سوق سابع وأسرار الرقم سبعة (1- 2)

وفاء العجمية

الحمد لله حمداً طيباً مباركاً، والحمد لله ذي القوة القادرة والحكمة الباهرة، لا ينفذ إلا أمره ولا يقضي إلا قدره، بكلمات الحمد أبدأ حديثي لأثني وأحمد الله على جميع النعم الموجودة في حياتي، ما كانت وما هي الآن وما ستكون، ومنها مشروع تطبيق "سوق سابع" الذي تشكلت تفاصيله بالرقم 7..

إنّه التطبيق الإلكتروني الذي يحمل روح الأصالة العُماني؛ سوق سابع هو بمثابة ولادة روح، هو رسالتي في الحياة، يروي حكاية إنسانة كانت تبحث عن ذاتها وشغفها ورسالتها لتجدها بين ثنايا الرقم 7، وكل الأحداث والمواقف التي يظهر فيها الرقم 7 أو تناسقات الرقم 7 كانت كلها دلائل ومؤشرات على أن أمضي قدماً نحو تأدية رسالتي وشغفي في الحياة بمعية الله التي ترافقني، فالرقم 7 يرافقني أينما ذهبت وحيثما حلّ هذا الرقم حلت البركة معي ولله الحمد، لتؤكد لي أنني على الطريق الصحيح. إنني أؤمن أن قوة النية تأتي بالاستعانة بالله والتوكل عليه، والذي ينوي ويستعين بالله ستتهيأ له الظروف والمواقف والأشخاص ليعينوه على حمل رسالته في الحياة، إن رؤيا صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيّده الله- في المنام الذي كان يتكرر ويأتيني طوال العامين الماضيين جعلني أدرك الترابط والمغزى بين الرؤيا وظهور الرقم 7، والقدر الذي ترتّبت فيه كل الأحداث ليجعل ولادة سوق سابع في يوم المرأة العمانية 2017 وبالتحديد رؤية جلالته وهدفه من تخصيص هذا اليوم ليفخر بكل امرأة ساهمت في بناء الوطن، وأنّ ولادة سوق سابع جاءت لتشكل بؤرة النشاط الاقتصادي للسلطنة في هذه الفترة بالتحديد وليكون أحد البدائل الاقتصادية لمرحلة ما بعد النفط. وأنا فخورة بكوني عُمانية وأهدي مشروعي وقصتي لمولاي امتناناً وحبّاً لكل ما قدمه للمرأة العُمانية. للابتسامة والنظرة الحنونة والعطوفة التي كان يراني فيها والتي كنت استمد منها الحكمة والقوة والإرادة.

باسم الله أروي لكم قصتي مع الرقم 7، والتي بدأت في هذا العام 2017، وأنا بعمر السابعة والثلاثين حين أتاني ذلك الإلهام واسمي الذي يحمل وفق حساب الحروف بالأرقام الرقم 7، وابني الذي أكمل عامه السابع عشر لينضم إلى سواعد أبناء الوطن، واحتفال السلطنة بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، وانتهاءً بمثل هذا اليوم، السابع عشر من أكتوبر ومجموع حساب هذا اليوم الذي إن جمعت فيه اليوم بالشهر سيساوي سبعة وعشرين، وهو اليوم السابع والعشرين الذي يسبق عيد الفطر وهو سبب تسمية السوق بـ"سوق سابع"، كما كان يقام أيضاً في اليوم السابع الذي يسبق عيد الأضحى؛ حيث كان يجتمع فيه العمانيون قديماً في معظم المحافظات والمناطق- وما زالوا- في ساحة كبيرة لبيع وشراء المنتجات والسلع من قبل روّاد السوق والبائعين، وتستقطب أعداداً كبيرة من سكان المنطقة والمناطق الأخرى المجاورة، وكانت تلعب دوراً حيوياً في ذلك الوقت.

