20 متحدثا من مختلف الدول العربية يناقشون أبرز القضايا

"المنتدى الدولي للمرأة" يستعرض آليات معالجة التحولات النفسية في الإعلام وسبل تعزيز حقوق النساء

...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

  • بسمة آل سعيد: أهمية المنتدى تكمن في الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية لترسيخ الاهتمام بالصحة النفسية

 

  • عواطف الثنيان: المنتدى يبرز قضايا المرأة في الإعلام وانعكاساتها على صحتها النفسية التي تمثل قاعدة رئيسية لكافة الجهات

 

 

 

الرُّؤية - مدرين المكتومية

 

رعت مَعَالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم أعمال المُنتدى الدولي "للمرأة والتحولات النفسية في الإعلام" تحت شعار "كوني واعية بصحتك النفسية" الذي تنظمه هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالشرق الأوسط وبالتعاون مع شركة البوابة العربية للمعارض الذي تستضيفه السلطنة بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض خلال الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر الجاري.

وأكدت جناب السيدة بسمة بنت فخري آل سعيد في كلمة لها على أهمية مثل هذه المُنتديات كونها تسلط الضوء على قضايا المرأة والتوعية بها كما أكدت على ضرورة تنظيمها بشكل سنوي. واعتبرت أن أهمية المنتدى تكمن في الاستفادة من الخبرات والتجارب الأخرى في جانب الصحة النفسية للمرأة وترسيخ الاهتمام بالصحة النفسية.

 

ومن جانبها أشارت عواطف بنت حسن الثنيان رئيسة هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام في كلمتها إلى أنَّ صحة المرأة النفسية تلقى اهتمامًا وتأييدًا مجتمعيًا آخذا في الازدياد من الأوساط والجهات الحكومية والقطاعات الطبية والخبراء، مبينة أن المنتدى سيتطرق إلى أبرز قضايا المرأة في الإعلام وانعكاساتها على صحتها النفسية التي تمثل قاعدة رئيسية لكافة الجهات.

 

قضايا المرأة

 

يسلط المنتدى الضوء على قضايا المرأة والتوعية بها ودراسة مستوى اهتمام الإعلام الجديد بهمومها، وسيناقش المنتدى في جلساته النقاشية عددًا من المواضيع منها: المرأة والمتغيرات العالمية، ودور الحكومات والمنظمات الدولية في تحسين صحة المرأة، والمرأة العربية بين الشريعة والواقع الاجتماعي، والمرأة والصحة النفسية، وتاثير وسائل الإعلام الاجتماعي على المرأة.

 

20 متحدثاً

يُشارك في أعمال المنتدى 20 متحدثًا من مختلف الدول العربية من صناع القرار والمهتمين بشؤون المرأة والتغيير في مختلف المجالات الفنية والإعلامية والثقافية والاقتصادية والدينية والاجتماعية. وسيضم المنتدى قياس مؤشر السلام الدولي بمشاركة خبراء ومختصين من مختلف المجالات ويتبعه عدة لجان علمية وعملية. وتتضمن أعمال المنتدى 4 أقسام رئيسية: قسم جلسات المُنتدى وقسم الحلقات التدريبية وقسم المعرض المصاحب للجهات الداعمة للمنتدى وقسم مشاريع رائدات الأعمال. وسيتخلل أعمال المنتدى عرض أفلام تعنى بقضايا المرأة العربية وما تواجهه في المُجتمع.

 

جلسات نقاشية

 

تناولت جلسات اليوم الأول عددا من المواضيع والأوراق منها ورقة بعنوان "المرأة في الصحة النفسية قدمتها د.أميرة الرعيدان وتطرقت فيها إلى الأسباب الشائعة لمشكلات الصحة النفسية عند النساء، حين تصبح هذه الضغوط أقوى من قدرتها على التعايش معها أو مواجهتها. كذلك ليست كل مشكلات الصحة النفسية ناجمة من أسباب قابلة للتحديد. وفي بعض الأحيان لا تعرف سبب إصابة إحداهن بمشكلة في صحتها النفسية، بسبب ضغط الحياة اليومية التي غالبًا  ما تسبب توترا  لها في جسمها وفي نفسها. ويمكن أن ينشأ التوتر من مشكلات جسدية، مثل المرض أو الإجهاد في العمل. وقد ينشأ من أحداث نفسية مثل نزاع في الأسرة أو لوم المرأة بسبب مشكلات لا تقدر على التحكم بها. حتى الأحداث التي تجلب السرور - مثل ولادة طفل أو تسلم عمل جديد - قد تسبب ضغطا، لأنها تحدث تغيرا  في حياة المرأة . عندما تواجه المرأة ضغوطا ً كثيرة كل يوم، لمدة طويلة، قد تبدأ بالإحساس بأن الضغوط تفوق طاقتها، وأنها ما عادت تحتمل التعايش معها. وقد تزداد المشكلة إذا كانت قد تعلمت أن تهتم بالآخرين أولا ً وتهمل حاجاتها الخاصة. ومع قلة تخصيص وقت لراحتها أو استمتاعها وكلاهما يقلل من الضغط، قد تهمل علامات المرض أو الإجهاد في العمل. ولكونها امرأة قد لا تملك من السلطة ما يمكنها من تغيير وضعها. وتحدث أنواع أخرى من الضغوط التي تساهم في مشكلات الصحة النفسية مثل الفقدان والموت فعندما عندما تخسر المرأة شخصا ً مهما ً أو شيئا ً مهما ً - شخصا ً تحبه، أو صديقا ًحميما ً أو عملها أو منزلها - قد يغمرها الحزن. وقد يحدث هذا أيضا ً إذا مرضت أو أصيبت بإعاقة. والحزن رد فعل طبيعي يساعد الشخص على التكيف مع الفقدان أو الموت. ولكن إذا أصيبت المرأة بحوادث خسران عديدة فى آن، أو إذا كانت أصلا ً تحت وطأة التوتر اليومي، فقد تصاب بمشكلات في صحتها النفسية. وقد يحدث هذا إذا كانت المرأة عاجزة عن ممارسة الحداد بالطرق التقليدية - مثلا ً إذا أجبرت على الرحيل إلى مجتمع جديد لا تمارس فيه تقاليدها، كما أن التغيرات في حياة المرأة في أنحاء عديدة من هذا العالم تجبر المجتمعات على التغير بسرعة - من جراء التغير في الاقتصاد، أو من جراء النزاع السياسي. ويفرض الكثير من هذه التغيرات على العائلات والمجتمعات أن تغير كل أساليب عيشها، عندما تتمزق العائلات والمجتمعات، أو عندما تتبدل الحياة، فلا تعود الأساليب القديمة قادرة على مواجهة متطلباتها، قد يصاب بعض الناس بمشكلات الصحة النفسية.

 

انعدام الأمان

 

أضافت الرعيدان: ومن بين الأسباب أيضا "الأذى" حيث تُعاني المرأة من الأذى عندما يحدث أمر رهيب لها أو لشخص قريب منها. وأكثر أسباب الأذى شيوعا ً هي العنف في المنزل والاغتصاب والحرب والتعذيب والكوارث الطبيعية. والأذى يُهدد صحة المرأة الجسدية والنفسية، فتشعر بانعدام الأمان والاستقرار، وتحس بالعجز وبعدم القدرة على الوثوق بالعالم، أو بالمحيطين بها. وتحتاج المرأة عادة إلى وقت طويل للتعافي من الأذى، خصوصا ً إذا كان سببه شخص آخر لا الطبيعة. والأذى الذي يصيب المرأة وهي طفلة، قبل أن تكون قادرة على فهم ما حدث، أو على التحدث عنه، قد يؤثر فيها سنوات طويلة، من غير أن نعرف سبب ما يحصل معها، بالإضافة إلى المشكلات الجسدية.

