"أمي" و"سكونٌ حاد"

إبراهيم علاء الدين – فلسطين


(أ) أمي
(1)
وحدها أمي التي كانت تمسحُ عن عمري غبار الوقت
حتى أواجه العالم بروحٍ شاسعة: الآن أدركتْ معنى أن تعيش بلا أم كأن تُجدِّف في وَحْلٍ لا ينتهي!

(2)
أنا التجاعيد الواضحة على وجه أمي،
في أقل التفاصيل التي تكمنُ بها: أسكن.

(3)
لأن أمي أمرأةٌ فلسطينية
علمتني كثيراً أن النضال فرض
علمتني ما معنى أن تكافح في سبيل
الأرض لذلك نحن "الفسطينيون"
نزع شهدائنا بالأرض ونظل نحصد بدلاً
"كرامة"

(4)
أمي تسكنُ بي فكلما أمسح
عن وجهي ملامحي سرعان ما تظهر
.....................
(ب) سكونٌ حاد

سكونٌ يأكلُ كلّ ما لديّ من ذكريات

سكونٌ في التفاصيلِ والأمنيات
سكونٌ هنا ومن ثمَ هناك
سكونٌ لا يتركني إلا للهواجس والمتاهات..
سكونٌ يسري بي وإن تركني في لحظةٍ: لربما صِرتُ رمادًا.
سكونٌ واسعُ: ربما ابتلعني وصِرتُ ظلًا لشجرةٍ ما.
لم أتعرفُ إليها، أو لم تعترف بظلي بَعْدُ

تعليق عبر الفيس بوك