طائرتنا حلَّقت بالناشئين

وليد الخفيف

أُحيِّي ناشئي الطائرة أَمَل تطوُّر اللعبة التي عانتْ الأمرَّين في السنوات الأخيرة، فتأرجح منتخبها الأول بين المركز الأخير وقبل الأخير، مُتعمدا الابتعاد عن المشاركات الرسمية الآسيوية والدولية، حتى وفق الاتحاد في اتخاذ قرار مشاركة منتخب الناشئين ليزيح الستار عن رجال مكافحين صغار في السن عظماء في القيمة أسخياء في العطاء، يؤمنون بقيمة الدفاع عن ألوان وطنهم، مذللين الصعاب، قاهرين التحدي وصولا للمباراة النهائية التي قال فيها العمر التدريبي كلمته، فرجَّح البحرين لمعانقة الذهب.

فوائد جمَّة استفاد منها منتخب الناشئين بجانب حصد لقب وصيف بطل العرب، أولها كتابة اسمه كأحد الأقطاب الكبيرة لأصحاب هذا الفئة العمرية على المستوى العربي، ليصنع الهيبة التي نأمل أن يمتلكها المنتخب الأول في استحقاقاته القادمة، فضلا عن الفوائد الفنية المتمثلة في مواجهة منتخبات عربية قوية تم اجتيازها بنجاح، ليرتقي بموجبها العُمر التدريبي والخبرة الدولية للاعبين، ويبقى الحفاظ على التفوق الذي تحقق في عمَّان هدفًا أوليًّا أمام الاتحاد والجهاز الفني والمضي قدما نحو الذهب الذي لم يعد صعب المنال بعدما لمحنا العزيمة والإصرار في عيون الرجال، فالدعوات الانهزامية التي روج لها بعض الانهزاميين باتت ضميرا مستترا محله "قضي الأمر بالفضة".

تحية تقدير لربان الطائرة جمال المعمري؛ فنجاحه مع نادي السلام على المستويين الخليجي والعربي أفصح عن مدرب وطني يحمل الكثير من الإمكانيات القادرة على تحقيق أهداف الاتحاد وطموح وتطلعات جماهير اللعبة ومحبيها، متوسِّمين خيراً في قدرته على تغيير واقع اللعبة إلى الأفضل.

وتبرهن مراكز إعداد الناشئين كل يوم -وبالأرقام التي لا تكذب ولا تتجمَّل- على قيمة مخرجاتها في ألعابها المختلفة؛ إذ أنجب هذا الرحم سخي العطاء لأكثر من 6 لاعبين شكلوا القوام الأساسي لهذا المنتخب الواعد، فضلا عن مخرجاته الناجحة ذات الصبغة الدولية لمنتخب ألعاب القوى ومنتخب الرياضة المدرسية ومنتخب ناشئي السلة واليد والهوكي، لقد بدأنا جني الثمار، وسيواصل المشروع الناجح صناعة الأبطال حتى يحقِّق حلمه الأسمى الذي قام من أجله، وهو صناعة البطل الأولمبي المنتظر، وإن ظل ذلك مرهونا بمستوى الاستفادة من مخرجاته.

لقد كان لتحول مراكز إعداد الناشئين من مرحلة التعليم إلى مرحلة المنافسة دور مهم في الارتقاء بمستوى اللاعبين، ومن الإنصاف أيضا أن نثمِّن دور الاتحادات الرياضية التي أدرجت منتخبات المركز في مسابقاتها المحلية، أتى ذلك تزامنا مع مشاركات خارجية اسهمت بجلاء في رفع مستوى الخبرة والاحتكاك الدولي، فلا عجب من نجاحٍ خُطِّط له بعناية وفق أسس علمية تدريبية حديثة بعيدا عن انتظار صدفة طائشة أو حظ متقلب.

ونتوسم في الفترة المقبلة أن تواصل الاتحادات الرياضية اهتماماتها بالمراحل السنية، على أن يكون ذلك الاهتمام واقعا ملموسا وليس كلاما إنشائيا، فنحن بانتظار نجاح أفضل لمنتخب سلة الناشين، وظهور أوَّل لمنتخبات المراحل السنية للعبة كرة اليد أو بالأحرى منتخبات المراحل السنية لهذه اللعبة المهمة؟! ننتظر عودة هوكي الناشئين للواجهة، ومواصلة المساعي الناجحة لناشئي ألعاب القوى في طريقهم نحو نجاح جديد، ونطمح أن يتحول سباحونا من التفوق الخليجي إلى تفوق إقليمي وقاري، نأمل عدم التهرب من المسابقات الرسمية والاستعداد لها وخوضها بشجاعة الفرسان؛ فالجهة الإدارية لم تدخر جهدا في توفير كل السبل الضامنة لمشاركة ناجحة.