ليبيا تطلب دعمًا إيطاليا لمكافحة تهريب البشر عبر "المتوسط"

روما – رويترز

قال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني أمس إنّ الحكومة الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها دعت سفنا حربية إيطالية إلى مياهها الإقليمية للمساعدة في مكافحة تهريب البشر.

وكان رئيس الوزراء الليبي فائز السراج الذي يرأس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس قد رفض السماح لبعثة صوفيا التابعة للاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب البشر في البحر بدخول المياه الليبية وعطل جهودها لوقف التهريب منذ بدء دورياتها في عام 2015.

وأعلن السراج تغيير موقفه بعد يوم من اتفاقه مع خليفة حفتر القائد العسكري في شرق ليبيا على وقف مشروط لإطلاق النار وإجراء انتخابات العام المقبل.

وقال جنتيلوني "قبل بضعة أيام أرسل لي الرئيس السراج خطابا طلب فيه من الحكومة الإيطالية الدعم الفني من سفن البحرية الإيطالية في إطار الجهود المشتركة لمكافحة تهريب البشر". وأضاف أنّ الطلب، في حالة موافقة البرلمان على دعمه، "ضروري.. وستنفذه في المياه الليبية سفن سترسلها إيطاليا".

وأرسل مهربو البشر، الذين ينشطون في ليبيا في ظل إفلات من العقوبة القانونية، مئات الآلاف من المهاجرين إلى إيطاليا عبر البحر منذ بداية عام 2014.

وقادت إيطاليا جهود دعم قدرة ليبيا على محاربة تهريب البشر ووقعت اتفاقا مع السراج في فبراير شباط تعد فيه بتمويل بملايين من اليورو لكن جهودها لحمل الحكومتين المتنافستين في ليبيا على الجلوس إلى مائدة المفاوضات لم تنجح.

ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصيا الفصيلين الليبيين إلى اتفاق لكنه استبعد إيطاليا من العملية مما أثار غضب بعض المسؤولين في روما.

وقال مصدر من الحكومة الإيطالية إن عددا محدودا من سفن البحرية الإيطالية المجهزة بأحدث تكنولوجيات المراقبة يمكن أن يساعد الليبيين في وقف زوارق الهجرة قبل إبحارها. وغرق 2300 مهاجر حتى الآن هذا العام في البحر قبالة ليبيا.  وأضاف المصدر أن ذلك قد يغير الوضع تماما.

وقال جنتيلوني إن تفاصيل التعاون البحري الإيطالي الليبي لم تحدد بعد لكن وزارة الدفاع تعمل بالفعل على وضع خطة.

ودربت إيطاليا والاتحاد الأوروبي أفرادا من حرس السواحل التابع لحكومة طرابلس والذي يوقف المزيد من المهاجرين ويعيدهم إلى الشاطئ قبل أن يصلوا إلى المياه الدولية حيث عادة ما تلتقطهم سفن مساعدات إنسانية.

وبسبب روايات مروعة عن انتهاكات وقتل واستعباد للمهاجرين في ليبيا انتقدت منظمات إنسانية إيطاليا والاتحاد الأوروبي لمساعدتهما ليبيا على إغلاق مسارات الهجرة.

ووصفت وكالات تابعة للأمم المتحدة كذلك مراكز اعتقال تابعة لحكومة طرابلس يحتجز فيها المهاجرون بعد التقاطهم من البحر بأنها غير إنسانية. وتقول المنظمات الإنسانية التي زارت هذه المراكز إنها مكدسة ولا تقدم رعاية صحية ولا توفر طعاما كافيا.

 

تعليق عبر الفيس بوك