هل تلقى توني بلير ملايين الدولارات من الإمارات ؟

تفجرت فضيحة في الأوساط السياسية البريطانية تكشف عن تلقي رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير ملايين الدولارات من الإمارات العربية المتحدة، خلال فترة قيامه بعمله كمبعوث دولي لمنطقة الشرق الأوسط، رئيسا للجنة الرباعية ومبعوثا دوليا في كل من آسيا وأمريكا الوسطى.

وكشفت صحيفة "التلجراف" البريطانية عن وثائق ورسائل بريد إلكتروني اطلع عليها محررها الصحفي إدوارد مالنيك مرسلة من قبل كبير موظفي مكتب بلير، نيك بانر بعد عام من خروجه من رئاسة الوزراء البريطانية، تشير إلى تحويل وزارة الخارجية الإماراتية أموالا إلى شركة ويندرش فينتشر التي يمتلك بلير جزءا منها، أكثر من 12 مليون دولار أمريكي للعمل الاستشاري لبلير في كل من كولومبيا وفيتنام ومنغوليا، عبر تحويلات بنكية مسجلة، كما تلقت نفس الشركة 2 مليون دولار أمريكي من مكتب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في عام 2011.

وكشفت الصحيفة في وقت سابق محادثات جرت بين بلير وبين اللورد دايتون المسؤول التجاري البريطاني للخزانة في عام 2013، نيابة عن دولة الإمارات لبحث تأمين صفقات لصالح الإمارات في المملكة المتحدة تقدر قيمتها بمئات الملايين من الجنيهات.

وبمواجهة المحرر الصحفي لبلير بهذه الوثائق أجبر على الاعتراف بأنه تلقى أموالا من الإمارات العربية المتحدة لنفس الشركة ويندرش فينتشر، وذلك لتمويل دوره كمبعوث دولي لمنطقة الشرق الأوسط، وأعمال استشارية خاصة تمولها أحد دول الخليج.

وتذكر الصحيفة أن بلير اعترف بعد عدة مساءلات بأنه تلقى أموالا من دولة الإمارات العربية في الشركة ذاتها لتمويل عمله بصفته مبعوثا للشرق الأوسط عن الرباعية، الذي لم يتلق عليه أجرا، وللاستشارات الخاصة التي قدمها للإمارات، لافتة إلى أن موقع الرباعية لم يكشف عن مصادر الدعم الإماراتي للرباعية، رغم وجود صفحات تتحدث عن التمويل الذي تلقته الرباعية من "مصادر أخرى".

وذكرت الصحيفة أنه بعد الاطلاع على موقع اللجنة الرباعية عبر الإنترنت حول الدول التي تقوم بتمويل البعثة، التي يترأسها بلير لم يتم الإشارة إلى دور الإمارات العربية في تمويل عمله من ضمن الدول التسع التي تمول أعماله كمبعوث دولي للشرق الأوسط، وذكرت الصحيفة نقلا عن محررها "إدوارد مالنيك" أن كبير موظفي مكتب "بلير" وممثل اللجنة الرباعية لمنطقة الشرق الأوسط "نيك بانر" قد قام بزيارة الإمارات العربية المتحدة والتقى "خلدون المبارك" الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مبادلة" الإماراتية حيث بدأ بعدها بلير بعام واحد فقط، في العمل كاستشاري خاص مدفوع الأجر.

كما أشارت الصحيفة البريطانية وفق الوثائق التي اطلعت عليها ، إلى أن "ريبيكا جوثري" مسؤولة اللجنة الرباعية من قبل الخارجية البريطانية قد أرسلت وثيقة المصروفات البنكية المفصلة الخاصة بشركة "ويندرش فينتشر" في عام 2009 إلى مسؤول في الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أيام من محادثات رسمية أجراها بلير مع الشيخ "عبدالله بن زايد آل نهيان" في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حول الشرق الأوسط.

وفي وثيقة أخرى صادرة في عام 2010 اطلع عليها المحرر الصحفي "إدوارد مالنيك" وهي رسالة إلكترونية على الإنترنت بعث بها المراقب المالي لشركة "بلير" الاستشارية التجارية "جيسون سيرانكي" إلى مسؤولين في الإمارات العربية المتحدة للمطالبة بدعم أنشطة بلير كمبعوث دولي ورئيس اللجنة الرباعية لمنطقة الشرق الأوسط والتي تضم المملكة المتحدة والأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية.

وعقب نشر هذه الوثائق أمام الرأي العام البريطاني تصاعدت آراء بضرورة الكشف عما كان يقوم به بلير خلال فترة عمله كمبعوث دولي في منطقة الشرق الأوسط، ومن بين هذه الأصوات صوت مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني "كريس دويل"، حيث دعا إلى ضرورة مزيد من الشفافية حول عمل بلير كمبعوث دولي. ويعلق كريس دويل من جمعية التفاهم العربي البريطاني "كابو" على ما كشفت عنه الصحيفة، قائلا بأنه كشف الغطاء، رغم تأكيد بلير عدم وجود تضارب بين عمله ومصالحه التجارية.

تعليق عبر الفيس بوك