عام دراسي وأيامٌ مُباركة

  عيسى بن علي الرواحي

إطلالةٌ سعيدةٌ مع إشراق شمس يوم الأحد الخامس من ذي الحجة لعام 1438هـ الموافق السابع والعشرين من أغسطس لعام 2017م ينتظرها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة من أبناء عُمان من مسندم إلى ظفار، فما أجمله من يوم وما أسعدها من لحظات يعود فيها أبناؤنا بشوق وفرحة إلى بيوتهم الثانية إلى صروح العلم والمعرفة حاملين معهم همماً عالية في طلب العلم، وآمالا مشرقة لبناء الوطن، مبتدئين عامهم الدراسي الجديد (2017-2018م)، فهنيئًا لهم عودتهم الميمونة المباركة، وهنيئاً للوطن بهم، وتحية إجلال وتقدير وحب ووفاء وعرفان لمن سيحمل أمانة تربيتهم وتعليمهم  إلى أساتذتهم الأجلاء ومُعلميهم الأوفياء الذين هم أعظم ثروة للوطن، ولسائر الأمم والشعوب.

يتزامن مطلع هذا العام الدراسي (2018-2017م) مع الأيام العشرة المباركة هذه الأيام المعلومات التي عظَّم الله شأنها ورغب عباده إلى الإكثار من التقرب إليه فيها بصنوف الطاعات؛ فبذا تكون الفرحة لأبنائنا الطلاب مضاعفة والسعادة غامرة والجو المدرسي أكثر بهجة وأنساً وحبورًا، فالحمد لله على نعمائه التي لا تحصى، وآلائه التي لا تستقصى.

وقد كان هناك من يتوقع أن تؤجل بداية العام الدراسي إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى المُبارك الذي سيوافق أسبوع مطلع العام الدراسي، لكن ذلك لم يحدث فظلت بداية العام الدراسي وفق التأريخ المعتمد سابقاً، وحسب وجهة نظري فإنَّ ذلك أمر صائب جدًا، فكما أشرت بأن تزامن مطلع العام الدراسي مع الأيام العشرة المباركة له نكهة خاصة وفرحة مضاعفة، إضافة إلى أمور أخرى تصب في أهمية استغلال الوقت من بدايته، فأوقات طلب العلم ينبغي أن يُحافظ عليها، ولا يُفرط فيها أبًدا.

ينبغي أن تستغل الأيام الأولى من مطلع العام الدراسي وهي الأيام التي تسبق إجازة عيد الأضحى المُبارك في تهيئة الجو الدراسي بشكل كامل سواء من حيث استلام الطلاب لكتبهم الدراسية أم توزيعهم على فصولهم ومعرفة معلميهم أم استلام جداول الحصص الدراسية، أم إعطاء تغذية راجعة لبعض ما سبق دراسته بحيث يكون الجو الدراسي عقب إجازة عيد الأضحى المُبارك مستقرًا ومنتظماً.

نرجو من المؤسسات المعنية بوزارة التربية والتعليم أن تلبي احتياجات المدارس دون تسويف أو تقصير أو تأخير سواءً فيما يتعلق بالعنصر البشري من أساتذة وإداريين أم فيما يخص النواحي المادية من أثاث مدرسي ووسائل نقل وتهيئة المبنى المدرسي، وألا يتم الاعتذار بما يسمى بالأزمة المالية خاصة فيما يتعلق بتوفير الأثاث الضروري لطلبة المدارس من طاولات وكراسي؛ فقد لمسنا في العامين الماضيين نقصاً وتأخيرًا واضحاً في توفير ذلك بحجة الأزمة الاقتصادية والمخصصات المالية.

نأمل أن تسعى الهيئات الإدارية والتدريسية بجميع المدراس إلى استقبال طلابها في أول يوم دراسي بطرق محببة مبتكرة تحمل في طياتها الإبداع والتجديد والتشويق والترغيب لحب المدرسة وطلب العلم بحيث يكون أول يوم دراسي غامرا بالسعادة والفرحة والحبور، وانطلاقة قوية نحو الجد والاجتهاد في طلب العلم.

وعلى الأسرة بلا ريب دور كبير وجهد مضاعف في تهيئة أبنائها للعام الدراسي من كافة الجوانب المادية والمعنوية، فلا يقتصر الأمر على توفير المستلزمات المدرسية فقط، وإنما تشجيعهم وتحبيبهم وترغيبهم في المدرسة ومعلميهم، وفي طلب العلم والتنافس على تحقيق النجاح والتفوق، وإعطاؤهم جرعة كافية من التعليمات المتعلقة بأهمية الانتظام الدراسي والانضباط السلوكي، وجعل الأخلاق الحميدة شعارا دائما لهم في المدرسة والبيت وكل مكان.

نسأل الله تعالى لجميع أبنائنا الطلاب عاماً دراسياً حافلاً بالجد والاجتهاد والتنافس الشريف على طلب العلم والمعرفة، كما نسأله تعالى أن يوفق أساتذتنا الكرام ومُعلمينا الأوفياء إلى أداء أمانة التدريس على خير وجه، وأن يُسدد خطاهم ويرزقهم الصبر وسعة البال في تربية أبنائهم الطلاب وتعليمهم، ويعظم لهم الأجر والمثوبة بذلك... وكل عام وأنتم بخير.