحظى باهتمام معلمات المدرسة، ولم يكن ذلك ليحدث لولا تواجدها الدائم، كانت تصنع لنا أطيب أصناف الطعام كمكافأة، في الوقت الذي كان والدي يعمل ليل نهار لتوفير كل ما نريد، وعلى الرغم من انشغاله الدائم كانت أمي تعوض ذلك، وكبرنا وأنهينا مراحلنا التعليمية، والتحقنا بوظائف كل حسب رغبته.

وربما لأنّ الوالد كان مشغولاً بكثير من الأمور فلم يكن ليلحظ التفاصيل الصغيرة التي تولتها أمي بالاهتمام مثل غيرها من الأمهات، ولذلك فغالبا ما كان الوالد يمارس معنا نفس الطقوس التقليدية التي يغلب عليها الأمر والنهي دون إعطاء الفرصة للاستماع إلى وجهة نظرنا.

عندما يمر بنا الزمن نجد أنّ المرأة سجلت نجاحاتها في أي مكان توضع فيه، فهي ناجحة كأم عظيمة وكموظفة وكقيادية وكشخصية مثقفة، وأيضا هي رائدة أعمال واعية وتتسم بروح المغامرة والمجازفة، فهنيئاً لنا هذا اليوم، وهنيئاً لكل امرأة على هذه الأرض هذا التكريم لها، فيوم 17 أكتوبر هو ليس مجرد يوم وإنما هو احتفاء بكل الجهود، وكل ما يمكن قوله هو تقديم الشكر الذي يحق لكل رجل كان له الفضل بعد رب العالمين في نجاح زوجته، وتفوق ابنته، وفخره بوالدته، وأمنياته الصادقة في تهنئتها بهذا اليوم، وقبل الجميع لباني وقائد عمان الذي سجل للمرأة موقعا رفيعا بين نساء المنطقة وقبل كل نساء المنطقة؛ لذلك في ذكرى يوم المرأة العمانية لابد من أن نقول شكراً للرجل الذي أعطاها الثقة.

شكراً قابوس المفدى.. قابوس عمان.

 

madreen@alroya.info