هكذا فاز زيدان ورفاقه

مجيد العصفور

حقق ريال مدريد فوزا غاليا على يوفنتوس في نهائي كادريف في بطولة دوري أبطال أوروبا ليحقق بذلك زيدان ورفاقه رقم قياسي غير مسبوق وهو الفوز ببطولتين متتاليتين في نسختها الجديدة، وقد جاء اللقاء الذي انتظره عشاق الكرة العالمية لفترة طويلة، قويا ومعبرا عن حال الفريقين فالريال صاحب الباع الطويل فى البطولة الأوروبية يبحث عن تأكيد زعامته للقارة الأوروبية، واليوفي الباحث عن مجد طال انتظاره منذ ستة نهائيات خسرها جميعا.

وجاء هدف الريال الأول على عكس مجريات اللعب بقدم القناص رونالدو الذي يملك حاسة شم للأهداف لا نظير لها، لكن اليوفي عاد سريعا بهدف خرافي، وهنا شعر الجميع بأن اليوفي قادر على تحقيق ما عجز عنه خصوم الريال فى الأدوار السابقة!

مقدمات الشوط الأول كانت تشير إلى أن اليوفي قد أعد العدة وجهز أسلحة كاسرة ليصطاد الريال دون رحمة والحقيقة أن هجماته وتصديات الحارس الريالي كانت تؤكد أن الريال مقبل هذه المرة على هزيمة لا مناص منها.

لكن لاعبو الريال ومدربهم زيدان قلبوا الطاولة في الشوط الثاني على اليوفي،  فما حدث فى الشوط الثاني أمر يحلله خبراء الكرة بأن حديث ما بين الشوطين الذي أسر به زيدان لأفراد فرقته لابد أنه حمل شحنة طاقة وتكتيكات تفوق لمسناه من بداية الشوط حتى نهاية المباراة.

حديث ما بين الشوطين لابد أنه زود لاعبي الريال بكلمات السر التى جعلتهم يختصرون خصمهم ويربكونه مع حصار شديد فى نصف ملعبه مع تألق لافت لأفراد الفريق حيث كثرت ايجابيات الريال وقلت أخطاءه فصال وجال أفراده وأضافوا ثلاثة أهداف ملعوبة وفرطوا فى فرص سانحة أخرى لو تم استغلالها لمني مرمى الأسطورة بوفون بأهداف لا عد ولا حصر لها.⁠⁠⁠⁠

وما أريد التركيز عليه أن المدربين العظام يبرزون فى فترة ما بين الشوطين، وزيدان الذي سار بفريقه بخطوات واثقة استطاع أن يبني فريقا قادر على الفوز فى أية لحظة وخاصة فى الشوط الثاني، ذلك كان واضحا فى مشوار الدوري المحلي وأكدته مباراة اليوفي.

واذا أردت أن تعرف كيف تم تدمير تحصينات اليوفي ،عليك ان تسأل لاعبي الريال كيف خاضوا الشوط الثاني من المباراة بعد ان تلقوا تعليمات مدربهم الذي أكد بانه ذاهب الى نهاية المطاف من حيث كونه مدربا واعدا بعد ان كلن لاعبا فذا قبل اعتزاله.

مباراة الريال واليوفي لابد أن تكون مادة  دسمة تدرسها أكاديميات التدريب العالمية وهي تلخص فلسفة مدرب وفريق تعاهدوا على معانقة السحاب دون تردد أو خوف أو تقاعس.

إنها فلسفة فريق لديه رسالة ورؤية وهدف يريد تحقيقه، فالريال قصة نجاح تحوى الكثير من الدروس والعبر.