"هدايا إضافية" من كوريا الشمالية إلى أمريكا.. وتحريك صاروخ باليستي إلى الساحل الغربي

 

عواصم - رويترز

قالت كوريا الشمالية أمس إنِّها وجهت "هدية" للولايات المُتحدة وإن المزيد في الطريق.  وكان هان تاي سونج سفير جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لدى الأمم المتحدة في جنيف يلقي كلمة أمام مؤتمر عن نزع السلاح ترعاه الأمم المتحدة بعد يومين من إجراء بلاده سادس وأكبر تجربة نووية لها.

وقال هان للمؤتمر في جنيف "إجراءات الدفاع عن النفس التي تتخذها بلادي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الفترة الأخيرة هي هدية موجهة للولايات المتحدة دون غيرها".  وأضاف "الولايات المتحدة ستتلقى المزيد من الهدايا من بلادي طالما تعتمد على استفزازات متهورة ومحاولات لا طائل منها للضغط على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن تشديد العقوبات على كوريا الشمالية بسبب برنامجها الصاروخي النووي سيأتي بنتائج عكسية وإن التهديدات باتخاذ إجراءات عسكرية قد تؤدي إلى ”كارثة عالمية“.  وانتقد بوتين، في تصريحات بعد قمة لمجموعة بريكس في الصين، النهج الدبلوماسي للولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة وجدد دعوته للمحادثات قائلا إن بيونجيانج لن توقف برنامج الاختبار الصاروخي حتى تشعر بالأمان.  وقال للصحفيين “نحن ندين التدريبات الكورية الشمالية ونعتبرها استفزازا. (غير أن) تصعيد الهستيريا العسكرية لن يؤدي إلى أي خير. بل قد يؤدي إلى كارثة عالمية.  لا يوجد طريق آخر غير الطريق السلمي“.

وجاءت تصريحات بوتين بعد أن قالت كوريا الجنوبية إن اتفاقا مع الولايات المتحدة على رفع القيود عن أوزان الرؤوس الحربية سيساعدها على الرد على تهديد كوريا الشمالية بعد أن أجرت بيونجيانج سادس وأكبر اختبار نووي لها منذ يومين.

وانضمت روسيا، التي تتشارك حدودا مع كوريا الشمالية، مرارا إلى الصين في الدعوة إلى مفاوضات مع بيونجيانج. وتقترح روسيا والصين أن توقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريباتهما العسكرية في مقابل أن توقف كوريا الشمالية برنامج التجارب النووي.

وبينما وصف بوتين أي عقوبات إضافية بأنها ”طريق لا يؤدي إلى أي شئ“ قال إن روسيا مستعدة لمناقشة ”بعض التفاصيل“ حول المسألة دون توضيح.

وانتقد الرئيس الروسي الولايات المتحدة قائلا إنه من غير المعقول أن تطلب واشنطن مساعدة موسكو في مسألة كوريا الشمالية بعد أن فرضت عقوبات على شركات روسية اتهمها مسؤولون أمريكيون بخرق العقوبات على كوريا الشمالية.

وقال بوتين ”إنه أمر سخيف أن تضعنا على نفس قائمة (العقوبات) مع كوريا الشمالية ثم تطلب مساعدتنا في فرض عقوبات عليها“.  وأضاف متهكما ”هذا أمر يفعله أشخاص يختلط عليهم الأمر بين استراليا والنمسا“.

وكانت الولايات المتحدة قد طرحت فكرة تتطلب من كل الدول قطع الروابط الاقتصادية مع كوريا الشمالية في محاولة للي ذراع بيونجيانج لتغير نهجها.  وفي حالة موسكو يعني هذا وقف استخدام العمالة الكورية الشمالية التي تصل إلى عشرات الآلاف العاملين في روسيا، ووقف إمدادات الوقود لبيونجيانج. وترفض روسيا حتى الآن بحث أي من الأمرين.

من جانبها، قالت كوريا الجنوبية أمس إن اتفاقا تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة لإلغاء قيود الوزن على الرؤوس الحربية لصواريخها سيسهم في الرد على التهديد النووي والصاروخي الذي تمثله كوريا الشمالية بعد أن أجرت سادس تجاربها النووية وأكبرها قبل يومين.

ويرى مسؤولون كوريون جنوبيون أن من المحتمل إجراء المزيد من اختبارات الأسلحة من جانب القطر الشمالي رغم الاستياء الدولي من التجربة النووية التي أجرتها بيونجيانج يوم الأحد والدعوات لفرض مزيد من العقوبات عليها.

وذكرت صحيفة آسيا بيزنس ديلي في كوريا الجنوبية نقلا عن مصدر لم تكشف عنه أن ثمة شواهد في كوريا الشمالية على تحريك ما بدا أنه صاروخ باليستي عابر للقارات باتجاه ساحلها الغربي.

وقالت الصحيفة إن تحريك الصاروخ بدأ يوم الاثنين بعد يوم من سادس تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية وتم رصده أثناء نقله ليلا لتجنب الأقمار الصناعية.

ولم تستطع وزارة الدفاع الكورية الشمالية تأكيد هذا التقرير. وكانت الوزارة حذرت يوم الاثنين من أن كوريا الشمالية تتأهب لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في أي وقت.

ويعتقد محللون ومسؤولون عن رسم السياسات في كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية قد تختبر سلاحا آخر في التاسع من سبتمبر أيلول أو نحو ذلك عندما تحتفل بعيد تأسيسها.

وكانت بيونجيانج أجرت التجربة النووية الخامسة في ذلك اليوم العام الماضي.  وتقول كوريا الشمالية إنها بحاجة لتطوير أسلحتها للدفاع عن نفسها في مواجهة ما ترى أنه عدوان أمريكي.

وبعد أسابيع من التوتر المتصاعد قالت كوريا الجنوبية يوم الاثنين إنها تجري مباحثات مع واشنطن بهدف نشر حاملات طائرات وقاذفات استراتيجية في شبه الجزيرة الكورية وإنها تعمل على تعزيز دفاعاتها.

وقالت رئاسة الجمهورية في كوريا الجنوبية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن اتفقا يوم الاثنين على إلغاء القيود على وزن الرؤوس الحربية في صواريخ كوريا الجنوبية مما يمكنها من زيادة القوة الضاربة في حالة نشوب الحرب.

وقال البيت الأبيض إن ترامب وافق من حيث المبدأ على تلك الخطوة.  وكانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وقعتا اتفاقا عام 1979 وهو العام التالي على نجاح الجنوب في اختبار صاروخ باليستي بعد أن عبرت واشنطن عن ضرورة فرض قيود على قدرات الصواريخ الباليستية خشية أن تقوض الاختبارات الأمن الإقليمي.

ومن الناحية الرسمية لا تزال كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في حالة حرب مع كوريا الشمالية بعد الحرب الكورية التي استمرت من 1950 إلى 1953 وانتهت بهدنة دون توقيع معاهدة سلام.

ولكل من الجانبين آلاف الصواريخ وقطع المدفعية الموجهة صوب الطرف الآخر في أكثر المناطق الحدودية في العالم تسليحا غير أن مسؤولين يقولون إن سرعة تطوير أسلحة نووية وصواريخ في الشمال غيرت التوازن الأمر الذي استلزم ردا أقوى من كوريا الجنوبية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة