البطل محمد صلاح أسعد المصريين .. ومسيرات الفرح تجوب الأقطار العربية

...
...
...
...
...
...
...
...
...

الرؤية – وليد الخفيف 

قاد الأرجنتيني هيكتر كوبر الفراعنة إلى مونديال روسيا 2018، بعد غياب دام 28 عاماً منذ آخر مشاركة للمصريين في إيطاليا عام 1990، وبعد أداء مميز قدمه المنتخب المصري خلال التصفيات تكلل بفوز تاريخي على الكونغو 2/1 في أمسية كروية رفيعة المستوى بطلها محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي.

لم يكن طريق المنتخب المصري إلى النهائيات العالمية معبدا ولكنه حقّق الأهم ألا وهو الوصول إلى روسيا 2018، فهناك عدة عوامل ساهمت في كسر حاجز الغياب الفرعوني الطويل عن المونديال وهي كالآتي:
عندما أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم التعاقد مع هيكتور كوبر في مارس 2015، كان هناك الكثير من الآمال المعقودة على المدرب الأرجنتيني الذي خاض تجربة وحيدة سابقة على صعيد المنتخبات عندما درّب المنتخب الجورجي وفاز معه بمباراة واحدة فقط على مدى أكثر من عام.

ولكن كوبر حقّق نجاحاً سريعاً مع المنتخب المصري تمثّل بالعودة إلى كأس الأمم الأفريقية بعد الغياب عن 3  نسخ متتالية. ولم يتوقّف نجاح كوبر عند المشاركة في كأس الأمم الأفريقية بل وصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية قبل أن يسقط بنتيجة 2-1 أمام الكاميرون. وعلى الرغم من ذلك جدد الاتحاد المصري ثقته بكوبر الذي كان عند حسن ظن الاتحاد المصري وقاد المنتخب للعودة إلى كأس العالم.
وخلال مشوار التصفيات، اعتمد كوبر على 4  أعمدة أساسية ساهمت في تحقيق الهدف المنشود حيث كان الركيزة الأساسية في حراسة المرمى عصام الحضري الذي اهتزت شباكه ثلاث مرات فقط إلى جانب تألق الظهير الأيسر السريع محمد عبد الشافي. في المقابل، لعب لاعب الوسط المدافع ونجم آرسنال الإنجليزي محمد النني دوراً في إفساد هجمات الخصوم بينما كان الاعتماد الهجومي على مهارة محمد صلاح الذي سجّل معظم أهداف المنتخب في التصفيات (71 في المئة). وقد خاض هذا الرباعي جميع الدقائق التي لعبها المنتخب المصري في الدور الثالث من التصفيات حتى الآن ليكون ركيزة أساسية في التأهل.
عندما انطلقت تصفيات أفريقيا المؤهلة لروسيا 2018، كان محمد صلاح لاعباً أساسياً في روما الإيطالي الذي تألق في صفوفه حيث كان ثاني أفضل هدّاف بتسجيله 15 هدفاً بينما احتل المركز الثاني في ترتيب أفضل صانعي الأهداف في الدوري بعدما ساهم في 11 هدفاً. تألق صلاح وانتقل إلى صفوف المنتخب حيث سجّل في جميع المباريات التي فاز بها المنتخب المصري وكانت له أهداف حاسمة مثل الهدف الذي سجّله أمام أوغندا (1-0) وهدفيه في المباراة أمام الكونجو (2-1) ليحمل اللاعب ذو الخامسة والعشرين من العمر على عاتقه مهمة قيادة المنتخب إلى روسيا 2018 وينجح لاعب ليفربول الحالي في تحقيق آمال الملايين من المصريين.

عودة عصام الحضري
عندما أعلن عصام الحضري اعتزاله الدولي في 2013، بدا وأن مسيرة الحارس الكروية الناجحة قد انتهت ولم يكن هناك الكثير ليقدّمه خصوصاً وأنه أصبح الحارس الثاني في المنتخب. إلا أن الحارس الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، عاد بقوة هذا العام بعدما لعب الحظ دوراً في مشاركته كأساسي في كأس الأمم الأفريقية 2017 والتي أصبح فيها أكبر لاعب يشارك بالبطولة القارية ولعب دوراً في وصول منتخب بلاده إلى المباراة النهائية. وفي تصفيات أفريقيا المؤهلة لروسيا 2018، شارك الحضري في جميع الدقائق التي لعبها المنتخب المصري وساهمت خبرته الكبيرة في قيادة منتخب بلاده إلى العرس العالمي.

