جهود لتفادي حرب أهلية بين الأكراد

الجيش العراقي "يسيطر بالكامل" على حقول نفط كركوك دون مقاومة

كركوك - الوكالات

سيطر الجيش العراقي بالكامل على كل حقول النفط في كركوك، بحسب بيان صادر عن وزير النفط العراقي جابر اللعيبي. وقال اللعيبي إنّ العراق يعتزم التعاقد مع شركة نفط أجنبية لمضاعفة قدرة حقول نفط شمال كركوك الإنتاجية لتصل إلى أكثر من مليون برميل يوميا. وحذر وزير النفط العراقي السلطات الكردية من إغلاق خط أنابيب تصدير نفط كركوك، مشيرا إلى أنّها ستواجه في هذه الحالة إجراء قانونيا.

وقد استردت الحكومة المركزية في العراق السيطرة على أراض في مختلف أنحاء شمال البلاد من الأكراد أمس موسعة نطاق حملة مفاجئة ومؤثرة أدت لتغيير في ميزان القوى في البلاد بين عشية وضحاها. وفي اليوم الثاني من حملة مفاجئة نفذتها الحكومة لاستعادة مدن وقرى من القوات التابعة لإقليم كردستان العراق انسحبت قوات البشمركة الكردية من منطقة خاناقين المتنازع عليها القريبة من الحدود مع إيران.

وسيطرت القوات الحكومية على آخر حقلين للنفط في محيط كركوك، المدينة التي يقطنها مليون نسمة والتي انسحبت منها قوات البشمركة أول أمس مع تقدم القوات الحكومية. وسيطرت جماعة يزيدية موالية لبغداد على بلدة سنجار.

واتهم مسؤولون في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي له زعيم الإقليم مسعود برزاني منافسه التاريخي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يرأسه الزعيم الكردي والرئيس الراحل جلال طالباني "بالخيانة" لتخليه عن الأكراد. ونفت أرملة طالباني الذي تولى منصب الرئيس العراقي الشرفي بين عامي 2003 و2014 وتوفي منذ أسبوعين هذا الاتهام. وقالت هيرو طالباني إن حزبها حاول لكنه فشل في إقناع الحكومة العراقية بالعدول عن "خطة الهجوم" على كركوك عبر اتصالات مع ممثلين للحكومتين الأمريكية والعراقية.

وقالت قناة روداو الكردية إن برزاني سيصدر بيانا قريبا يدعو فيه الفصائل الكردية لتفادي "حرب أهلية". ويعطي تقدم القوات الحكومية دعما سياسيا كبيرا لرئيس الوزراء العراقي الذي واجه تهديدات من الجماعات الشيعية المسلحة التي تدعمها إيران بالسيطرة على مقاليد الأمور ما لم يتحرك سريعا لردع الأكراد.

وأعاد تقدم القوات الحكومية رسم خريطة شمال العراق وقلص مكاسب الأكراد الذين أثاروا حفيظة بغداد في الشهر الماضي بإجراء استفتاء على الاستقلال. ويحكم الأكراد ثلاثة أقاليم جبلية في شمال العراق في منطقة تحظى بالحكم الذاتي وسيطروا على المزيد من الأراضي في الشمال معظمها بعدما ساعدوا في صد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

وساهم القتال في إحدى مناطق إنتاج النفط الرئيسية في العراق في عودة علاوة المخاطر إلى أسعار النفط. وبعد شهور من تداول النفط في نطاق محدود تجاوز سعر خام القياس العالمي برنت 58 دولارا للبرميل.

ووضع تقدم القوات العراقية واشنطن في مأزق وهي الحليف الوثيق لكل من بغداد والأكراد والتي سلحت الجانبين ودربتهما في إطار حملتها الناجحة لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية من العراق.

وقال الرئيس دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "لا نحب فكرة اشتباكهم. نحن لا نتحيز لأي جانب. كانت علاقاتنا جيدة للغاية على مدار أعوام مع الأكراد كما تعلمون وكنّا أيضا في جانب العراق".

وحتى الآن يبدو أنّ معظم تقدم القوات يتم بدون مقاومة حيث ينسحب الأكراد قبل وصول القوات الحكومية. ووردت تقارير بشأن اشتباك كبير واحد فقط في الساعات المبكرة أول أمس عند مشارف كركوك وهو ما أرجعته واشنطن إلى سوء فهم.

وبالنسبة للأكراد تعد خسارة أرض، خاصة كركوك التي يعتبرونها قلب وطنهم، ضربة قوية بعد ثلاثة أسابيع فقط من تصويتهم على إعلان دولة مستقلة وهو هدفهم منذ عقود. وأدت هذه الانتكاسات لاتهامات حادة متبادلة بين أكبر حزبين سياسيين كرديين يسيطر كل منهما على وحدات منفصلة من مقاتلي البشمركة.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة