لا لاستعراضات الشوارع!

يُوسف البلوشي

أذكرُ منذ أكثر من سبعة أعوام، عندما قال وزيرٌ سابقٌ -في مؤتمر صحفي حول السلامة المرورية- إنه من المناوئين لإنشاء حلبات التفحيط والاستعراض، في سبب بديهي قوي وعقيدة راسخة بأنْ من سيقوم بالتفحيط بالحلبات لابد يومًا أن يقوم بالاستعراض في الشوارع والطرقات؛ لأنَّ حلبات التفحيط هي للاستعراضات في أوقات معدودة، والشوارع للاستخدام الكلي واليومي والدائم؛ وبالتالي فإنَّ نزوات المستعرضين لن تتوقف عند أوقات معينة.

اليوم، وبعد مرور كل هذا الوقت، ما زلنا نرى أنَّ الاستعراض بدأ ينتقل من الساحات والأماكن الخاصة إلى الطرقات في صُوَر مشينة، أيضا انتقلت إلى السائقات في استخدام السرعات العالية والتصوير أيضا أثناء السياقة، وما خفي كان أعظم مع الذين يمارسون ذلك أيضا بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي أو في الولايات والمحافظات البعيدة.

الحقيقة أنَّ للطرقات حرمات يجب أن لا تُنتهك لأنَّ مُرتاديها يقودونها في أمان وسلام تحفهم الدعوات بالحفظ والسلامة.

امتدَّ هوسُ السرعات العالية والاستعراضات وزيادة مستوى صوت المذياع والأغاني من الشباب إلى الفتيات، ليتباهين أمام الناس باضطراد التقدم والتطور، وما يحويه من الخيلاء بالقيادة في الشوارع الضيقة أو بالسرعة العالية في الطرق المفتوحة السريعة، والتي يقصد بها القيادة بحذر وعدم السرعة الجنونية أو القياده الرعناء أو التجاوزات الخاطئة؛ وبالتالي فإنَّ الطرقات ليست لشخص، وإنما للناس جميعاً، وحياتهم أمانة قبل كل شيء بين روَّاد الطريق وقائد المركبات قبل كل الناس.

واتَّخذتْ شرطة عُمان السلطانية مشكورة إجراءات كبيرة في الحد من السرعات الجنونية، إضافة إلى بث جرعات التوعية الدائمة عبر وسائلها، وأنشأتْ الحملات المرورية الهادفة للحدِّ من السرعه، بل وشكرت قائد المركبة المراعي للأنظمة والقوانين، كلُّ ذلك في سبيل تخفيض حدة الحوادث المرورية وازديادها المريب.

وفي عيد الأضحى الماضي، وزعت الدعوات لإقامة حلبة التفحيط في إحدى المحافظات، والتي انتهت بعد إقامتها بحادث تدهور وانقلاب المركبة عدة مرات، بعد سيل من الاستعراض غير الهادف، واستخدام السيارات بدون أبواب ولا شبابيك وبها أنظمة تزويد السرعة، وكانت الفاجعة فقدان شباب في ريعان شبابهم بسبب طيش مُؤقت لم يُحمد عقباه، بل جعلت هذه الحادثة حديثَ الناس في العيد، وحوَّلت أفراح الأهالي إلى أتراح.

وحتى نجنِّب أهلينا ووطننا ظواهر لا تحمد عقباها، علينا أن نكترث مليًّا لأن في الطرقات أناسا آخرين يودُّون الوصول بسلام لذويهم.

usf202@yahoo.com