نصوص وحشيّة

حيدر الدرة – العراق


....................
(1)
فبأي ذنب قتلوا
 بعض الشهداء
لم يعثروا على جثته
ليبنوا له قبرًا
جنَّ جنون أمّه
فكانت تذهب إلى أرض المعركة
وتخرج أحد ثدييها وتقول:
ابني جائع الآن
حتمًا سيخرج ليرضَع
وعندها سنجده..
 (2)
في شارع ما
في شارع مليء بالفوضى
الشوارع تسير علينا
الأقدام تقود الرؤوس
الرؤوس لا تحرك ساكنًا
هناك، بعيد، بعيدٌ جدًا تقريبًا خلف السماء
شارع يبكي على الناس بدل الدموع قنابلَ
في ذلك الشارع
شاعر
شاعر يحلم بكتابة قصيدة غنائية
يغنيها طفلاً مبتسمًا
ثم يقبّل حبيبته ويفرُّ
ولأنه لا مفر إليه
يتذكر أنه مجرد حلم ساذج
راود فتى مغفل
في شارع ما
(3)
صدأ وحسب
أخبرني أحد القطارات
أنه كان سعيدا جدا
فقد أختبأ به أحد الجنود
قبيل الحرب السابقة
ولكنه بعد ذلك بكى كثيرا
بكى كما لو أنه دهس نبيًا هاربا من قومه
فقد ألقي القبض على ذلك الجندي
داخل القطار
ومنذ ذلك الحين
كلما صعد جندي على ذلك القطار
تخرج دموعه على شكل دخان أسود
حتى ظنّت شركة النقل أنه أصبح مسنًا
فقاموا بإهماله
عندها لم تعد دموعه تتبخر
فقد كانت تنزل بلونها الأحمر على جسده وتتجمع
إلى أن تآكل شيئًا فشيئًا
بينما الناس يظنونه صدأ وحسب

تعليق عبر الفيس بوك