أصل المحاسن.. الكرم

 

مسقط - سُهيل السَّعدي

"الجُوْد": بذل المال، وأنفعه ما صرف في وجه استحقاقه. و"الكرم": الإعطاء بسهولة، والإنفاق بطيب نفس، وقيل إنَّ الجود والسخاء والإيثار بمعنى واحد.

وقال بعضُ الحكماء: أصلُ المحاسن كلها الكرم، وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام، وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام.

وَمِن كَمَال هذه الخصلة أنَّ الله اتَّصفَ بها؛ فهو الكريمُ سبحانه؛ فالله جواد لا يبخل، وقد أمرنا بالجود، ونهانا عن البخل، ولم يأمرنا إلا بما اختاره لنفسه. وقد قالوا بأجمعهم: "إن الله أجود الأجودين وأمجد الأمجدين".

ولم تَتَسَابق العربُ لكسب شيء ونواله أكثر من الكرم؛ فهو أفضل الخصال وأحبها إليهم، وقال بعض العرب لولده: "يا بني، لا تزهدن في معروف، فإنَّ الدهر ذو صروف، فكم من راغب كان مرغوبا إليه، وطالب كان مطلوبا ما لديه، وكن كما قال القائل:

وعد من الرحمن فضلا ونعمة...

عليك إذا ما جاء للخير طالب

ولا تمنعن ذا حاجة جاء راغبا...

فإنك لا تدري من أنته راغب".

وكرماء العرب كُثُر؛ منهم: حاتم الطائي، وخالد بن عبدالله القسري، وهرم بن سنان، وكعب بن أمامة؛ وأشهرهم: حاتم وكعب.

تعليق عبر الفيس بوك