بَوحٌ دون كيشوتي على شفا الفردوس.. سلاما بينلوبي

عبد العباس كشيش – كربلاء - العراق

 

لأني أحب زرع الله
ولم أضمرْ كفرا
بلون فراشة
أو بياض نورس
أراني على شفا الفردوس
لأني نسيت همّي
وفاض دمعي
على شحوب وجهك
أراني.. أقرب إلى الملاك
لأني أشيح بوجهي
عن القبح والجبروت
ترى وجهك بوجهي.. كالمرايا
لأني أحبك ..
ولم تنهشْك مخيلتي
كبرتُ بقلب قديس
لأن النوارس، تطوف حولك
ونسائم شط الفرات
تداعب وجهك..
ذبت حبًّا بالفرات والنوارس
كما لم أنسَ نهر الخرم
وملاعب صباي
لم أغيّر موطني
وأطلق عشقي
جزافا
لأن بعينيك
بعض شوق
كبرت بشوق
إلى الكمال.
 (2)
سلاما.. بينلوبي
بينلوبي:
مالم يقله أوذيس:
من اكتوى بالرغبة. ،
أضاع الحُب………
وما لم يقله مجنون:
أحببت شمائل. ،
كل من لم يَرَ وجهك،
أحببت صورتي في عينيك..
لم تثْنني قسوة القرب،
وحلاوة البعد.
بينلوبي:
أوذيس شَدّه مَخدع الروح،
وليس الديباج..
وأنا اكتويت،
بتوق روحي إلى الروح.
بينلوبي:
كم أنت في غمرة،
من يوميات البشر.،
بينك وبين اشتعال الروح. ،
غمرات..
وبيني وبين هجير الروح.،
جناح فراشة..
ماكان أوذيس. ،
غير روح تواقة..
إلى وجه مبهر. ،
يغمر الأرواح. ،
بشذى البداية،
والنهاية. ،
وأنا في صَبْوة. ،
من يوم
اندلاع الروح..
إلى اشتعالها.
بالعذاب اللذيذ..
سلاما..
لعينيك من محراب الروح،
فما كنتِ أجملهن،
وما كنتِ بسيماء ملاك،
بل:
كنت أنثى..
تحمل شيفرتي..
وعذابات طفولتي،
وإثمي،
وفضيلتي.
(3)
بَوحٌ .. دون كيشوتي…
آسف..
فكلما امتلأ دفتر أيامي بفصولك
محوتها بغبار البراري الموحشة
لا أحد يعبر معي
نحو الضفاف البعيدة
فمراكبي من ورق
أضع أصبعي فيها
فتغرق
أرى العابرين
أركض معهم إلى الضفاف
فتكلّ قدمي
آسف..
بيني وبينك
ضفاف
منها جذلى بالآس والبياض
وأخرى.. تختزن الغواية
وأخرى.. مجدبة ببعدها عن الماء
آسف..
جرحنا واحد
وكذبنا واحد
وادّعائنا واحد
آسف..
المسافات عندي افتراض
فإني أراك تلامس وجنتي
لكن سيفي من خشب
وغمده أحشائي
وجرح وطني
مذ صبونا ينزف
لا أنا ماضٍ بصبابتي
ولا أنت تلتمس الدروب إليّ
آسف
وطني جريح
وأنت بعيد
وسيفي من خشب
قد فقتُ (دون كيشوت) نكوصا
حتى أصبحت
غريبا عنك
أبكي وطني
وانكساري
وبُعدك.

تعليق عبر الفيس بوك