أين نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف نصل؟

المعتصم البوسعيدي

إن المتابع لأخبار الرياضة العمانية في الفترة الأخيرة بالتحديد، يجد العديد من الأخبار الرياضية التي تخص الاتحادات واللجان الرياضية من مشاركات خارجية مختلفة، أو حتى بطولات تقام -وأقيمت- في السلطنة.. من تلكم الأخبار ما يزرع الأمل في ظل "العتمة" الرياضية العامة في السلطنة.

لقد كان اختيار الشيخ خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية العمانية، عضوًا باللجنة الأولمبية الدولية، خبرا مفرحا، ويعزز من مكانة الرياضة المحلية على المستوى الدولي، وأفضل من ذلك أنه يرفع من الروح المعنوية -بشكل نسبي- للوسط الرياضي الذي يتطلع للمستقبل "بريبة"، خاصة فيما يتعلق بالبطل الأولمبي، وندرك تمامًا أن الاختيار لم يكن من فراغ؛ بل نتيجة جهود مقدرة ومعايير محددة ليست محصورة في الإنجازات، لكن مع كلِّ ذلك سنبقى نردد: أين نحن الآن؟ وماذا نريد؟ وكيف نصل؟ لنحلل الفجوات ونصنع خطة عملية نستفيد فيها نقطة القوة المتمثلة بهذه العضوية الأولمبية.

أحد الأخبار المفرحة يأتي من اللجنة العمانية للرياضة الجامعية، والتي احتفلت يوم الأربعاء الموافق 20 سبتمبر الجاري، باليوم العالمي للرياضة الجامعية.. الحديث هنا ليس عن إنجاز الاحتفال فذلك -ربما- من الكماليات المطلوبة، بل الحديث عن الندوة التي عقدت والمتضمنة أربع حلقات عمل غاية في الأهمية، ويجب أن لا تكون كعادة معظم ندواتنا "حبر على ورق" خاصة وأنها تستهدف رياضيين يفترض أن يكون لديهم "مفاتيح الفرج" لرياضتنا؛ حيث المستوى التعليمي الذي يرتقي بالوعي والإدراك المنشود لبناء رياضتنا بأسس سليمة، وقد تكون لديَّ وقفة مع هذه الندوة في مقال مستقل، وحتى ذلك سنردد بضرورة تحليل الفجوات من خلال: أين نحن الآن؟ وماذا نريد؟ وكيف نصل؟ وبصراحة كنت قبل شهر تقريبًا في ملعب جامعة السلطان قابوس لمشاهدة مباراة ودية في كرة القدم ضمن استعدادات الأندية للموسم الكروي، وقد صلينا المغرب في مصلى هناك بالصالة الرياضية القريبة من الملعب، وتفاجأت أن المصلى عبارة عن ملعب "اسكواتش"، ومما أثار دهشتي أن يتعلم الطالب الجامعي مثل هذه الرياضة في ملعب يفتقد أساسيات اللعبة من البنية الأساسية الصحيحة لمثل هكذا رياضة؛ فالملعب عبارة غرفة بأربعة "حيطان" أسمنتية!

تتوالى الأخبار الرياضية عن مجموعة من البطولات هنا وهناك كالدورة الآسيوية الخامسة داخل الصالات المغلقة وفنون القتال بعشق أباد، والبطولة الآسيوية التاسعة للألعاب المائية للفئات العمرية بطشقند، وبطولة الجمنزياد المدرسي العربي الأول ببيروت، إضافة لاستعداد السلطنة لاستضافة البطولة العربية لكرة الطائرة الشاطئية في نوفمبر المقبل، وتأهب بطل الكارتينج والعربي الوحيد شهاب الحبسي للمشاركة في بطولة العالم بلندن للمرة الثانية، علاوة على أخبار تمس الاستثمار في الجانب الرياضي؛ حيث تدشين "سابكو للرياضة" كشركة متخصصة في قطاع الرياضة يقودها السيد خالد بن حمد الرئيس السابق للاتحاد كرة القدم، والعارف بخبايا الرياضة وهمومها، دون أن نغفل أخبار ما يدور في كرة القدم العمانية من أحداث الموسم الكروي ومشاركات منتخباتنا بكل فئاتها، هذه الأخبار تفرز -بلا شك- مؤشرات عن الأداء مع النتائج المحققة تستدعي قراءتها جيدًا، وتحليلها بذات مبدأ رسم الخطط: أين نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف نصل؟ وبما أن لجنة التخطيط والمتابعة باللجنة الأولمبية العمانية عقدت في الأسبوع الماضي اجتماعًا لمناقشة خطة 2018م، فنتمنى حقًا أن تكون مشاركاتنا الأولمبية القارية والعالمية قائمة على المعيار الحقيقي الأول للمشاركة والمتعلق بأهلية الرياضيين كأبطال مجيدين لا بتكافؤ الفرص وما يسمى بالبطاقات البيضاء؛ لأنها -البطاقات البيضاء- ما عادت "تغني ولا تسمن من جوع" جمهورٍ ضمُر بطنه منذ عقود خلت وحتى الآن!