بوتين: ترامب "ليس عريسي" ليخيب أملي فيه

روسيا تحتفظ بحقها في مزيد من تقليص الوفد الدبلوماسي الأمريكي

 

 

شيامن - رويترز

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن روسيا تحتفظ بحقها في خفض عدد الفريق الدبلوماسي الأمريكي في موسكو وذلك ردا على ما وصفه بتعامل واشنطن "الفظ" مع الوفد الدبلوماسي الروسي في الولايات المتحدة.  وبعد أن طلب مسؤولون أمريكيون من روسيا إخلاء منشآتها الدبلوماسية في عدة مدن أمريكية، قال بوتين إنه سيأمر وزارة الخارجية بمقاضاة السلطات الأمريكية لانتهاك حقوق الملكية الروسية.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي في مدينة شيامن الصينية حيث يحضر قمة لأكبر الاقتصادات الناشئة "قلل الأمريكيون عدد منشآتنا الدبلوماسية وهذا حقهم. المسألة أنهم فعلوا ذلك بطريقة فظة بشكل واضح. هذا لا ينعكس جيداً على شركائنا الأمريكيين. لكن من الصعب أن تقيم حوارا مع أشخاص يخلطون بين النمسا وأستراليا. لا يوجد شيء نفعله حيال ذلك. ربما يكون هذا هو مستوى الثقافة السياسية لدى جزء معين من المؤسسة الأمريكية".

ورد بوتين على سؤال لصحفي إذا كان قد خاب أمله في ترامب قائلاً "سواء خاب أملي أم لا سؤالك يبدو ساذجا للغاية. هو ليس عروسي وأنا أيضاً لست عروسه أو عريسه. نحن رجال دولة. كل دولة لها مصالحها الخاصة بها. أفعال ترامب تقودها المصالح القومية لبلاده وأنا تقودني مصالح بلدي".  وأضاف قائلا "آمل بشدة أن نتمكن كما قال الرئيس الحالي للولايات المتحدة من أن نصل إلى بعض حلول الوسط خلال حل مشكلات ثنائية ودولية... مع الأخذ بالاعتبار مسؤوليتنا حيال الأمن الدولي“.

وأضاف بوتين ”أما بالنسبة لمبانينا ومنشآتنا فهذا أمر غير مسبوق. هناك انتهاك واضح لحقوق الملكية الروسية. وبالتالي كبداية سأصدر أمرا لوزارة الخارجية باللجوء للقضاء ودعونا نرى مدى فعالية القضاء الأمريكي الذي يحظى بإشادة واسعة“.

وعندما تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير قال إنه يريد تحسين العلاقات مع روسيا. كما تحدث بوتين بشكل ودي عن ترامب.  لكن العلاقات تدهورت بعد أن اتهم مسؤولون بالمخابرات الأمريكية روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ونفت روسيا بدورها هذه الاتهامات.

وكان القرار الأمريكي بأن تخلي روسيا بعض مبانيها الدبلوماسية هو الأحدث في سلسلة إجراءات متبادلة بين البلدين بدأت عندما طرد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما 35 دبلوماسيا روسيا العام الماضي.

وقالت إدارة أوباما آنذاك إنه رد فعل على تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفي يوليو ردت موسكو بخفض عدد الوفد الأمريكي الدبلوماسي والتقني في روسيا بحوالي 60 بالمئة لكي يصبح 455 فردا فقط.

وقالت موسكو إن الخطوة تهدف لمساواة عدد الدبلوماسيين الروس والأمريكيين العاملين في البلدين. لكن بوتين قال إن عمليات الطرد الأخيرة التي أقرتها واشنطن خفضت عدد الدبلوماسيين الروس في أمريكا بشكل غير متكافئ.

وقال بوتين إن الولايات المتحدة حسبت بالخطأ 155 دبلوماسيا روسيا يعملون في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ضمن الوفد الدبلوماسي الروسي لأمريكا. وأضاف بوتين أنه خرج هؤلاء من المعادلة فسيكون لروسيا أقل من 455 دبلوماسيا في الولايات المتحدة.

وقال بوتين ”نحن نحتفظ بحقنا في تقرير عدد الدبلوماسيين الأمريكين في موسكو. لكننا لن نفعل ذلك في الوقت الحاضر. لننتظر ونرى كيف سيتطور الوضع أكثر“.

وتوترت العلاقات بشدة بين البلدين منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في عام 2014 وما أعقبه من صراع انفصالي بشرق أوكرانيا وهي تطورات دفعت واشنطن لفرض عقوبات على موسكو.

واضطر ترامب، الذي يواجه هو الآخر اتهامات بتواطؤ مساعديه مع موسكو، للتوقيع على قانون في الشهر الماضي صاغه الكونجرس يقضي بفرض عقوبات جديدة على موسكو.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة