قصة نجاح

أحمد الهوتي: "بون كافيه" مشروع رائد يقدم نكهات القهوة المميزة ومكائن إعدادها

...
...
...
...
...
...

 

الرُّؤية - راشد البلوشي

نَجَح رائدُ الأعمال أحمد بن مبارك الهوتي في تحقيق واحد من أبرز أهدافه الحياتية، وهو افتتاح مشروعه الخاص؛ حيث دشَّن مشروع "بون كافيه"، وهو محل تجاري يُقدِّم نكهات القهوة المميزة والمتنوعة، علاوة على بيع وتوريد مكائن إعداد القهوة بطرقها المختلفة.

واستطاعَ الهوتي أنْ يشقَّ طريقه في عالم التجارة في وقت مبكر من عمره، حيث قضى 18 عاما في القطاع الخاص مُتنقلا بين الفنادق والمطاعم، وهي رحلة شكلت في خارطته الذهنية طريقا إلى عالم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تمكن خلالها من اكتساب خبرة وصقل مهارته بفضل التنقل من منصب لآخر، واضعا نصب عينه رؤيته الاقتصادية في إنشاء مؤسسة خاصة به، يديرها ويستفيد من خبراته السابقة في إدارتها.

وَرَغْم شُح الموارد المالية، إلا أنَّ الهوتي استطاعَ بالعزيمة والإرادة والإصرار بلوغ قمة النجاح، وأسس مشروعه الخاص "بون كافيه".

ويروي الهوتي قصة نجاحه في مؤسسته الصغيرة، ويقول إنها نبعت من رغتبه في بيع البن المستخدم في صناعة القهوة للزبائن مباشرة، كي يُعد كل واحد منهم قهوته على طريقته الخاصة، علاوة على توريد مكائن صناعة القهوة ونكهات العصائر بجميع أنواعها للمقاهي.

وعن البدايات، يقول الهوتي: عندما كنت أعمل في أحد الفنادق الرائدة في عُمان مديرًا للمطاعم، كنت أقوم بتغيير مكائن القهوة واستيراد الأجهزة الجديدة الخاصة بالقهوة من سويسرا، ولم يكن للشركة الممولة فرع في السلطنة، ولكن فرع في دولة مجاورة، والتي يتم استيراد متطلبات القهوة منها، حيث يقوم فريق من هذه الشركة أو الوكيل بزيارتنا لفحص وصيانة المكائن كل شهر. ويضيف: في ذلك الوقت، وأثناء تواجدي بشكل دائم مع فريق الصيانة، كُنت أسعى لتعلم كيفية صيانة الأجهزة، وبعد فترة لاحظ مساعد مدير الهندسة لدى الشركة المختصة شغف المتابعة لدي، وأنني أريد تعلم طبيعة العمل، ومن ثم قدم لي يد المساعدة، وعلمني قواعد وآليات صيانة المكائن، وكيف يتم التعامل مع الأجهزة، فتجلت الفكرة في ذهني، وبعد شهور عديدة من التفكير ومواصلة التعلم، طرحت عليه فكرة إنشاء فرع لهم في مسقط، فكان ردهم بأن السوق العماني صغير، وربما لن يكون مجديا افتتاح فرع للشركة في مسقط.

ويمضي الهوتي متحدثا عن تلك الفترة، فيقول: "مضت الأيام وأنا أراقب الوضع من قريب، وأتعلم كيف تكون صيانة هذه المكائن وكيفية إعداد القهوة، وبعد فترة عاودت الكرة في فتح الموضوع مع مسؤول الشركة، وكان رده أنَّ الشركة تبحث عن شخص مناسب يستطيع افتتاح شركة في عُمان، ويكون وكيلا للشركة، وساعدني على التواصل مع المدير التنفيذي لفرع الشركة في الدولة المجاورة، ونجحت في إقناع المسؤول بقدرتي على إدارة المشروع في مسقط".

وبعد ذلك، قدَّم الهواتي الفكرة إلى صندوق الرفد، والذي أبدى تجاوبا كبيرا، وتمت الموافقة على تمويل المشروع، وبعد الحصول على التمويل تم التوقيع على الاتفاقية التي منحته الوكالة لمنتجات الشركة في السلطنة.

وأشاد الهوتي -في هذا السياق- بدور صندوق الرفد في تسهيل الإجراءات وسرعة التجاوب على الموافقة، وهو ما زاد من حماسه في افتتاح المشروع ومواصلة العمل لترسيخ نجاح الفكرة.. ويقدم الهوتي منتجاته في الكثير من الولايات، من خلال قيامه بنفسه بزيارة هذه الولايات أو عبر وسطاء، مؤكدا أن منتجاته تنتشر بين مسندم وصلالة.

وأشار الهوتي إلى جُملة من التحديات التي واجهته ولا تزال، لكنه استبعد أن تشكل عائقا أمام مواصلة العمل في المشروع. لافتا إلى تحديات "بسيطة جدا" تتمثل في كيفية تسويق المنتج وإقناع الزبائن بشرائه.

ويقول الهوتي إنَّ المشروع يمثل بالنسبة له حصيلة الخبرات الحياتية والعملية التي اكتسبها خلال مسيرته المهنية. مبديا سعادته بما حققه من إنجازات تُحسب للشباب العماني، وتؤكد قدرتهم على العمل والتفاني فيه، لاسيما في المشاريع المبادرة والتي تعتمد على قدرة رائد الأعمال على العطاء والتميز في العمل.

وكشف الهوتي عن عزمه نقل المشروع من موقعه الحالي إلى منطقة تجارية أكثر حيوية، رغبة منه في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الزبائن.

تعليق عبر الفيس بوك