موسكو تنفي قصف "سوريا الديمقراطية".. والجيش السوري يسيطر على ضاحية في دير الزور

موسكو - رويترز

نَفَت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن تكون قصفت قوات مدعومة من الولايات المتحدة في سوريا.. قائلة إنَّ طائراتها استهدفتْ فقط مُقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وأنَّها أخطرت الولايات المتحدة مسبقا بعملياتها. وكانت قوات سوريا الديمقراطية -المدعومة من الولايات المتحدة- قالت إنَّها تعرضت لهجوم أمس الأول من الطيران الروسي والقوات الحكومية السورية في محافظة دير الزور، التي تمثل بؤرة ساخنة في ساحة قتال معقدة على نحو متزايد.

وقوات سوريا الديمقراطية تحالف يضم مقاتلين أكرادا وعربا ويقاتل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقالت إنَّ ستة من مقاتليها أصيبوا في الضربة. ولكن الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع نفى المزاعم في بيان أمس. وقال إن الطائرات الروسية نفذت فقط ضربات محددة بدقة في المنطقة اعتمادا على معلومات أكدتها مصادر متعددة. وتابع بأنَّ الضربات قصفت فقط أهدافا في المنطقة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف: "لتفادي التصعيد غير الضروري استخدم قادة القوات الروسية في سوريا قناة اتصالات قائمة لإبلاغ شركائنا الأمريكيين مسبقا بنطاق عمليتنا العسكرية في دير الزور. ولم ترصد جهود المراقبة والاستطلاع الروسية أي اشتباك بين الدولة الإسلامية ومسلحين يمثلون أي قوة ثالثة على الضفة الشرقية لنهر الفرات في الأيام القليلة الماضية". وقال فرانز كلينتسفيتش -وهو عضو في لجنة الأمن بمجلس الاتحاد الروسي- إنه لا يوجد دليل يدعم المزاعم ضد موسكو.

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إنَّ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اتصل هاتفيا بنظيره الروسي سيرجي لافروف لبحث الوضع في سوريا وتطورات الحرب على الإرهاب هناك. وجاء الاتصال بعد أن قال فصيل مدعوم من الولايات المتحدة في سوريا إنه تعرض لهجوم أمس الأول من مقاتلات روسية وقوات حكومية سورية في دير الزور. ولم تتطرق الخارجية الروسية في بيانها عن الاتصال الهاتفي بين لافروف وتيلرسون إلى ما إذا كان الوزيران قد بحثا تلك المزاعم وكيفية رد موسكو. كما بحث الوزيران تطبيق قرارات محادثات السلام الأخيرة في آستانة بشأن سوريا ومحادثات جنيف المرتقبة.

وميدانيًّا، قال مصدر في الجيش السوري إنَّ القواتَ الحكومية انتزعتْ السيطرة على ضاحية في مدينة دير الزور بشرق البلاد، أمس، لتضيِّق بذلك الخناق على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وبدأ الجيش السوري التوغل في دير الزور في الشهر الجاري بدعم من قوة جوية روسية ومقاتلين تدعمهم إيران؛ لينجح في كسر حصار الدولة الإسلامية على جيب استمر ثلاثة أعوام. وقال المصدر في الجيش السوري إنَّ الجيش وحلفاءه سيطروا على حي الجفرة على الضفة الغربية لنهر الفرات. وقال لرويترز: "ليس أمامهم منفذ غير أن يعبروا الفرات باتجاه الضفة الشرقية والهروب باتجاه البادية أو البوكمال والميادين".

وتدعم كلٌّ من موسكو وواشنطن هجوما منفصلا في محافظة دير الزور الغنية بالنفط والمتاخمة للحدود العراقية. ويتقدَّم الهجومان على الطرفين المتقابلين لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور لشطرين. وهذه المحافظة هي آخر معقل رئيسي للدولة الإسلامية في سوريا. وقالت وكالة الإعلام الروسية -نقلا عن مصدر لم تكشف عن اسمه- إنَّ الجيش السوري قطع خط الإمداد الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنَّ القوات الحكومية سيطرت على حي الجفرة القريب من القاعدة الجوية بالمدينة خلال الليل، رغم أنَّ مُقاتلي الدولة الإسلامية ما زالوا يسيطرون على قرابة ثلث المدينة.

وقال إنَّ الطائرات الحربية الروسية قصفتْ عمليات انتقال عبر النهر؛ حيث كان متشددو التنظيم يحاولون الفرار في قوارب، وإنَّ الكثير من المدنيين -بينهم عائلات- المتشددين حاولوا أيضا الفرار عبر النهر في الأيام الماضية.

 

تعليق عبر الفيس بوك