حصن برج العرب المنيع
تُعد قلعة قايتباي إحدى المعالم الرئيسية لمدينة الإسكندرية بعدما كانت إحدى أقوى القلاع الدفاعية على سواحل البحر المتوسط. ولا شك أن ملعب برج العرب سيكون أحد المعالم المشهورة في الإسكندرية مستقبلاً بعدما كان حصناً منيعاً للمنتخب المصري في التصفيات المؤهلة لروسيا 2018 حيث حقّق الفراعنة 3 انتصارات على هذا الملعب كانت حاسمة في مشوار التأهل. فبعد الفوز بهدفين نظيفين على غانا، تخطى المنتخب المصري أوغندا بهدف نظيف ليدخل الملعب التاريخ يوم 8 أكتوبر بعد الفوز المتأخر على الكونجو ليكون شاهداً على التأهل إلى العرس العالمي، كما كان ملعب القاهرة الدولي الذي شهد تأهل مصر إلى إيطاليا 1999.

الأفراح تعم مسقط

وعمت الأفراح أرجاء مسقط، فلم تقتصر الاحتفالات على أبناء الجالية المصرية المقيمة بالسلطنة فسحب بل كان احتفالا عربيا بنكهة عمانية ساهمت في نجاحها جهود مقدرة من شرطة عمان السلطانية.

من جانبه قال مدرب منتخب مصر للشباب حمادة صدقي – الذي تابع المباراة في مطعم طبلية مصرية بمجمع الكهف – "سعادة غامرة . حلم طال انتظاره . المباراة كانت صعبة ولكن التحدي كان أكبر . أعتقد أن الفرحة طرقت أبواب كل عربي".

وأضاف قائلاً " الساحرة المستديرة جمعت قلوب العرب خلف منتخبهم المصري، لذا أهنئ كل عربي بتأهل مصر لكأس العالم. إنه إنجاز لنا جميعاً نحن العرب".

ومن جانب آخر قال مهاجم الأهلي ومنتخب مصر السابق أسامة حسني مساعد مدرب منتخب مصر للشباب حالياً ": سعادة لا توصف . بعد 28 عاما نعود للتواجد في العرس العالمي الكبير . جهود هذا الجيل تكللت بالنجاح. التوفيق حالفهم في تحقيق ما لم نستطع تحقيقه بنسخة إيطاليا 90 "

وأشاد بالمستوى الكبير الذي قدمه محمد صلاح قائلاً "لاعب من طراز فريد. تشعر بالخطر مع كل لمسة لصلاح. إنه النجم الذي تحمل مسؤولية شعب بأكمله. لله درك يا صلاح. أسعدت القلوب فأنت راعي الفرحة في مصر والوطن العربي" .

وأبدى إعجابه بالأجواء التي أقيمت بها المباراة في "طبيلة مصرية" قائلاً: شعرت بأنني في مصر . اعتقد أن الأجمل كان التشجيع والمؤازرة المستمرة من الأشقاء العمانيين. إنه الشعب الراقي صاحب الحضارة".

نبيل عباس: نصر أكتوبر  

وقال نبيل عباس نائب رئيس الجالية المصرية "مباراة عصيبة قدم فيها منتخبنا أداء قويًا. الكونغو لعب بشرف ونبل. فرغم خروجه من سباق التأهل قبل المباراة غير أنه دافع عن ألوان بلاده بكل قوة. تنافس شريف أفضى لفوز مصري مستحق. تحية لصلاح الرائع".

وأضاف "انتصرنا في شهر أكتوبر وعاد أكتوبر ومنحنا السعادة بعبور جديد ولكن ليس لقناة السويس وخط بارليف وإنما عبور لروسيا".

واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي فرحاً بتأهل منتخب مصر للنهائيات، فبادر نادي ظفار بتهنئة المصريين والعرب عبر تغريدة عبر فيها عن سعادته وتهانيه للأجهزة الفنية المصرية التي شرفت بالعمل في النادي العريق .

وغرد رئيس اتحاد كرة القدم السابق السيد خالد بن حمد البوسعيدي قائلا "ألف ألف مليون مبروك للحبيبة مصر والعرب ولعشاق كرة القدم في العالم  لبلوغ مصر نهائيات كأس العالم بروسيا 2018.

وغرد الأمين علي الحبسي وأخواه أنور وعبد العزيز لتهنئة منتخب مصر، بالإضافة إلى كلمات رقيقة من الإعلامي خالد الشكيلي وسالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، بالإضافة لشريحة واسعة من الجماهير التي عبرت عن امتنانها للنجاح العربي.

