جائزة الرُّؤية وإلهام الشباب

علي بن بدر البوسعيدي

يوم الأربعاء الماضي، كان بِدَاية لانطلاقة جديدة وقوية لجائزة الرؤية لمبادرات الشباب 2017، واختارَ الفريقُ بذكاء محطَّة الرستاق لتكون الأولى، وهي ولاية ينطقُ التاريخ من بَيْن جدران مبانيها ويفوح في هوائها، ويُعَانق أشجارها وترابها.. الرستاق بلد العلماء الكبار قديما وحديثاً، ولهذا كانت محطة الانطلاق الأولى للجائزة في جولة الفريق التعريفية، كما حَرِص الفريق على زيارة مُختلف المباني التاريخية بالولاية، وكأنه يُلامس التاريخ، ويبث رسالة إلى الشباب أبناء الولاية بأهمية تاريخ أجدادهم، والأمل الكبير في أنْ يُكملوا رحلة التقدُّم بسواعدهم وأذهانهم.

كان طبيعيًّا وَسط جموع الشباب الذين جاءوا من كلِّ أرجاء الولاية لحضور انطلاقة الجولة التعريفية للجائزة، أن نستمع للكثير من التفاصيل عن علماء أجلاء أنجبتهم الرستاق، وحملوا مشاعل النور إلى السلطنة والعالم، وبدتْ على وجه الشباب أحاسيس الفخر، ولمعت في عيونهم ومضات التحدي والتحفيز لاقتناص فرص النجاح، وهم يُدركون أنَّ آباءهم وأجدادهم قدوة ونماذج تحتذى، يمشون على دربهم بحثاً عن السُّمو والنجاح الذي لا يأتي بسهولة، بل بالتفكير والكد والاجتهاد والمثابرة وسهر الليالي؛ لهذا تظلُّ جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب حريصة كلَّ الحرص على تكريس ثقافة المبادرة في نفوس الشباب.

جائزة الرؤية لمبادرات الشباب ليست مجرد مسابقة تمنح فائزين جوائز ليُصفِّق لهم الجميع، ولكنها تظاهرة ثقافية وحضارية واجتماعية واقتصادية، تضعَ المستقبل نصب أعينها، وتكتشف الطاقات الكامنة في نفوس وعقول الشباب، تضع يديها على أحلامهم وتساعدهم على تحويلها إلى واقع وحقيقة على الأرض، مبادرة أو مشروع أو فكرة ناجحة، وهي في هذا لا تفرِّق بين قطاع خاص وحكومي، ولا بين محافظة وأخرى، ولا تضع سوى قواعد بسيطة تسمح باستيعاب أكبر قدر ممكن من الأفكار والمشاريع والنجاحات التي تحقَّقت بسواعد وجهود الشباب الذين نباهي بهم الأمم.

كانتْ بداية مُوفَّقة للغاية، وآمال وطموحات الشباب الحضور تكاد تُحلِّق في قاعة جمعية المرأة العُمانية، وهم يتابعون الفقرات التعريفية بالجائزة التي تطمحُ لاستقطاب الشباب المجيدين في مختلف المجالات: الثقافية، والفنية، والاجتماعية، والإعلامية، والتطوعية، والتقنية، فضلا عن تجديد روح الإبداع والابتكار لديهم؛ بما يُحقق المساهمة الفاعلة في الدفع بمسيرة التنمية الشاملة في مستويات ومجالات مختلفة. ومن بين أهداف الجائزة كذلك: تعزيز مفهوم المبادرة والقيادة الاجتماعية لديهم، وتشجيع الشباب على التميز والإبداع في مختلف المجالات، إلى جانب تحفيز الشباب على المبادرة بتنفيذ المشاريع بشكل متميز، وحث الشباب على بذل مزيد من العطاء والمشاركة في مسيرة التنمية الشاملة، إضافة لتعميق الشعور بالفخر والاعتزاز والانتماء والولاء للوطن، علاوة على تكريم وتقدير كفاءات وإبداعات الشباب على كافة المستويات، والتأكيد على أهمية بناء وتطوير قدرات الشباب العماني الفردية وصولاً بهم لأعلى الدرجات والمراتب.