أردوغان ينسق مع رئيس الوزراء العراقي لمواجهة استفتاء استقلال الأكراد

المالكي يصف كردستان بـ"إسرائيل الثانية" والعبّادي يحذر من "اللعب بالنار"

 

بغداد/ أنقرة – الوكالات

حذّر نائب رئيس الجمهورية العراقي، نوري المالكي الأحد لدى استقباله السفير الأمريكي في بغداد من "قيام إسرائيل ثانية" في شمال العراق في إشارة إلى الاستفتاء المرتقب على استقلال كردستان في 25 سبتمبر. وكانت إسرائيل، الدولة الوحيدة التي رحبت على لسان رئيس الوزراء بينامين نتانياهو بالاستفتاء الذي أثار ردود فعل إقليمية ودولية. وأكد المالكي في بيان بعيد اجتماعه بالسفير دوغلاس سليمان ضرورة إلغاء الاستفتاء لكونه غير دستوري ولا يصب في مصلحة الشعب العراقي عامة ولا لصالح الكرد خاصة.

ذَكَر موقعٌ إخباريٌّ محليٌّ في العراق أنَّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وصف الخطط الكردية لإجراء استفتاء على الاستقلال بأنها مثل "اللعب بالنار"، وجاء تصريح العبادي بعد أن أقر برلمان كردستان العراق في شمال البلاد يوم الجمعة خطة حكومة الإقليم لإجراء التصويت في 25 سبتمبر. ونقل موقع وكالة أنباء الإعلام العراقي عن العبادي قوله إنَّ التصويت يهدد المكتسبات التي حققها الأكراد تحت نظام الحكم الذاتي.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إنه سيلتقي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارة للولايات المتحدة الأسبوع الجاري، وسيبحثان مخاوفهما من الاستفتاء المزمع على استقلال إقليم كردستان العراق. وحثت تركيا والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى إقليم كردستان العراق -شبه المستقل- على إلغاء الاستفتاء، مُعبِّرة عن قلقها من أن تصرف التوترات بين بغداد وأربيل الانتباه عن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

ولأنَّ الإقليم يضم أكبر كتلة سكانية كردية في المنطقة، تخشى تركيا من أن يؤدي تصويت "بنعم" إلى تأجيج الحركة الانفصالية في جنوب شرق البلاد؛ حيث يشن متمردو حزب العمال الكردستاني حراكا مسلحا مستمرا منذ ثلاثة عقود. وبالرغم من هذه الطلبات والمخاوف، قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني يوم الجمعة: إنَّ الاستفتاء سيمضي قدما كما هو مقرر في 25 سبتمبر.

وأضاف أردوغان للصحفيين، أمس، قبل مغادرته البلاد متوجها إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنَّ أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء. وأضاف "سنجتمع مع السيد العبادي في الولايات المتحدة ومما نراه فهدفنا واحد. هدفنا ليس تقسيم العراق". وكان أردوغان قال في وقت سابق إن قرار البرزاني بعدم تأجيل الاستفتاء قرار "خاطئ جدا".

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في وقت متأخر يوم السبت، إنَّ الاستفتاء مسألة أمن قومي، وإن تركيا ستتخذ الخطوات الضرورية تجاهه. ومع إصرار البرزاني على المضي قدما في إجراء الاستفتاء، قال أردوغان إن الحكومة التركية قدمت موعد انعقاد اجتماعين كانا مخططا لهما لمجلس الأمن القومي ولمجلس الوزراء إلى 22 سبتمبر. وستعلن تركيا عن موقفها من الاستفتاء بعد ذلك. ومع ذلك تبني تركيا علاقات جيدة مع إدارة البرزاني تأسست على روابط اقتصادية قوية وكذلك مشاعر الارتياب المشتركة بين أنقرة وأربيل تجاه الجماعات الكردية الأخرى والحكومة العراقية المركزية في بغداد.

وتصدِّر الحكومة الإقليمية الكردستانية بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني مئات الآلاف من براميل النفط يوميا لأنحاء العالم عبر تركيا. ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس قادة البلاد من السياسيين لبدء حوار عاجل لنزع فتيل التوترات بشأن خطط الاستفتاء. ويتولى معصوم، الكردي، منصبا شرفيا إلى حد كبير في نظام تقاسم السلطة الاتحادي بالعراق الذي تتركز فيه السلطات التنفيذية في يد رئيس الوزراء الشيعي حيدر العبادي.

تعليق عبر الفيس بوك