 

تشريعات وحقوق

 

في حين قدمت الدكتورة كلثم بنت محمد الزدجالي خبيرة إعلامية بالقطاع المرئي بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون ورقة بعنوان "التشريعات وحقوق المرأة لحياة نفسية أفضل" حيث قالت: تحتل قضية حقوق المرأة الصدارة في جدول الأعمال العالمي، ولكن الفهم الأفضل لحقوق المرأة ومساهماتها في اجتماع بهذه الأهمية، يعتبر أمراً ضرورياً للتسريع بوتيرة الانتقال من جدول الأعمال إلى حيز التطبيق والممارسة، فإذا كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد شكل في القرن العشرين أفضل نص من ناحية قوة تأثيره، فإنَّ حقوق النساء أيضاً برزت بامتياز كأكبر تحد في هذا المجال، إذ لا يُمكن إنكار إنجازات الحركة النسوية عالمياً ومحلياً والتي حققت تقدماً بحقوق النساء، بالرغم من كل الإخفاقات والواقع المرير الذي تُعاني منه النساء في العالم. ولقد كان على النساء وعلى الحركة النسوية أن تكافح لوقت طويل من أجل الاعتراف بالمرأة كإنسانة كاملة وبحقوقها الإنسانية الأساسية وكمواطنة كاملة الأهلية. وبالرغم من تحسن أوضاع النساء في نواح كثيرة إلا أنَّ البنية المجتمعية والثقافية والقانونية والاجتماعية السائدة والأحكام المسبقة التي غالباً تأخذ شكل القداسة والتابوهات ما زالت تمييز ضدهن فى بعض المجتمعات.

 

وتطرقت الزدجالية إلى نتائج انخراط المرأة وقيامها بدورها الاقتصادى الوطني حيث أشارت إلى العديد من الفوائد والآثار الإيجابية التي جنتها المرأة نتيجة دخولها لسوق العمل هذه النتائج انعكست عليها وعلى أسرتها وعلى مجتمعها بشكل عام، فدفع المرأة للعلم لكي تحصل على الوظيفة المناسبة والعلم بطبيعته يؤثر في المرأة المتعلمة ويجعلها أقدر على تنشئة أبنائها التنشئة الصحيحة، كما ساعد دخول المرأة في المساهمة الاقتصادية في مصاريف أسرتها حيث كانت هناك العديد من العائلات التي كانت معرضة للانهيار لولا تدخل المرأة وعملها، أشعر المرأة بقيمتها وثقتها بنفسها وقدرتها على العطاء والمساهمة في بناء وطنها بدل أن تلعب دور المتلقي والمستفيد من إنتاج غيرها فقط فهي الآن تلعب دور المنتج الذي يستفيد الآخرون من إنتاجه، وجعل المرأة تعرف قيمة المال والجهد المبذول للحصول عليه بعد أن كان دورها يقتصر على صرف هذا المال في المجتمعات الاستهلاكية، كما مكن المرأة من إعطاء المثل الأعلى لأبنائها وبأن العمل واجب على كل قادر وأرسى روح التعاون بين الزوجين في القيام بالمسؤوليات العائلية، وجعل المرأة تتولى مناصب قيادية في سوق العمل وتشارك في تنمية اقتصاد بلدها وأصبحت تشارك في تنفيذ سياسات العمل المختلفة في خدمة أهداف التنمية الشاملة التي تشهدها بلدها.

 

وأوصت الزدجالية في ورقتها بالتوسع في فرص العمل المنتج من خلال توفير التسهيلات الائتمانية، وإنشاء جمعيات للنساء العاملات لحساب أنفسهن ودعمهن برأس المال الضروري من قبل مؤسسات مثل صندوق تنمية المشروعات للشباب، وتحسين مهارات النساء من خلال الدورات التدريبية، والعمل على محو الأمية القانونية للنساء  لما لذلك من كبير الأثر فى معرفة المرأة بحقوقها وواجباتها، ومحو الأمية القانونية للرجال وإعلامهم بحقوق المرأه التي كفلها الشرع والدستور والقانون، وتوجيه المزيد من الجهود لرفع المستوى الثقافي والاجتماعي للمرأة للفئات المتعلمة أو اللاتي تسربن من التعليم في مراحله المختلفة، وتوفير الخدمات التي تستهدف النساء مثل تعليم البنات والنساء ومحو أميتهن في المناطق النائية، وتدريب النساء على بعض الأنشطة الإنتاجية مثل الخياطة، وأشغال الإبرة والإسعافات الأولية لتحسين ظروف معيشة المرأة، وزيادة إسهامهن بفعالية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية العمانية، وتمكين النساء من اكتساب مهارات جديدة وإتقان بعض المهارات الحرفية والقيام بتنفيذ بعض المشروعات الإنتاجية الصغيرة المولدة للدخل، والعمل على  تنمية الشعور بين النساء بأهمية المشاركة العامة والتعاون مع مراكز التنمية المحلية والريفية، وتحسين أوضاع النساء في سوق العمل وخاصة غير الحكومي.

 

نصف المُجتمع

 

وقال الدكتور إبراهيم بوخمسين في ورقته "العناية بصحة المرأة النفسية تبدأ من الطفولة": في الوقت الذي تتبوأ فيه المرأة العربية  المركز الذي يليق بها وتتقلد جميع المراكز وفي كل الاتجاهات والتخصصات وصارت تزاحم الرجل في السياسة والأعمال ولا تكتفي بالعمل في المدرسة أو المستشفى لا بل وتتصدر المشهد في مجالات معينة لازلنا نبحث عن أسباب عدم وصولها لحقوقها وعدم تمكنها من أداء دورها الحقيقي والفعال في المُجتمع كونها تشكل مجازاً نصف المجتمع ولو انصفناها وحسبنا لها دورها في التربية والتنشئة إضافة لما تقوم به من أعمال فهي تشكل أكثر من نصف المجتمع، كما أننا مازلنا نبحث عن أسباب معاناتها الاجتماعية والنفسية مقارنة بالرجل عطفاً على نتائج الأبحاث والدراسات العلمية التي تبين صراحة أن نسبة الإصابة بالأمراض النفسية الشائعة وخصوصاً الاكتئاب والقلق هي أكثر بالنسبة للنساء منها للرجال بنسبة تصل إلى مثلي أو ثلاثة أمثال تلك في الرجل، وهل تعود أسباب ذلك إلى المجتمع الذكوري وسيطرته على الأدوار والأفعال المناطة بالمرأة وتحديد ما هو مقبول وغير مقبول؟ أم هي نتاج التربية والتنشئة والصعوبات والعوائق التي تواجه المرأة؟  أم هي نتاج عوامل بيولوجية وبيئية؟.

ولو حاولنا أن نُتابع مراحل حياة الفرد لدينا نستطيع أن نتلمس مدى الصعوبات التي تمر بها المرأة العربية منذ ولادتها، ونجد مثلاً أن هناك الكثير ممن يتقبل الطفل الذكر أكثر من تقبله للأنثى مما يُؤثر على علاقة الأم بطفلها أو طفلتها بعد الولادة مُباشرة، ويؤثر على الإحساس بين الأم والطفلة.

 

وقد صاحب المنتدى عددٌ من الورش ركزت في اليوم الأول، على فن التصوير "أساسيات التصوير الفوتوغرافي" وقدمها حيدر مصطفى علي الناصر مستشار فني للجمعية العراقية للتصوير بالمركز العام، وورشة قدمتها الدكتورة دلال مقارش باوش المدير المؤسس لمعهد دراما بلا حدود الدولي بألمانيا، وقدم محمد اللواتيا بكالوريوس علم نفس محاضرة بعنوان "أدوات نفسية لحياة أكثر سعادة".

وستتناول محاضرات اليوم الثاني محاور منها " فن التصوير الجزء الثاني – أساسيات التصوير الفوتوغرافي " ومحاضرة في "الصحة النفسية للمرأة" أما المحاضرة الثالثة فهي بعنوان "الخروج من الشخصية النمطية للمرأة واستعادة الأنا المبدعة الخلاقة القادرة على التغيير".

 

 

تعليق عبر الفيس بوك