مقتل 35 في ضربتين جويتين قرب نقطة تفتيش باليمن

اليوم.. استعراض القوة من أنصار صالح يهدد التحالف الهش مع "الحوثيين"

 

دبي - رويترز

وصف مقاتلون يدينون بالولاء لحركة الحوثي المسلحة أمس الحليف الرئيسي للحركة في الحرب الأهلية اليمنية الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالغادر و"المتربص شرًا" فيما يعمق خلافا علنيا على غير العادة في حربهما ضد تحالف تقوده السعودية من أجل السيطرة على البلاد.  وكان صالح قد دعا في كلمة ألقاها يوم الأحد الماضي أنصار حزبه المؤتمر الشعبي العام للاحتشاد في صنعاء اليوم، بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس الحزب، فيما يعتزم أن يكون استعراضا للقوة مما أزعج الحوثيين بشدة، ودعاهم إلى تنظيم حشود في عدة ساحات على مداخل العاصمة بالتزامن مع حشود صالح.

واجتمعت قيادات الحوثيين أمس، وأوصت بإعلان حالة طوارئ وتعليق كل الأنشطة الحزبية وأبلغت أنصار صالح أنّ الاحتشادات يجب أن تنظم على جبهات القتال وليس في الميادين العامة.

وفي تصريحات من شأنها تعميق شكوك الحوثيين تحدث أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية بإيجابية عن الخلاف قائلاً إنه قد يمثل فرصة لكسر الجمود السياسي في اليمن.

وكثيرا ما بدا التحالف التكتيكي بين صالح والحوثيين هشًا فكل طرف يتشكك في دوافع الطرف الآخر ولا يربط الطرفين أساس فكري مشترك.

وأدانت اللجان الشعبية المؤيدة للحوثيين وصف صالح لها بالميليشيات في كلمة ألقاها. وقالت اللجان الشعبية في بيانها "قوة شعبية وطنية في طليعة المعركة التاريخية إلى جانب الجيش في مواجهة عدوان هو الأخطر على اليمن، فتأتي الطعنة من الظهر بأن توصف بأنها ميليشيا فذلك هو الغدر بعينه" . وأضاف البيان "إن ما قاله تجاوز لخط أحمر ما كان له أن يقع فيما وقع إلا متربصا شرا منخلعا وهو المخلوع عن كل شيمة ومروءة.

وشن صالح، عندما كان رئيسا، ستة حروب على الحوثيين في الفترة من 2002 إلى 2009 وكان على مدى سنوات طويلة حليفا للسعودية.

والتحولات الكبيرة في الولاءات من سمات الحياة السياسية في اليمن خاصة منذ اضطرابات الربيع العربي في عام 2011 التي أدت إلى إنهاء حكم صالح عام 2012.

وتصاعدت حرب كلامية في الأيام القليلة الماضية بين الحوثيين المدعومين من إيران وصالح اللذين يسيطران معا على شمال اليمن.

وتبادل الطرفان الاتهامات عن المسؤولين عن تحديات مثل انتشار البطالة وتزايد الجوع بعد قتال مستمر منذ عامين ونصف العام مع الحكومة المعترف بها دوليا والمتمركزة حاليا في الجنوب وتدعمها السعودية.

وتدخل التحالف في الحرب الأهلية عام 2015 لإعادة تنصيب الحكومة في صنعاء لكن الصراع، الذي أودى بحياة عشرة آلاف شخص على الأقل، دخل مرحلة جمود.  وتواجه الحكومة المتمركزة في عدن بجنوب اليمن صعوبات في فرض نفوذها على ميليشيات وجماعات مسلحة هناك.

وفي سياق ميداني، قالت محطة تلفزيونية تابعة لحركة الحوثي في اليمن ومسعف محلي إن 35 شخصا على الأقل قتلوا في ضربتين جويتين أصابتا فندقا صغيرا على مقربة من نقطة تفتيش للحوثيين شمالي العاصمة اليمنية صنعاء أمس.

وقال شاهد من منطقة أرحب التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن صنعاء إن سقف الفندق انهار مما تسبب في تدلي جثتين على الأقل من المبنى.  وأشار التقرير إلى أن الهجوم استهدف فندقا صغيرا لكنه لم يشر بشكل مباشر إلى القتلى المدنيين أو المقاتلين.  ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية للحصول على تعليق.

وقال مسعف لرويترز إن فرق الإنقاذ انتشلت 35 جثة من تحت الأنقاض لكن يعتقد أن المزيد من الضحايا ما زالوا هناك.  وكانت قناة المسيرة التلفزيونية الناطقة باسم الحوثيين قالت في وقت سابق إن 30 "شهيدا" على الأقل قتلوا جراء القصف.

وأشار المسعف إلى إصابة 13 شخصا على الأقل في الضربات الجوية التي تلت سلسلة من الهجمات الجوية في المنطقة المجاورة مساء الثلاثاء.  وقدرت الأمم المتحدة عدد القتلى منذ بداية الحرب في اليمن في مارس 2015 بأكثر من عشرة آلاف.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك