دار الشروق تصدر طبعة جديدة من رحلة عبدالوهاب المسيري الفكرية

القاهرة - العمانية

يعد عبدالوهاب المسيري من أهم المفكرين الموسوعيين في العالم العربي، وقد حظيت كتاباته باحترام كبير في الشرق والغرب على السواء.

وأصدرت دار الشروق بالقاهرة طبعة جديدة من كتاب "رحلتي الفكرية" للمسيري، يعرض فيها آراء الكثير من المفكرين في العالم حول قضايا إقليمية وعالمية. ويرصد الكتاب تحولات المسيري الفردية في الفكر والمنهج، ويؤرخ في الوقت نفسه لجيل بأكمله، أو لقطاع منه، فتحوُّلات صاحب هذه السيرة ليست منبتة الصلة بما كان يحدث حوله. وتتميز هذه الطبعة ببعض الإضافات، وأهمها ملحق صور كبير يتناول رحلة المؤلف ومحطات حياته المختلفة. وجاء في كلمة الناشر أن عبدالوهاب المسيري اختار مجموعة من المفكرين الغربيين والمسلمين من أوروبا والعالم العربي وآسيا الإسلامية المنشغلين بالهم العام (الوطني والقومي والديني) لشعوبهم، وإن هذه الدراسة تكشف أن هؤلاء المفكرين أكثر انفتاحًا وقبولًا للأفكار المستخلصة من تجارب حضارية أخرى، وأكثر تخففًا من الالتصاق الحرفي بالنص الديني دون النظر إلى الروح والجوهر، على الرغم من الحرص على عدم الخروج عن ثوابت الدين.وأكد الناشر أن الدراسة تجيب عن سؤال ظل يطارد المسيري عن المشترَك الفكري بين هؤلاء المفكرين، على الرغم من تباين مرجعياتهم الثقافية والحضارية.

وكانت الإجابة تكمن في النزعة الإنسانية التي تؤكد أن للذات الإنسانية وجودًا وفعالية واستقلالًا في إطار الرؤية الكلية للوجود وما وراء الوجود. وأشار إلى أن اختيارات المسيري محكومة بمنطق واضح ومتماسك، لعقل منشغل وقادر على الإفادة من كل إبداع بشري يدعم قيمة الإنسان، وفي الوقت نفسه ناقد لكل فكر معادٍ لإنسانية الإنسان. ومن هذا المنظور، تصبح أحداث حياة المؤلف لا أهمية لها في حد ذاتها، وإنما تكمن أهميتها في مدى ما تلقيه من ضوء على تطوره الفكري. ويكشف الكتاب أن المؤلف فهم كثيرًا من أحداث حياته الخاصة (الذاتية)، من خلال الموضوعات الأساسية الكامنة والمقولات التحليلية التي استخدمها في دراساته وأبحاثه الموضوعية، وليس العكس. ويمكن القول إن هذه الرحلة الفكرية، هي رحلة المؤلف الفردية، فهو الذي تفاعل مع ما حوله من تجارب منذ أن وُلد في دمنهور ونشأ فيها إلى أن انتقل إلى الإسكندرية، ومنها إلى نيويورك، ثم أخيرًا إلى القاهرة حيث استقر به المقام. وتمثل هذه الرحلة سيرة إنسان يلتقي في فضاء حياته الخاصُّ بالعام، ولهذا فهو لا يذكر القضايا الفكرية المجردة وحسب، وإنما يشفعها بأحداث من حياته أو اقتباسات من كتاباته تبين كيف ترجمت القضية الفكرية (العامة) نفسها إلى أحداث ووقائع محددة في حياته الشخصية (الخاصة)، وذلك بأسلوب المؤلف السلس والعميق والساخر.

تعليق عبر الفيس بوك