عُمان الدولة العظيمة

 

د. محمد الشعشعي

دولة في الأفق دائماً، بها رجال عاهدوا الله على الإخلاص للوطن، والذود عن منجزاته، وهم بالعهد وافون، وبالوعد صادقون، وعلى كتاب الله سائرون.. رجال واثقون بان الطريق السليم هو طريق الإخلاص والوفاء والعطاء، وما دون ذلك فهو طريق قصير لا يحمل نظرة استشراقية ذات أفق بعيد؛ لذا لا يسلك العمانيون إلا ما كان عظيما لأنهم شعب عظيم، نظرته تتجلى في كبد السماء الواسعة، لا يكل ولا يمل أو ييأس في سبيل الوصول إلى النجاح مهما طال الانتظار فالصبر مفتاح الفرج، صبروا في سنين عجاف فشقوا الأفلاج وشيدوا صوامع القلاع، وخلَّدوا لنا معالم تحكي ذاكرة تاريخية مجيدة.

يستشرف هذا الشعب أفقا بعيدا يمتد نحو عشرين عاما لمستقبل عمان، بل وكيف هي عمان ستكون آنذك بعد عمر طويل يحيى من كتب له الله الحياة، ويموت من سلمت وداعته إلى باريها، فذاك أمر آخر. لكن عمان تتعاقب عليها الأجيال والشعوب جيلا بعد جيل، هذا يبني ويعمر ويحافظ، وذاك يستلمه أمانة عظمي إلى أن يعطيها للجيل الآخر، وهكذا تتوالى الأمم والشعوب والحضارات على أرض الغبيراء، بدءا من الخمسة آلاف قبل الميلاد وإلى عهد قابوس والنهضة العمانية المباركة؛ لهذا ليس من السهل أن نسمح لكل من تسول له نفسه أن يعبث بهذا الوطن المقدس، مهما كلفتنا الخسائر والتكاليف فهي رخيصة في سبيل المحافظة على أمن البلد واستقرار ومنجزاته الراسخة.

عمان بإذن الله الواحد القهار ستكون دولة عظيمة في العام 2040، وفق ما رُسم لها من خطط وإستراتيجيات علمية مبنية على البرهان والمعطيات والمؤشرات والمقاييس الصادقة، ونحن ندرك أن المرحلة المقبلة تتطلب منا التغيير الجذري في كل شيء: في التعامل وفي الحياة والعمل؛ لهذا علينا ان نستعد لتلك المرحلة وهي بلا شك تحتاج خيالا وأفقا بعيدا حتى نهيئ أنفسنا فسيولوجيا لمرحلة هي أشبه ما تكون بعالم من الخيال أو الفضاء المسكون، قد لا يستسيغها البعض بسهولة، لكن المؤشرات ونتائج الدراسات والبحوث تؤكد أن وصول عمان إلى ذلك العالم لن يكون سوى بالاستقرار الأمني والسلمي الذي تعيشه اليوم، فضلا عن طموحات المجتمع العُماني للوصول إلى الأفق البعيد.