طريق (الخابورة- الغيزين) مرة أخرى

 

خالد الخوالدي

 

لا أخفيكم أنني من أكثر المعجبين بالدور الذي تقوم به وزارة النقل والاتصالات على كافة المستويات سواء في مجال الطرق أو في مجال الموانئ أو المطارات أو في مجال النقل العام والاتصالات، وإن كانت الأخيرة أقلهن إعجابا، ومع هذا الإعجاب الشديد أقف حائرا إمام دورهم لتحقيق مطالب أهالي ولاية الخابورة المتكررة بإعادة رصف الطريق الحيوي في ولايتهم (الخابورة-الغيزين) والذي يناهز عمره الثلاثة عقود وهو بمعالجة سطحية والوعود المتكررة بازدواجية الطريق.

ولمّا أقول وعود متكررة فإني جازم ومتأكد من هذه الوعود حيث التقيت شخصيا بمعالي الوزير ووكيل الوزارة في عدة لقاءات ونشرنا عدة أخبار وتقارير عن هذا الموضوع وكانت الردود بين أنّ المناقصة جاهزة وننتظر نشرها وبين أنّ ازدواجية الطريق ستنفذ مع طريق الباطنة الجنوبي السريع والذي وعدت الوزارة أن يكون افتتاحه في نهاية هذا العام فكيف سيتم افتتاح الطريق الجنوبي نهاية هذا العام الذي لم تتبق منه إلا أربعة أشهر بدون الإعداد والتجهيز والبدء في ازدواجية طريق الخابورة -الغيزين الذي يمثل الشريان الرئيسي للولاية.

ومن خلال هذا المنبر نرفع مطالبة أهالي ولاية الخابورة مرة أخرى إلى وزارة النقل والاتصالات للإسراع في رصف الطريق الحيوي الذي يربط الولاية بولاية عبري فعمره الافتراضي قد انتهى، وانتهت معه أجيال بشرية من أهالي الولاية فالطريق يشهد زحمة مرورية خانقة ومع الاستخدام المتواصل لم تنفع فيه الترقيعات المستمرة حيث إنه الشريان الموصل إلى اغلب المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية كما أنه الطريق الرابط لأهم المراكز العمرانية الحديثة في الولاية.

ومنذ سنوات وحناجر وأصوات أهالي الولاية بحت وتكسرت أحلامهم مع الوعود المتكررة قبل أن تتكسر سياراتهم في طريق شهد البدايات الأولى للطرق بولاية الخابورة، فكان الرضا لسان حال الجميع حتى لو كان هذا الرصف بمعالجة سطحية ففي زمانه كان نعمة عظيمة لانعدام الطرق المرصوفة وقلتها في بداية العهد الميمون، ومع التطور الكبير الذي شهده مجال الطرق في الولاية نقف مبهورين ومتعجبين كيف أن الولاية من أقصاها إلى أقصاها تعم بالطرق الداخلية وفي الحواري والسكك حتى وصلت الطرق إلى منازل خاصة ومزارع لفئات معينة وقطعت الوديان والفيافي والصحاري ووصلت إلى مناطق جبلية لم تكن تصل لها الطرق إلا في الأحلام والرؤى وهي جهود تشكر للجهات المختصة بينما الطريق الحيوي والذي هو عصب الحياة بالولاية مرصوف بالمعالجة السطحية فلا تعرف هل تمشي على طريق ترابي أو مرصوف، وعلى مستخدمي الطريق أن يخصصوا مخصصا ماليا من رواتبهم لورش تصليح السيارات فالحفرة في الطريق الواحدة أكبر من أختها وإذا قُدِّر أن تخطيت إحداها فالأخرى واقع بها لا محالة.

إنّ تعجب الجميع يكمن في أنّ الطريق يخدم أغلب المؤسسات الحكومية وعلى رأسها مكتب الوالي ومركز الشرطة وبلدية الخابورة والمحكمة الابتدائية والمجمع الصحي ودائرة التنمية الاجتماعية ومركز الوفاء الاجتماعي والمنطقة الصناعية وغيرها من المؤسسات ومدارس عديدة كما أنّ الطريق يربط الولاية بولاية عبري وكثير من المناطق الجبلية المأهولة بالسكان وأهمها منطقة الغيزين والقصف.

يا وزارة النقل والاتصالات إنّ الطريق أصبح متهالكا ولا يتحمل الأهالي أكثر من ذلك، فالطريق هو القلب النابض للخابورة والشريان الرئيسي لمصالح الكثيرين وعصب الحياة لمرتاديه، ونتمنى أن تلاقى هذه المطالب آذانا صاغية في الوزارة الموقرة والتي وللأمانة لها بصمات وجهود واضحة ومسؤولوها يتجاوبون مع الأطروحات ويتقبلون بصدور رحبة جميع المطالبات والاقتراحات، ويتجولون في المحافظات رغبة في تلمس معاناة المواطن أينما تواجد على هذه الأرض الطيبة، وهذه دروس تعلموها من القائد الحكيم -حفظه الله ورعاه- ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com