صلالة وجهة للسياحة الرياضية؟!

 

سيف المعمري

 

لا تزال محافظة ظفار بوجه عام ومدينة صلالة بوجه خاص وجهة للسياحة الطبيعية خلال فصل الصيف من كل عام أو ما يعرف محليا بفصل الخريف، والذي تتميز به المحافظة، مما جعل منها وجهة للعُمانيين ولأبناء دول مجلس التعاون الخليجي للاستمتاع بالأجواء الخريفية الماطرة والتي تكسو الخضرة جبال وسهول المحافظة وتنخفض درجات الحرارة إلى أوائل العشرينيات.

وتتميز محافظة ظفار أضافة إلى مناخها الاستثنائي عما هو عليه في شبه الجزيرة العربية، بموقعها الاستراتيجي الذي تطل من خلاله على المحيط الهندي وبحر العرب والذي يؤهلها لتصبح شريانا اقتصاديا للسلطنة، كما تتميز المحافظة بوجود أحد أهم الموانئ العُمانية وهو ميناء صلالة الذي يستقبل أفواجا سياحية طوال أيام العام، أضافة إلى مطار صلالة والذي يشكل رافدًا مهمًا للنقل الجوي بين المحافظة وبقيّة محافظات السلطنة من جهة، وبينها وبين مطارات دول المنطقة من جهة أخرى.

كما تعد المحافظة أمثل مكان لزراعة أشجار النارجيل واللبان في شبه الجزيرة العربية وزراعة أنواع متعددة من الخضار والفاكهة على طول سهل صلالة والذي يعد أحد أبرز السهول الزراعية في السلطنة، بالإضافة إلى وجود نشاط الرعي وتربية الماشية كالأبل والأبقار والماعز.

وإن كانت تلك النشاطات لها إسهامات في الجانب الاقتصادي والاجتماعي في المحافظة إلا أنّها لا تزال بحاجة إلى تحفيز أكبر من قبل الجهات المعنيّة لكون تلك الموارد لها علاقة مباشرة بتحقيق سياسات الأمن الغذائي في السلطنة.

وهناك مجال يمكن أن يسهم بنصيب وافر من زيادة التدفق السياحي على المحافظة من دول مجلس التعاون الخليجي ومن بقية دول العالم وهو المجال الرياضي، حيث إنّ اللجنة الرئيسية لمهرجان صلالة السياحي بدأت في عام 1999 بتنظيم بطولة كأس خريف صلالة لكرة القدم والتي تشارك فيها أندية المحافظة، كما تقام مسابقة الرماية بالأسلحة التقليدية ورياضة التقاط الأوتاد.

وكما هو معلوم فإنّ الرياضة بمختلف أنشطتها تعد أحد أهم المجالات التي تدفع بالنمو المضطرد للموارد الاقتصادية في كل دول العالم، ونحن في السلطنة -ولله الحمد- لدينا ما يؤهلنا لنستفيد من هذا القطاع الواعد، فالأمن والاستقرار الذي تنعم به السلطنة والبنى الأساسية من منشآت رياضية كمجمع السعادة الرياضي ومجمع صلالة الرياضي ومنتجعات سياحية وفندقية في جميع محافظات السلطنة بشكل عام ومحافظة ظفار بشكل خاص ووجود مطار صلالة الذي يربط السلطنة بعدد من مطارات دول المنطقة، والمناخ الخريفي بالمحافظة، ووجود المواهب الرياضية العُمانية والتي لها إنجازات فردية وجماعية إقليمية وعالميّة، كلها عوامل تجعل من جميع مؤسسات الدولة للتعاضد من أجل التسويق لمحافظة ظفار سياحيا وجعلها وجهة للبطولات الرياضية ومعسكرات للمنتخبات والأندية الرياضية الإقليمية والدولية.

وهناك أسئلة تطرح نفسها: فلماذا لا يتم رفع مستوى بطولة كأس خريف صلالة لكرة القدم من بطولة محلية تشارك فيها أندية محافظة ظفار إلى بطولة إقليمية أو عالمية على مستوى المنتخبات أو الأندية تشارك فيها أندية النخبة في السلطنة ومنتخبات أو أندية خليجية وعربية وحتى منتخبات أو أندية عالمية؟

ولماذا لا تحتضن المحافظة في كل فصل خريف بطولات رياضية إقليمية وعالمية في رياضات ألعاب القوى الفردية والجماعية؟ لماذا لا يتم العمل على وضع استراتيجية عمل برؤية واضحة لتهيئة مرافق رياضية بمستويات عالمية لاحتضان معسكرات المنتخبات والأندية والفرق بمختلف الرياضات، خاصة أنّ في فصل الصيف تتوقف معظم البطولات والدوريات المحلية بالمنطقة، وتستعد المنتخبات والأندية لبدء مشاركاتها في المواسم الرياضية من خلال الدخول في معسكرات أثناء فصل الصيف.

وربما يرى البعض أنّ مثل تلك الأفكار هي بعيدة المنال، ولكن متى ما وجدت الإرادة وخطط لها بشكل استشرافي للمستقبل، وتم التسويق للمحافظة في المجال الرياضي، فستجني محافظة ظفار نتائج ذلك العمل، فالتدرج في تنظيم البطولات والفعاليات الرياضية بين عام وآخر، والتطوير المستمرة للمنشآت الرياضية والخدمية بالمحافظة، سيسهم في الترويج السياحي للمحافظة، وستبرز محافظة ظفار كوجهة سياحية طبيعية واقتصادية وتعليمية وكذلك رياضية ليس في فصل الخريف فحسب بل طوال أيام العام، ولنبدأ من الآن العمل لتصبح صلالة وجهة للسياحة الرياضية..

وبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت.

Saif5900@gmail.com