قراءة في "البريمرليغ".. الانطباعات الأولى لشكل المنافسة!

 

حسين الغافري

 

مع بداية بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، انطلق مانشستر سيتي كالأسد الجائع يلتهم فرائسه الواحدة تلو الأخرى والذي بدا للجميع بأن الإسباني جوارديولا وجد التوليفة المثالية التي أرادها بعد موسم لم يوفق في الوصول إلى أي من الألقاب. مانشستر سيتي في قمة الترتيب حتى الآن وأداؤه في الميدان يكشف لنا أن فكرة استنتساخ "دريم تيم برشلونة" تلوح في الأفق من خلال الاستحواذ والتركيز على الهجوم الدائم. المؤكد أنّ أداء الفريق سينخفض في قادم المباريات والاندفاع المبالغ فيه لن يكون حاضراً لعدة أسباب؛ أولها استثمار الجهد البدني للاعبين وعدم استنزاف قدراتهم في مباريات شبه مضمونة، الأمر الثاني يكّمن في طموحات النادي التي يجب الموازنة فيها بعقلانية وبدون استعراض؛ لضمان بقاء جل المجموعة دون إصابات!. السيتي ومدربه في موسم مصيري والضغوطات ستكون كبيرة على جوارديولا المطالب بتحقيق الألقاب وإثبات نجاحاته التي قدمها مع برشلونة. ولا أظن بأن الخروج بخفي حنين سيمر مرور الكرام على المدرب، وشخصياً لا استبعد نجاح الفريق وتحقيق نتائج مبهرة وأحد الألقاب المتمثلة في الدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا أو كلاهما، ولكن "بدري" قياس نجاح الفريق من أول مباريات الدوري.

**

الطرف الثاني متصدر ترتيب البريمر ليغ هو قطب مدينة مانشستر. مانشستر يونايتد مع مدربه البرتغالي مورينهو عرف كيف يخرج بأفضل النتائج في موسمه الأول. نجاحه في الدوري الأوروبي قاده إلى الحضور في البطولة الأغنى "دوري أبطال أوروبا" وضمن بذلك رضا الجماهير والإدارة وبالتالي مُنح بأموال إضافية يرمم بها المجموعة. مانشستر يونايتد الآن أصبح فريق بشخصية رصينة وعاد لنقول بأن الفريق بدأت ملامحه القديمة أيام السير أليكس فيرجسون تلوح في الأفق. الشياطين الحُمر مع مورينهو بدأ فريقاً تنافسياً وهو بحاجة إلى التطور شيئاً فشيئاً في هذه الأشهر الأولى من البطولة المحلية والأوروبية. من وجهة نظري أعتقد بأن مانشستر يوناتيد سينجح ويحقق الألقاب المرجوة منه في نهاية الموسم.

**

مع نجاح قطبي مانشستر حتى الآن لا يُمكن إغفال حامل اللقب في الموسم الماضي نادي تشيلسي. فمع بدايته المتعثرة على أرضه أعاد ترتيب أوضاعه وانطلق مجدداً في البطولة المحلية والأوروبية. تشيلسي أظهر شخصية البطل التي قادته لتحقيق لقبه العام المنصرم. صحيح بأن الطريق لم تعد مماثلة لما حدث العام الماضي وأن الأندية الكبرى طورت قدراتها الفنية وانتدبت خيرة الأسماء، إلا أن البلوز مع ذلك قادرين على تكرار التفوق بالأسماء التي يملكها حالياً والانتدابات المثالية التي قام بها. تشيلسي لن يكون صيدا سهلا إطلاقاً ولن يرفع المنديل. الفريق قادر على أن يخلق المتاعب لمنافسيه ويزعجهم ومع قطبي مانشستر يبدو أنه سيكون الطرف الثالث في تحقيق الألقاب.

**

كل عام يظن جمهور ليفربول بأن فريقهم نضج وتحقيق الألقاب أصبح على مرمى حجر. ولكن ما تلبث حتى تصطدم بالواقع بعكس ذلك. ليفربول حاله كحال آرسنال فهم دائماً ما يكتبون سطرا ويتركون سطراً فارغاً. ومع ضجة البرازيلي كويتنهو وطلبه الخروج إلى برشلونة الإسباني تزايدت الأزمات داخل النادي والذي لربما فقد تركيزه وحسن إدارته وأصبح السجال بين الرفض ورفع سقف المال للاعب الشغل الشاغل. الريدز ومن نظرة أولى تشعر بأن الفريق يقدم طريقة لعب مثالية ولكن الأدوات التي يملكها لا تلبي الطموح. الدفاع يعاني والهجوم بحاجة إلى "نجم شباك" وإذا ما استمرت الظروف الحالية والنتائج المهزوزة في الفترة الأخيرة في أمل بعودة مظفرة وتدارك مثالي. المنافسة قوية وقد لا يكون بمقدور الريدز الخوض فيها.

** 

آرسنال حكاية كل المواسم. الفريق أصبح مسلما له أن يكون في مصاف الكبار دون أن يقودهم. والملفت بآرسنال أنه يملك أسماء كبيرة هي أفضل بوجهة نظري من الأسماء الموجودة عند الألماني كلوب في ليفربول. وتوازي أسماء مانشستر يونايتد وتشيلسي ولكن مستغرب بأن إضافتها لا تبدو كما يجب. شخصياً أرى بأن الفرنسي فينجر أخذ فرصته وزيادة ولم يعد قادراً ليعطي أكثر مما أعطى. آرسنال بحاجة إلى مدرب طموح آخر يقود "الجنرز" إلى تحقيق النتائج. أيضاً لا يمكن تجاهل توتنهام الذي فرض نفسه كرقم صعب في البطولة المحلية وبات منافساً دائماً على مراكز الترتيب الأولى.