من يشتري الشائعة ويبيع الحقيقة!!

 

محمد بن عيسى البلوشي

 

أعجبتني مقولة كتبها محمد العنقري في إحدى مقالاته يُشير فيها إلى أنّ البشر"يشترون الشائعات ويبيعون الحقائق"، ويذهب فيها إلى أنَّ الإنسان عاطفي بطبيعته ويظهر ذلك في سلوكه من خوف أو طمع أو غير ذلك من أشكال التصرفات، ويؤكد أنَّ تلك النظرية تُحركها التغذية المُتبادلة حيث تتأثر قرارات الفرد في الحالة العامة.

ربما نتفق أو نختلف مع ما ذهب إليه العنقري في مقالته تلك، ولكن نحن فعلياً نمر على تلك المرحلة في حياتنا، فمساحة المعلومات أصبحت كبيرة جداً بدخول التقنيات الحديثة ولكنَّ ضحالة العمق المعرفي في أكثر تلك المنصات جعلتنا نشتري الشائعة ونبيع الحقيقة.

جميعاً نتفق على أنّ الكثير من المجالات الحياتية سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية أو تنموية أو سياسية، تحتاج في فكرتها إلى أدوات متعددة ومعلومات وافرة ودقيقة كي يستطيع المتحقق من الاطلاع عليها والاستناد إليها قبل أن يتخذ أي قرار، ومن يوفر تلك المعلومات لابد أن يكون مصدرًا أميناً ومتفاعلاً مع الأحداث التي من حوله، بل ويوفر أدق التفاصيل كي يكون العمل ناجحًا والقرار موفقًا.

لا أقيس هذه المعادلة على مجال بعينه، فنحن نحتاج مثل هذه المعلومات أو مراكز البيانات في جميع المجالات الحياتية وخصوصًا الاستثمارية والاقتصادية، ولكن نذهب هنا إلى أهمية توفير تلك المنصات التي تغذينا بالخبر والتحليل والمقال والمُتابعة من خلال أصحاب التخصص والرأي والمشورة والتي تساعدنا في شراء القرار الحقيقي بعيدًا عن الشائعات والترويج لها.

لا أحد يُنكر أن أهم القرارات التي يتخذها المرء اليوم هي تلك التي تتعلق بالمجالات الاقتصادية، وهذا ما يجعلنا نشير إلى أن وضع الاستثمار في خانة الشائعات عند الشراء والحقائق عند البيع قد يُكلفنا الكثير سواء على مستوى المال المنفق أو الوقت المُهدر أو التجربة التي نحرص على اكتسابها من الأفعال والقرارات المُتخذة، وعلينا أن نعي هذه الفكرة بأبعادها المتعددة.

أعتقد من الأهمية بمكان أن تبحث المؤسسات المعنية بالشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والخدمية وغيرها في التحديات الحقيقة لبعض مشاريعها، فلربما تجد مساحة معرفية معينة يجب أن تشغلها كي تحث على القرار الصحيح.

 Pr.alwaraq@gmail.com