ما لا يعرفه الرجل عن المرأة!

مدرين المكتومية

تشير الكثير من الدراسات والأبحاث إلى أن هناك أمورا يجهلها الرجل في عالم المرأة: العالم الذي يمكن أن نطلق عليه شاسعا ومتشعبا، العالم الذي لا يمكن أن يكتشفه الرجل مهما وصل وبلغ به الأمر أن يدرس ويحلل ويتفحص ويبحث في شتى المجالات؛ فتبقى هناك زاوية ضيقة لا يمكن لأي شخص أن ينفذ منها؛ لذلك نحن نتساءل عن تلك الأمور التي لا يعلمها الرجل عن المرأة!! عن هذا الغموض الذي لا تفسره ابتسامتها ولا عبوسها؟

لو فكرنا قليلا فيما تقدمه المرأة للرجل ولأفراد أسرتها، لوجدنا أنه عطاء بلا حدود؛ فهي يمكن أن تتسلم زمام الأمور في الوقت الذي يتناسى فيه الرجل دورَه، وربما يتخلى عنه لسبب أو لآخر؛ فتكون هي الأب والأم في الآن ذاته؛ لذلك تنشب الخلافات وتكثر الضغوط بالنسبة للمرأة لأنها تصل مرحلة اليأس من الرجل الذي تعيش معه؛ بحيث تجد كل ما تقدمه لا يستميله ولو حتى لتقديم الشكر لها على كل ما تقوم به، بقدر ما يبحث عما يخلق بينهم المشكلات.

في كثير من الأحيان لا يفهم الرجل المرأة؛ لأن أكثر الرجال لا يكلف نفسه عناءَ البحث في عالمها، على الأقل ليدرك ما يجب عليه فعله ليفك غموضها ويفهم لوغاريتماتها، ويمكنه الوصول إلى العزف برقة على مشاعرها؛ لذلك تبدأ المشكلات من هنا؛ بحيث أن المرأة تفعل المستحيل لتقدم الأفضل لزوجها الذي تحبه، وتود أن تصنع له صورة مثالية يبدو فيها كبطل مغوار أمام صديقاتها وعائلتها، وحنونا وفيا أمام أبنائه والأسرة. وعندما لا تجد التجاوب، تدخل إلى مرحلة  الصمت الذي يعقب نشوب أي خلاف بينهم؛ فهي تستسهل الحياة عكس الرجل الذي يحجم الأمور في كثير من الأحيان، المرأة ترى الكبير صغيرا، وعلى العكس الرجل الذي يرى الصغير كبيرا؛ وبالتالي يخلق ذلك في الحالتين مشكلة.

ليس هذا فقط، فهناك نقطة قد تغيب عن مخلية الرجل وهي أنها عندما تشكو له وتخبره وتثرثر معه في مشاكل أبنائها أو انتهاء أنبوبة الغاز...وغيرها من المشاكل المنزلية، فهي لا تتهمه بالتقصير، بل تفضفض لتخرج ما في جعبتها لهذا الرجل الذي تتمنى منه أن يخفف عنها، ويغدق عليها بكلمات جميلة تخفف عنها، وتعيد الابتسامة إلى وجهها والشعور بالرضا إلى قلبها؛ فالحقيقة أن المرأة فطرت على العطاء التلقائي الذي يأتي من داخلها ويسعدها حينما تقوم به، بعكس الرجل فهو دائماً يقوم بالأشياء ويعطي بدافع المسؤولية.

وما يُزعج المرأة أكثر من أي شيء في الحياة هو أنها تسعى جاهدة لأن تقدم لرجلها كل ما بوسعها ليكون سعيدا، فتطهو أطيب الطعام، وترتدي أجمل الملابس، وتضع مساحيق التجميل والعطور، وتجعل من منزلها مملكة، كل هذا لتحظى باهتمام من الرجل، إلا أن هناك الكثير من الرجال يتناسون أو يتكاسلون عن تقديم كلمات الثناء، خاصة في ظل الروتين اليومي؛ وبالتالي أصبح الأمر معهم عاديًّا، وربما يأخذ منحى آخر، فينجذب أو يعجب بامرأة أخرى لمجرد أنها مختلفة عن تلك التي اعتاد رؤيتها.

أخيرًا.. المرأة ذكية جدًّا لدرجة أنها تفهم وتقرأ نظرة زوجها، وتفهم الكلمة التي يرميها على مسامعها، وتدرك ما بين السطور؛ ذاك الذكاء الذي تعيش عليه المرأة ويجعلها تطمئن إلى أن  الرجل الذي يسكن قلبها لا يزال يحبها أم أن هناك ما غيَّره.

madreen@alroya.info