‎محاولة أولى لاصطياد الوقت

سليمان التمياط – الرياض - السعودية


‎بعد مطاردة  طويلة جداً أشبه ما تكون بالملاحقات  البوليسية السينمائية؛ استطعت الإمساك بالوقت أو هكذا اعتقدت حينها. واستمرت المطاردة عمراً طويلاً  بكل ما فيه. وكان ذلك منذ بداية شعوري بالدنيا وبأن هنالك شيء ما يُدعى بـ الحياة.
كل الأجواء والأزمنة والطقوس والأمكنة والحالات والمشاعر بسوءها وجمالها والمواقف الإنسانية وغير الإنسانية والبشر والكائنات بأنواعها مرّت بها تلك المطاردة.
لم يكن الوقت زئبقاً أو سرابًا أو أي شيئًا آخر، هو فقط كان وسيكون وقتًا؛ كان  هناك الكثير مثلي ممّن يريدون الإمساك به؛ الإمساك بالوقت حياً. غير أنني كنت أرى نفسيي أجري بعيداً وحدي .
وفي أحايين أخرى يقترب مني آخرين . نجري سويةً كمن شاهد أحداً يجري فظنّه هارباً من شيء ما، من وحشٍ مثلاً ، أو من قاتل؛ فأخذ يركض ويركض وكل من يراه يركض حتى أصبحنا مجموعةً هائلةً من الهاربين بلا سبب.
‎الجميل والقبيح في الموضوع أن الكل كان يجري دون أن يكلّف نفسه عناء السؤال:  لماذا أجري أو تحديداً: لماذا نجري؟! كان الحال هكذا حين وقفت فرحًا ظنًا مني أنّني قد حصلت على غايتي والقبض على الثواني حيةً دون أضرار تذكر؛ فخرجت من الكم الضخم من البشر حولي، ونظرت خلفي لأجد الوقت هاربًا من جديد نحو كل الاتجاهات.

تعليق عبر الفيس بوك