حسين الغافري
(1)
أيام بسيطة نرتقب من خلالها صفحة جديدة لبطولة الدوري الإيطالي. الجميل أن البطولة منتظر منها أن تكون مغايرة عن تنافسية السنوات الماضية التي خفت فيها البريق عن لمعانه بعد أزمة اقتصادية عالمية تأثرت بها إيطاليا ككل وساهمت في إضعاف السيولة المالية للأندية؛ الأمر الذي أدى إلى غياب حدة المنافسة برحيل نجوم بارزة كانت تنشط في أكبر أندية الدوري. كُل ذلك حدث بعد أزمة الفضائح التحكيمية منتصف العقد المنصرم حيث هبط اليوفي وسُحِب لقبه ونُصّب إنتر وقتها.. كذلك لحقت أصابع الإتهام أندية من ضمنها لاتسيو وميلان.
الأعوام الماضية تسيّد يوفنتوس بطولة الدوري، وكأي مُتابع للبطولة يُسلّم الأمر من البداية على أن اليوفي يبتعد بفارق كبير عن أقرب منافسيه؛ نظراً لما يتمتع به من قدرات بشرية تفوق ما تملكها أندية البطولة ككل. غاب ميلان لمدة طويلة عن المنافسة ومعه جاره الإنتر، مع ذلك كانت هُناك بوادر في مضايقة يوفنتوس عن تحقيق لقبه من قبل نابولي تارةً وفريق العاصمة روما ولكنها لم ترق أبداً لتكون حجرة عثرة تعرّقل خطوات السيدة العجوز عن اللقب.
(2)
نحسب الأيام لانطلاق الدوري الإيطالي المثير بطابعه المختلف عن باقي دوريات القارة العجوز. فكما يقال بأن إيطاليا هي "جنة كرة القدم" وبصبغة مختلفة في مبارياتها عن البقية. هذه المرة يبدو أن التنافس لن يكون سهلاً على يوفنتوس وطريقه سيكون معقدا بشكل كبير. مع أنّ اليوفي يدرك أنّ مسألة فوزه باللقب لن تكون بسلاسة الأعوام الماضية؛ لذلك حدثت الإنتدابات الجديدة والعين أيضاً على كأس أبطال أوروبا التي تمنّعت عليهم مرتين خلال ثلاث مواسم. هذه المرة يحضر قطبا ميلان. خصوصاً ميلان الذي عزز صفوفه بانتدابات كبيرة في مختلف الخطوط مع تأكيد بقاء الحارس دوناروما.
أدرك مع الجميع أنّ ميلان مختلف هذا الموسم وشاهدنا قوة حضوره في اللقاءات الودية التي لعبها حتى لنستوعب أن شيئاً ما تغيّر بعد انتقال ملكية النادي من بيرلسكوني إلى الإدارة الصينية. في المقابل، إنتر هو الآخر يملك أسماء على مستوى عال من الكفاءة منذ الموسم الماضي، أي بعد شرائه من مستثمرين صينيين أيضاً.. ما عاب الإنتر خلال الموسم الماضي كان الاستقرار الفني وتخبط النتائج مع الهولندي دي بوير قبل أن يعقبه الإيطالي بيولي الذي بدأ بقوة وتراجعت النتائج في آخر الموسم؛ المهم الآن أنّ الإنتر يضيف تنافسية للبطولة مع الإيطالي سباليتي.
(3)
الدوري سينطلق والمتعة مرتقبة بوجود يوفنتوس وقطبا ميلان وذئاب العاصمة.. أيضاً لا يمكن تجاهل نابولي الفريق العنيد ودائماً ما يفرض نفسه رقماً صعباً على أمل استعادة ذكريات الماضي إبّان حقبة الأسطورة مارادونا.. من المنتظر أن تكون الأندية جادة جداً هذا العام لاستعادة بريقها خصوصاً بعد دخول الاستثمارات الكبيرة في إيطاليا وتحول ملكية الأندية إلى مستثمرين يملكون سيولة تتيح خلق منافسة مؤكد أنّها في مكانها الصائب.
