تركيا تستعرض قوتها العسكرية لإجبار الأكراد على تأجيل الاستفتاء

أنقرة - رويترز

قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، أمس، إن تقسيم العراق أو سوريا قد يؤدي إلى اندلاع صراع عالمي. وجاء تصريح الوزير مع تمركز دبابات تركية قرب الحدود مع العراق قبيل استفتاء مزمع على استقلال إقليم كردستان. وقال جانيكلي: التغيير الذي يعني انتهاك وحدة الأراضي العراقية يفرض خطرا كبيرا على تركيا... انتهاك وحدة أراضي سوريا والعراق قد يشعل شرارة صراع عالمي أكبر لا نهاية له. وقال جانيكلي إن أنقرة لن تسمح بإقامة دولة على أساس عرقي في جنوب البلاد. وأضاف: لا يجب أن يشك أحد في أننا سنتخذ كل ما يلزم من خطوات وقرارات لوقف تنامي عوامل الخطر".

وانتشرت قوات تركية على حدود البلاد الجنوبية، أمس، ووجهت أسلحتها صوب شمال العراق الذي يديره الأكراد؛ حيث تعتزم السلطات هناك إجراء استفتاء على الاستقلال في تحد لأنقرة والقوى الغربية. وتقف دبابات ومنصات إطلاق صواريخ مثبتة على عربات مدرعة في مواجهة الأراضي العراقية على بعد نحو كيلومترين من الحدود وتقتلع الحفارات الميكانيكية الزراعات حتى يقيم الجيش مواقع على الأراضي الزراعية المسطحة والجافة.

وقالت مصادر من الجيش التركي إنه من المقرر أن تستمر التدريبات العسكرية، التي بدأت دون إخطار مسبق حتى 26 سبتمبر أي حتى بعد يوم من موعد إجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق في شمال البلاد. وشاهد مراسل من رويترز أربع مدرعات تحمل أسلحة ثقيلة وجنودا يتخذون مواقع في المناطق التي جرى إعدادها خصيصا، وأسلحتهم موجهة صوب الحدود. وكان بالإمكان رؤية مولد كهرباء وطبقا لاتصالات الأقمار الصناعي في أحد المواقع.

ويعكس استعراض القوة حجم القلق في تركيا، التي يوجد بها أكبر عدد من الأكراد في المنطقة، خشية أن يشجع الاستفتاء حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا منذ ثلاثين عاما في جنوب شرق تركيا. وكان وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو قال الأسبوع الماضي إن أنقرة لن تتوانى عن استخدام القوة إذا لزم الأمر وإن المواجهة أثرت على الليرة التركية. وانخفضت العملة التركية أمام الدولار يوم الثلاثاء لأقل من 3.5 ليرة مقابل الدولار لأول مرة منذ أربعة أسابيع.

وفي سياق آخر، أفادت تقارير بأن القوات العراقية شنت عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المعقل الأخير لما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من الحدود مع سوريا. وقال مصدر عسكري إن قوات من الجيش والشرطة وعشائر سنية بدأت بالتحرك باتجاه بلدة "عانة". وتعد هذه البلدة التي تبعد 90 كم عن الحدود مع سوريا واحدة من ثلاث بلدات عراقية في حوض الفرات لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

ويسيطر التنظيم على مساحات شاسعة من حوض الفرات بالقرب من الحدود، لكن مسلحيه يتعرضون لضغوط من قوات الحكومة السورية وقوات تحالف عربي-كردي مدعوم من الولايات المتحدة. وقال المصدر العسكري إن الهجوم العراقي على بلدة عانة يحظى بدعم أمريكي على شكل غارات جوية ومستشارين عسكريين على الأرض. وقد دمرت طائرات أمريكية مركبة محملة بالمتفجرات يقودها انتحاري بعد دقائق من بدء العملية العسكرية.

تعليق عبر الفيس بوك