يومٌ عاديٌ

محمد عبد الله - ليبيا


هذا اليَوم كأي يَومٍ عَادي..
أَسْتَيقِظُ عَلَى صُرَاخِ جَارِنَا مع زوجتِهِ  
وهُو ذَاهِبٌ لِصَلاةِ الفَجْرِ!
أُعِدُّ القَهوَةَ وأَشْرَبُ فِنْجَانَينِ
لِي، و لِآخَرَ لا يأْتي كَعَادَتِهِ..
أَكْتُبُ قَصِيدةً عَن جَمالِ الصَّباحِ
وعِندَما يأْتي حَرُّ الظَّهيرةِ أُمَزِّقُهَا..
أُفَكِّرُ في الإِقْلاعِ عَنِ التَّدْخِين
عِندَما تُؤْلمني مَعدَتِي، ومِنْ ثَمَّ أَذْهَبُ
 لِشِرَاءِ عُلْبةٍ جَدِيدَةٍ..
أَقْرأُ بَعْضَ القَصَائدِ لمحمود درويش
ولِريَاضِ الصَّالِحِ
وبعدَ أنْ أُكْمِلَهَا أَلْعَنُ بَاقي الشُّعَرَاءِ..
في طَرِيقِي إلى المخْبَزِ أَتَذَكَّرُ
حَبيبتي وعَدَدَ قُبُلاتها لَيْلَةَ البَارِحَةِ  
وعِنَدَ وُصُولي أَكْتَشِفُ بِأَنَّني
 نَسِيتُ مَحْفَظَتي في البَيتِ!
أَذْهَبُ إلى البَحْرِ لِلسِّبَاحَةِ
ولمشَاهَدَةِ الغُرُوبِ
ولرُؤيةِ الطِّفلِ الّذِي يَتَبَوّلُ
عَلَى الشَّاطِئ أمَامَ النَّاسِ
أُلَبِّي دَعْوةَ صَدِيقي عَلَى العَشَاءِ
وأُحَاولُ أَنْ أكونَ مُهذبًا في بيتِهِ
ثُمَّ أَسْرِقُ بَعْضَ الكُتبِ وأَذْهَبُ..
أَدخُلُ إلى غُرْفَتي بهدُوءٍ
وبَعْدَ مُحاولاتٍ عَديدةٍ بأنْ أنامَ
أُقْنعُ نَفسي أَنني غَدًا سَأَصيرُ
وَزِيرًا، أو حَاكمًا في إِحدَى الولايات
  وهذا يجْعَلُني أَشْعُرُ بِالتُّخْمَةِ فَأَنَامُ..

تعليق عبر الفيس بوك