مدير دائرة الانتاج: الأوضاع الاقتصادية تحول دون تطبيق خطط إعادة الدماء للدراما العمانية

الرؤية - أسماء السيابية

تلعب دائرة الإنتاج دورا كبيرا في تنشيط قطاع الإنتاج التلفزيوني إن كان على المستوى البرامجي أو الدرامي، ولكن هناك ملاحظات بشأن تراجع ملحوظ في نسبة البرامج والدراما المحلية عن السابق وفي هذا الشأن قال أنيس الحبيب مدير دائرة الإنتاج بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون: يمكننا اعتبار الفترة الأخيرة مرحلة لإعادة الانطلاق، الإنتاج الدرامي قطاع حديث الولادة وكان لا بد من فترة توقف لتقييم الوضع الحالي للدراما العمانية واستكشاف أخطاء الماضي ودراسة كيفية الانطلاق من جديد مع محاولة عدم الوقوع في الأخطاء السابقة، إلا أن الأوضاع الاقتصادية الاستثنائية الحالية حالت دون تمكن قطاع الإنتاج الدرامي من تطبيق الخطط الموضوعة التي كان من شأنها إعادة الدماء للدراما العمانية.

وأضاف أنّ العملية الإنتاجية منظومة متكاملة تبدأ بالنص وتنتهي بالمشاهد، ومتى كان هناك خلل في جزء من هذه المنظومة لا بد أن يؤدي إلى خلل أو عيب في المنتج النهائي، ولعل الإعداد الجيد للكوادر العاملة في الدراما المحلية إلى جانب الخبرة التراكمية أحد أهم ـسباب النجاح وهو ما نفتقده في الدراما العمانية، فطالما بقي الإنتاج الدرامي موسميا مع الاكتفاء بعملين أو ثلاثة سنوياً لن يتمكن العاملون في مجال الدراما من اكتساب المعرفة والخبرة اللازمتين لتطوير المنظومة الإنتاجية وبالتالي الارتقاء في مستوى الأعمال الدرامية المنتجة.

وأكمل بالقول: منذ تعيين رئيس لقطاع الإنتاج الدرامي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون منذ أقل من 3 سنوات شرعنا في وضع أسس وضوابط لعملية تقييم النصوص الدرامية التي تقدم لنا بهدف تنفيذها وفق آلية المنتج المنفذ إلى جانب القيام بتقييم شركات الإنتاج القائمة في السلطنة وقمنا بوضع عدة خطط إنتاجية حال ذون تنفيذها الظروف الاقتصادية الاستثنائية. إلا أننا نتمنى أن يتم تنفيذ الخطة المقترحة للإنتاج للموسم الإنتاجي 2017/2018 والتي من شأنها أن تعيد الدراما العمانية لمسارها الصحيح.

واضاف: لا أعتقد أن المشكلة مع القائمين على الإنتاج بقدر ما هي أزمة ثقة بالعمل الدرامي العماني، من حق المشاهد أن يطمح في أن تكون الدراما العمانية بمستوى الدراما في الدول المتقدمة في الإنتاج الدرامي إن لم تكن أفضل منها، إلا أن ذلك أشبه بمطالبتنا لنادي كرة قدم محلي أن يكون بمستوى الأندية الأوروبية التي تلعب في دوري أبطال أوروبا مثلاً.

 لذا من الواجب عند المقارنة أن نضع في عين الاعتبار أن عدد الأعمال الدرامية التي تم إنتاجها محلياً منذ 40 سنة يساوي ما يتم إنتاجه في دول أخرى خلال 4 سنوات فقط.

وكما ذكرت سابقاً أن أي خلل في المنظومة الإنتاجية يؤدي إلى ضعف المنتج النهائي، وأساس أي عمل درامي هو النص، ومن الملاحظ أن هناك ندرة في عدد كتاب الدراما التلفزيونية محلياً، وهذا سبب لجوء معظم شركات الإنتاج للاستعانة بكتاب من خارج السلطنة. ولعل ذلك عائد إلى إحساس البعض من أصحاب الموهبة بعدم جدوى الدخول في هذا المجال نظراً لموسمية الإنتاج الدرامي المحلي وندرته، إلى جانب عدم وجود تأهيل مناسب للمواهب الشابة في مجال كتابة السيناريو الدرامي.

وأشار إلى أن عددا من الفنانين العمانيين قاموا بتأسيس شركات إنتاج خاصة وووضعوا نصب أعينهم المساهمة في تطوير الدراما العمانية والارتقاء بها. إلا أن إمكانيات الهيئة العامة للإذعة والتلفزيون تبقى محدودة ولا يمكنها أن تدعم كل تلك الشركات، وتبقى الهيئة معنية بالأعمال التي يتم انتقاؤها للإنتاج بعد تقييم كافة النصوص المقدمة لها واختيار الأفضل منها. أما تطوير الدراما العمانية فيجب أن يكون مسؤولية وطنية تشمل عدة جهات حكومية وخاصة إذا ما أردنا للسلطنة أن تكون مركزاً للإنتاج الدرامي التلفزيوني والسينمائي خاصة و أنها تمتلك كافة المقومات التي تسمح بممارسة دور كبير في الحركة الدرامية على المستوى العربي والإقليمي، وتبقى الإرادة الوطنية هي المحرك الرئيسي لمشروع عملاق كهذا.

تعليق عبر الفيس بوك