علامة الكرم عن العرب قديما

سهيل السعدي

الكرم صفة من صفات العرب الطيبة وسجية من سجاياهم الكريمة التي امتازوا بها، وقد كان العرب قديما يشعلون النار في الليل ليهتدي إليها من ضل سبيله فيحسنون إليه ويكرمونه ويرشدونه، وأما من لا يكرم الضيف فهو محتقر في نظرهم وينظر إليه كأنه إنسان شاذ فقد أخلاقه وتجرد من صفاته.

وقد جاء مدح أصحاب النيران في أقوال الشعراء حيث يقول الشاعر:

لـه نـار تشب بكــل ريـــح       إذا الظلماء جللت اليفاعا

وما كان أكثرهم سواما       ولكن كان أرحبهم ذراعا

وقال مزرد بن ضرار:

فأبصر ناري وهي شقراء أوقدت     بعلياء نشز للعيون النواظر

جعلها شقراء ليكون أضواء لها وكذلك النار إذا كان حطبها يابسا كان أشد لحمرة ناره وإذا كثر دخانه قل ضوؤه. ويقول الآخر:

ونار كسجر العود يرفع ضوءها       مع الليل هبات الرياح الصوارد

وكلما كان موضع النار أشد ارتفاعاً كان صاحبها أجود وأمجد لكثرة من يراها من البعد حيث يقول النابغة الجعدي:

منع الغدر فلم أهمم به      وأخو الغدر إذا هم فعل

خشية الله وأني رجل       إنما ذكري كنار بقبل

ويقول حاتم الطائي مخاطباً غلامه يسار:

أوقـد فـإنّ اللـيـل ليـل قر          والريح يا موقد ريح صر

عسى يرى نارك من يمر         إن جلبت ضيفا فأنت حُر

 

 

تعليق عبر الفيس بوك