غزة تحتفل

وردد فلسطينيون في قطاع غزة هتافات ولوحوا بالأعلام المصرية احتفالا بفوز مصر على الكونجو بهدفين مقابل هدف واحد والصعود إلى كأس العالم. وتجمع السكان في غزة أمام شاشات العرض التلفزيوني في الهواء الطلق لمتابعة المباراة. وقال عبد السلام هنية من سكان غزة إن أهالي القطاع إخوة للمصريين وأضاف "أعتقد أن اليوم هي رسالة واضحة من غزة هاشم التي تعشق مصر، تعشق الهواء وتعشق الأرض وتعشق الشعب المصري. فرحتهم فرحتنا، حزنهم حزننا".

ولف أحد مواطني غزة يدعى حسام نشوان جسمه بالعلم المصري وقال إن منتخب مصر له تاريخ، وهو بطل أبطال العرب فمكانه الطبيعي هو مونديال كأس العالم".

ومصر هي ثاني دولة أفريقية، بعد نيجيريا، تتأهل لكأس العالم التي تقام في روسيا عام 2018.

وهنأ اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني، المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري، بالإنجاز العظيم الذي حققه الفراعنة بالتأهل رسمياً لكأس العالم 2018 في روسيا .
 
وعبر الرجوب عن سعادته، وسعادة الشعب الفلسطيني بهذا الإنجاز الكبير، مثنياً على الجهود الكبيرة  للاتحاد المصري لكرة القدم وعطائه غير المحدود في رعاية المنتخب المصري وهندسة طريقه نحو المونديال
ووجه برقية تهنئة للاتحاد المصري لكرة القدم، جاء فيها: "بإسمي شخصيا ونيابة عن الأسرة الشبابية والرياضية الفلسطينية في الوطن والشتات عامة وأسرة كرة القدم خاصة، وبفرحة غامرة بما حققتم من إنجاز، واعتزاز وثقة مرتبطة بعظيم جهودكم وعطائكم المُتميز دوما، يسعدني أن أتوجه إليكم ومن خلالكم إلى الشقيقة الكبرى مصر قيادة وحكومة وشعبا ولكافة أركان الرياضة المصرية وخاصة أسرة اتحاد الكرة المصري بأعظم وأحر التهاني بمناسبة تأهل منتخبكم العظيم لكأس العالم 2018 في روسيا عن جدارة واستحقاق".
وواصل: "عشنا وشعبنا الفلسطيني وأسرتنا الرياضية وفي كافة محافظات الوطن والبيوت الفلسطينية أكثر اللحظات الصعبة معكم ومع المنتخب المصري وخاصة في الدقائق الأخيرة، وكم كانت الثقة والسعادة والفرحة صادقة جامحة بالانتصار التاريخي الذي تجلى بأرقى الصور الإبداعية والحضارية الذي جسدته وتمثله مصر وجماهير الكرة والشعب المصري، فهنيئا لكم وللاتحاد المصري ولمنتخبكم ولاعبيه وجماهيره فردا فردا".
 

وأردف: "كلنا ثقة بكم وأملا بأن يحقق ويتحقق للمنتخب المصري خلال المستقبل وفي بطولة كأس العالم القادمة وعلى الدوام ما يزيد فخرنا واعتزاز فلسطين بكم وبه، وأن يكلل المولى عز وجل جهودكم المتواصلة بالنجاح والانتصارات المتوالية وكافة منتخباتنا العربية، وبما يدخل الفرحة على قلوب كافة أبناء الشعب المصري والشعب العربي وكل من أحب مصر وأرادها عزيزة قادرة مقتدرة ورائدة لأمتنا العربية الأبية في كل المجالات.

تهنئة إسبانية

وقدم نادي ريال مدريد الإسباني، التهنئة للمنتخب المصري فكتب على حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي "نادي ريال مدريد الإسباني يهنئ منتخب مصر على التأهل لكأس العالم 2018، ألف مبروك للفراعنة وشعبهم العظيم".

هيكتور كوبر

واحتفت صحف الأرجنتين، بإنجاز المدرب هيكتور كوبر، بعدما قاد مصر للتأهل لكأس العالم، واعتبرت ذلك علامة مضيئة في مسيرته، التي شهدت إخفاقات في العديد من المباريات النهائية.

وقالت صحيفة (أوليه) الرياضية "كوبر يمد يده لمصر لتعيش واحدة من أجمل لحظاتها الكروية"، وشبهت مهمة تأهل مصر لكأس العالم في وقت سابق بأنها مثل "تسلق الأهرام".

وذكرت صحيفة (لا ناثيون)، أن "كوبر وهو من أكثر المدربين الرحالة في الأرجنتين والمبتلى بالخسائر في النهائيات يقود مصر لتأهل تاريخي ليرد الاعتبار لنفسه ".

تعليق عبر الفيس بوك