لذلك وبهدف المحافظة على الموروث العُماني بعد أن لوحظ قلة إقامة هذا السوق في الوقت الحالي وضعف الإقبال عليه، نبعت فكرة تحويل هذا السوق إلى سوق إلكتروني لمواكبة التطور ولدمج أصالة الماضي مع حداثة الحاضر وآفاق المستقبل. وقد اخترت الأبواب العُمانية وأبواب الأسواق بالتحديد لتشكل رمز التطبيق، ولأعيد فتح هذه الأبواب مرة أخرى بما تحمله من قيم ومبادئ لجيل اليوم، تلك القيم والمبادئ التي عاش بها التجّار في الماضي لتكتمل دائرة السعي في الحياة، ولتدوم الأصالة والحداثة مع بعضهما البعض، فالأبواب تحكي حكاية فتح باب رزق لأبناء عُمان والتي نعيش في خيراتها الآن. وفي الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان هذا العام أيضاً كانت إحدى الرؤى لجلالته، الذي أتاني فيها في المنام، ولذا فإنّ رؤيا صاحب الجلالة وظهور وتكرار الرقم 7 في حياتي معاً لها دلالات كثيرة قد لا أعلم ماهيتها كلها الآن، ولكنّي على يقين بأنّ الرقم 7 يحمل في طيّاته رسالة عظيمة. ما ذكرته من ترابط في الأحداث أعلاه وما سأرويه لكم أيضاً من مواقف أخرى مع الرقم 7 بالتأكيد ليست صدفة، وكلها دلائل كانت تؤكد لي يوماً بعد يوم أن استمر فيما أنا ساعية إليه بالرغم من بعض التحديات التي واجهتني، إلا أنها كانت تصقلني وتزيدني إيماناً ويقيناً في كل مرة لأقوى على حمل هذه الرسالة.

سوق سابع هو الاسم الذي اخترته واستلهمته لمشروع التطبيق الإلكتروني، بألوان الشعار الذي يحمل مزيج اللونين الأزرق والترابي، لون السماء والأرض يتوسطهم الرقم 7، يقول الله تعالى "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً" صدق الله العظيم.. وعند بحثي عن الصور المكملة لتصميم الشعار التي رسمتها في خيالي وحصولي- ولله الحمد- على صور الأبواب العمانية التي كنت أبحث عنها طويلاً، لتكون بمثابة فتح أبواب الرزق لأبناء عمان وهي رسالتي في الحياة التي اكتملت واتّحدت مع رسالة ورؤية سوق سابع، فقد قمت باختيار سبعة أبواب لتمثل بداية التطبيق عند فتحه، والباب الأول الذي اخترته ليكون أول باب للسوق تجلَى لي في صورة باب عماني قديم كتب عليه في الأعلى "يا الله" و"بسم الله الرحمن الرحيم" وهي الآية الأولى للسورة الأولى في القرآن الكريم وهي تحمل في حساب الأرقام الرقم 7، كما أنّ سورة الفاتحة معروفة بسورة السبع المثاني وتحتوي على 7 آيات. يليها الباب التاريخي الثاني الموجود بولاية الحمراء، والذي اختلف البعض في تحديد عمره نظراً للتاريخ الهجري الذي كتب على الباب؛ حيث أشار البعض في الحسبة إلى أنّ عمر الباب حتى الآن يبلغ 127 عاماً. واستكمالاً لمواقف الرقم 7 أتذكر حين حصلت على مكتب الحاضنة التابعة لـ"ريادة" لتكون مقراً لشركتي، إذ بالرغم من أنّ المكتب كان المكتب الأخير المتبقي وكان الأصغر مساحة من بين مجموع المكاتب- والذي بالكاد يتسع لحجم المخزون من المنتجات والسلع- إلا أنني كنت على يقين بأنّ كل شيء في طريق تنفيذي لسوق سابع هو خير من الله لي، تفاجأت فعلاً بعدها أن المكتب يحمل الرقم 7، وعرفت سبب حصولي على هذا المكتب بالتحديد.. ضحكت هذه المرة ليتساءل الموظف المشرف والمسؤول عن الحاضنات عن سبب ضحكتي لأجيبه أن المواقف تتوالى علي في هذا العام وتتكرر كثيراً مع الرقم 7، رد علي مبتسماً وقال: إذن سوف أضيف عليك شيئاً آخر في سجل قائمة الرقم 7 لعامك هذا وهو أنني من مواليد 17/7/1987، يا إلهي! حتى الموظف المسؤول عن الحاضنات هو من حاملي الرقم 7!!

ومن المواقف الطريفة أيضاً للرقم 7 أنّ صالون التجميل الذي أذهب إليه دائماً قاموا بصيانته مؤخراً هذا العام بالتحديد (على الرغم أنه ظل سنيناً طويلة بدون صيانة) وكل أخصائية لها مقعد مخصص لزبائنها يحمل رقماً معيناً، والأخصائية التي أتعامل معها كان المقعد الخاص لزبائنها يحمل الرقم 7!

كل هذه المواقف أصبحت تجعلني ابتسم وأندهش من هذا الترابط العجيب للرقم سبعة، ولطالما كنت أؤمن بأنّ لهذا الرقم أسراراً عظيمة ستتجلى لي في يومٍ من الأيام.

المزيد من أسرار الرقم 7 ودوره في حياتي، سأرويه لكم في الجزء الثاني من هذا المقال.. انتظروني!

www.sooq7.om

wafa.alajmi@sooq7.om

تعليق عبر الفيس بوك