"عُمان أولاً"

 

خلفان الطوقي

 

"عُمان أولاً".. شعار جميل وبرَّاق، ويصلح أن يكون شعارا لأيِّ حملة، أو مُبادرة، أو مُناسبة وطنية؛ ومن المُمْكِن أنْ يُستخدم الآن أو قد استُخدم سابقاً أو سيُستخدم في المستقبل؛ وهناك من يَسْتَشعر هذا الشعار في تصرفاته وسلوكياته اليومية؛ وهناك من يتصرف عكس ذلك تماما.

من المهم تبنِّي شعار "عُمان أولا" في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، وربما العالم أجمع، بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية؛ وبلدنا جزء لا يتجزأ من المنظومة الدولية؛ وعلى كلِّ جهة -حكومية أو خاصة- أو مسؤول حكومي أو موظف، أو أي فرد استشعار ما هو حاصل، وما يجب عمله لتقليل أي صِدَامات قد تحصل؛ وأنْ يكون داعما لتحويل هذا الشعار البراق إلى سلوكيات وممارسات يومية.

سيكون جمال هذا الشعار أكثر إشراقا عندما يتحوَّل من مُجرَّد شعار إلى سياسات وسلوكيات؛ سياسات مدعومة بالقوانين والتشريعات؛ وتحسين سلوكيات الأفراد فيما يقومون به سواء في جهات عملهم أو خارج جهات عملهم كالشارع أو النادي أو المسجد أو أي مكان عام.

تحويل هذا الشعار إلى واقع ملموس ليس صعبا أو مُستحيلا؛ لكنه ليس بالعمل السهل أيضا؛ ولكي تتم عملية التحول، فلابد أن تكون هناك خطوات عملية وتضحيات وجهود توعوية مؤسسية مستمرة، إلى أن تتغير بعض المفاهيم السائدة والخاطئة والتي يحاول البعض نشرها وترسيخها لمصلحة شخصية.

تطبيق شعار "عُمان أولا" على المستوى الشخصي يتطلَّب التخلصَ من بعض السلوكيات السلبية، وتغيير طريقة تفكيرنا قليلا؛ وأذكر أمثلة من السلوكيات التي يمكن من خلال الشعار استبدالها بسلوكيات إنتاجية كتطوير أدائنا الوظيفي اليومي؛ وأنْ يُؤمن كل منا بأن وظيفتنا العامة هدفها خدمة الناس، وما هي إلا تكملة لجهود من سبقونا، وتطوير ما بين أيدينا من قوانين وتشريعات لإنهاء طلبات المراجعين؛ وترك الكرسي لمن بعدنا ولو بعد حين؛ وأن نؤمن إيمانا قاطعا بأنَّ الوظيفة ليست ملكية شخصية أخدم بها مصالحي الشخصية بأكبر قدر ممكن؛ وأنَّ كل قرار أو سلوك لابد أن يكون مبنيًّا على أسس مؤسسية مكتوبة، وليست بناءً على قرار ارتجالي أو مزاجي أو شخصي؛ وأن نُرسِّخ في الجيل الحالي أنَّ كل ما نقوم به من جهود هو لصالح عُمان وأهلها، وهدفه المحافظة على تطوير أمجادها؛ وما علينا إلا أنْ يسأل كلٌّ منا نفسه يوميًّا هذا السؤال وبشكل مُتكرِّر: ما هي الإضافة التي يمكن أن اقوم بها يوميا لخدمة عُمان، وَمَنْ في عُمان؟

الشِّعارات البراقة سهل أن تُقال وتُردَّد عند كلِّ محفل؛ ولكنَّ القلة الإيجابية هي من يُنفذها وتراها في سلوكياتهم ليس في عملهم فقط، بل في كل ما يقومون به وفي كل ممارساتهم وفي الأماكن العامة؛ ففي هذه المرحلة علينا الالتفاف حول بعضنا البعض، وتكثيف التوعية والجهود قدر الإمكان، وتغيير الثقافة الأنانية الشخصية التي تركز على الشخص ومحيطه الضيق، وتحويلها لتكون الأغلبية هي من تُؤمن بأنَّ "عُمان أولا" ليس قولا فقط؛ بل قولا وسلوكا لتعم الفائدة عُمان والعُمانيين وكل من في عُمان.