أربيل – رويترز
قال متحدث عسكري عراقي أمس إنَّ القوات العراقية تشن ضربات جوية على مدينة تلعفر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وتقع غربي مدينة الموصل استعدادا لهجوم بري. وانهارت فعلياً دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد عندما أحكمت القوات العراقية الشهر الماضي سيطرتها على الموصل معقل الدولة الإسلامية في العراق بعد عملية دامت تسعة أشهر. لكن أجزاء بالعراق وسوريا لا تزال تحت سيطرة التنظيم لا سيما على الحدود بين البلدين.
وكانت السلطات العراقية قالت إنَّ مدينة تلعفر التي تقع على بعد 80 كيلومترًا غربي الموصل ستكون الهدف المقبل في الحرب على التنظيم المتشدد الذي اجتاح مناطق واسعة في سوريا والعراق عام 2014.
وعانت المدينة التي كان يعيش بها نحو 200 ألف شخص قبل أن تسقط في أيدي التنظيم موجات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة بعد غزو العراق عام 2003 وينحدر منها بعض أكبر قادة الدولة الإسلامية.
وقال الناطق باسم العمليات المشتركة في الجيش العراقي العميد يحيى رسول في بيان "القطاعات الآن تجري الاستحضارات وأيضًا هناك ضربات استنزافية وتجريدية لقدرات عناصر التنظيم الإرهابي باستهداف مقرات القيادة والسيطرة والتجمعات ومستودعات الأسلحة ومعامل التفخيخ. هذه الضربات وفق معلومات استخباراتية من خلال القوة الجوية العراقية مستمرة منذ فترة. نحن بانتظار أوامر السيد القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء حيدر العبادي) بإعلان ساعة الصفر".
وكانت قناة السومرية التلفزيونية نقلت عن محمد الخضري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية قوله إنَّ العملية البرية ستبدأ بعد القصف الجوي.
وأصبحت تلعفر محور صراع إقليمي أوسع على النفوذ. وتعارض تركيا، التي تربطها صلات بالتركمان وهم أغلب السكان في المدينة، مشاركة جماعات شيعية تقاتل مع القوات العراقية وبعضها يتلقى دعمًا من إيران.
وقال اللواء نجم الجبوري وهو أحد كبار قادة الجيش العراقي لرويترز الشهر الماضي إن ما يتراوح بين 1500 و2000 متشدد موجودون في تلعفر. ومن المحتمل أن يشمل هذا العدد بعض أفراد أسر التنظيم.
ويواصل التحالف بقيادة الولايات المتحدة دعمه للقوات العراقية في سعيها للقضاء على وجود التنظيم المتشدد في جميع أنحاء العراق.
وقال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم التحالف يوم الخميس إنَّ التحالف شن ما يربو على 50 ضربة الأسبوع الماضي ضد مواقع دفاعية ومقرات قيادة ومستودعات ومعامل أسلحة تابعة للتنظيم المتشدد في تلعفر وفي تقاطع كسك أيضا إلى الشرق. وأضاف في إفادة صحفية "نتوقع أن تكون معركة استئصال داعش من أحد آخر معاقله في العراق صعبة".
لكن تقدير الجبوري للمعركة كان مختلفاً إذ توقع نصرا سهلا نسبيا لأن المتشددين وأسرهم منهكون "ومعنوياتهم في الحضيض"
وفقد التنظيم المتشدد السيطرة على مناطق بسوريا بسبب حملتين منفصلتين إحداها للقوات الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران والأخرى لقوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة وتهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية. وتركز قوات سوريا الديمقراطية حالياً على انتزاع مدينة الرقة من قبضة الدولة الإسلامية.
وفي سياق آخر، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن "خللا" في مدفعية للجيش الأمريكي مسؤول عن مقتل جنديين أمريكيين في شمال العراق يوم الأحد.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان مُنفصل إن الجيش يحقق في الواقعة التي أسفرت أيضًا عن إصابة خمسة جنود آخرين.
وقال الكولونيل روبرت مانينج المتحدث باسم البنتاجون يوم الإثنين "وحدة مدفعية للجيش كانت تقوم بمهمة للرد على موقع لتنظيم الدولة الإسلامية لإطلاق قذائف المورتر عندما حدث خلل تسبب في إصابة سبعة جنود". والجنود المصابون كانوا ضمن تحالف تقوده الولايات المتحدة يقاتل التنظيم في العراق. وقال مانينج إنه لا يوجد ما يشير إلى وجود أيّ علاقة للتنظيم بمقتل الجنديين وإن إصابات الجنود الخمسة لا تهدد حياتهم.