كوريا الجنوبيّة بعيون عُمَانيّة

...
...
...
...
...

عبد الله الرزيقي - مسقط
كانت رحلتي الأول إلى العاصمة سيؤول ولم أتصورها في مخيلتي إلا بعد أن قررت السفر إليها تصورتها كأي مدينة عصرية حيث الكثير من ناطحات السحاب والزحمة في كل مكان هذي كانت مخيلتي قبل الوصل إلى سول وكان ذلك في شهر أكتوبر عند وصولي إلى مطار إنشيون الدولي وهو واحد من أكبر وأكثر المطارات ازدحاما في العالم كان ينتظرني مرشد سياحي وشرح لي باختصار مكونات المطار وهو من المطارات الحديثة حيث تم إنشاؤه في عام 2001 وجرى تصنيفه على أنه أفضل مطار في العالم سنة 2005 وحلّ في المرتبة الثامنة في آسيا كأكثر المطارات ازدحاما من حيث عدد الركاب.
خرجنا من المطار وكان الطقس رائعا ومشمساً وعلق السائق الذي أقلنى من المطار قائلا بأنك محظوظ اليوم فالجو ليس باردًا جداً، وعندها نظرت من نافذة السيارة وكانت السماء صافية والشمس مطلة بضوئها الساطع الصحو وكانت لفحات الهواء البارد تمتزج مع حرارة الشمس لتولد طقسا لا أستطيع وصفه ثم نظرت أخذني جمال الطبيعة الذي تتميز بها كوريا الجنوبية وشدّني انسياب النهر الرقراق الذي يشطر العاصمة نصفين، ودار بي الخيال دورته لأجد نفسي في باحة الفندق بمنطقة إتايوان وهي من المناطق السياحية وتتوفر على العديد من المطاعم وخاصةً مطاعم (الحلال)، لقد نسيت أن أقول لكم إنّ الفندق الذي نزلنا فيه كان متميزا بتوظيفه لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا ويطل بشرفاته على منطقة حيوية من سوق العاصمة وعلى بعد أمتار من المسجد الوحيد في سيؤول وهو عبارة عن مركز إسلامي يجمع الجاليات الإسلامية وعلى مقربة منه توجد المطاعم العربية والباكستانية والتركية.
لقد كانت رحلتي إلى سيؤول رحلة عمل وكنت أختطف أوقات الفراغ للاستمتاع بمناظر الطبيعة ومشاهدة الأماكن السياحية المتميزة فزرت القصر الأزرق بوسط المدينة المشيد على الطراز الكوري التقليدي، وما زلت أتذكر الساحة الخضراء المحيطة بالقصر ذات الأبواب العملاقة، وشاهدت عن الأنهار الاصطناعية التي تجري حول القصر وترجلت في شوارع سول وشاهدت كيف يحترم الكوريون قواعد المرور والإشارات الضوئية!! وكيف هم منظمون وراقون ويعشقون الأناقة ودودون مع الأخرين والغرباء،،، وعندما تصل مترجّلا إلى نهر تشيونج الاصطناعي ومنطقة الشلالات سوف تشعر للوهلة الأولى بأنه نهر طبيعي وهو في الحقيقة مجرد مجرى مائي اصطناعي يمر من وسط المدينة وبين أماكن التسوق.
وبما إن كوريا دولة متقدمة تكنولوجيا فقد ذهبت إلى جناح سيؤول الرقمي أو يسمى(ديجتل برفيون) الذي تم إنشاؤه عام 2006 ويقع في منطقة سانجام دونغ سيؤول، حيث اتيحت لنا إمكانية تجربة عالم الحوسبة وإلقاء نظرة على الرؤية المستقبلية لكوريا كقوة في تكنولوجيا المعلومات، وزرتُ بعد ذلك قسم (الابتكار التكنولوجي) واطلعت على على تاريخ تطور تكنولوجيا المعلومات في كوريا الجنوبية. ولم أنس زيارة برج سيؤول أو ما يسمى باللغة الدارجة هناك (نامسان تاوار) وهو يقع على قمة جبل نامسان وتسطيع أن ترى من قمة هذا الجبل جزءا من مدينة سيؤول حيث يتوافد الكثير من الزائرين لمشاهدة المناظر الطبيعية والاستمتاع بالعروض الثقافية والمعارض والجلوس في المقاهي الفاخرة المتواجدة هناك والتي تقدم مختلف الوجبات الخفيفة وعلى حافة البرج يوجد التلسكوب الرقمي الذي يتيح لك مشاهدة المناظر عن قرب، ولفت انتباهي وجود الكثير من (أقفال الأبواب) المعلقة في الحزام الحديدي للبرج!! واتضح أنها تقليد كوريّ يقوم به المتزوجون أو العشاق كرمز للحب، ثم مررت بسوق دونج داي مون وهو سوق ضخم عبارة مجمعات تجارية ويحتوي على الكثير من المحلات التجارية حيث يتوافد الكثير من التجار والأفراد للتسوق بأسعار في متناول الجميع، وقد حالفني الحظ بالمرور على استاد سيؤول الرياضي الذي أقيمت فيه فعاليات كأس العالم والذي يتسع لحوالي 65.000 مشاهد وهو عبارة عن مبنى ضخم ويوجد حول الملعب الكثير من الحدائق التي بنيت خصيصا من أجل بطولة كأس العالم.

تعليق عبر الفيس بوك