مُجرَّد علامات

 

 

هلال الزيدي

* لا أعتقد أن مسألة الأرز البلاستيكي، والشائعات التي انتشرت حوله، تحتاج إلى بيان أو توضيح من قبل جهات الاختصاص؛ لأنَّ الموضوع مُجرَّد زوبعة في فنجان، افتعلتها وسائل الإعلام، أو ربما هناك ما يهم تلك الجهات من التركيز على أرز أو مواد غذائية يتناولها، مما يسمو بالبشر في محيط حياتنا.. لذلك؛ فالصمت فلسفة لا يفهمها إلا الصامتون.

* الصمت ليس ضَعْفًا، وإنما نوع من امتصاص الغضب، أو الانزواء في خانة "إنَّ بَعْدَ العُسرِ يُسْرًا".

* إنَّ تعسُّر ولادة مشروع ما دليلٌ على ضعف المخاض الذي يكوِّن ذاك المشروع؛ لذلك يُثير الظهور بعدها علامات استفهام وتعجُّب ودَهْشَة.

* السُّمعة لا تتعلَّق بمسألة الظهور من عدمه، وإنما تحتاج رؤية وخططا تبنى على تقديم خدمة للجمهور ذات فائدة طويلة المدى، وبناؤها يحتاج عملا مضنيا، وتضحية مادية ومعنوية. وفي المقابل، فإنَّ هدمها يكون قبل أن يرتد إليك طرفك.

* علينا أن نقبل الرأي الآخر حتى نُوْجِد منظومة تحاورية نقف فيها على أخطائنا؛ لأنَّ مركزية إدارة المشروعات لا تعطِي ثمارا يانعة مهما حاولنا ذلك كي نقنع أنفسنا.

* "صدمة" تعامُلنا مع المعلم لا تتجاوز مشهد مفبرك يبحث عن الإثارة الرخيصة على حساب قيمنا، ومهما كانت ردَّات الفعل تجاه ذلك المشهد، إلا أننا نتفق على أنَّ قياس الاحترام لا يكون وفق منهجية ذلك البرنامج الذي بني على قاعدة "خالف تُعرف".

* ارتفاع درجة الحرارة يُقابله ارتفاع في الأسعار، لا سيما الخضراوات والفواكه، ومهما كانت الصور المتداولة حول "سوق الموالح" المتأثر بحرارة الجو، إلا أنَّ هناك من يؤكد أن ذلك في مصلحة سوقنا الجميل، والأسعار ستكون أقل من دول الجوار.. مُجرَّد حلم.

* دعُوْنَا نحلم بعيدا عن العاطفة التي تقود إلى تصديق أضغاث الأحلام.. حتى وإن كانت في اليقظة.

* لا يُمكن أن نطلب من  النائم أن يسمع لأنه في سباته، فكيف يسمع وهو نائم!! إنَّه خطأ فادح.

* لا يُمكن الاتفاق على وقوع الخطأ؛ لأننا لم ولن نؤمن بوجود ذلك المصطلح في علاقاتنا تجاه الآخر؛ فالقاعدة مبنية على "لا أُريكم إلا ما أرى"؛ فالرؤية هنا لا تتجاوز عتبة الأنف.

* أُزكِمت الأنوف من فرط الاختلاف حتى على مُستوى المؤسسات يمارس أصحاب القرار تصفية الحسابات والإغراق في شخصنة الأمور؛ فلا وجود لرأي حصيف بينهم.. إنَّه قانون الغاب.

* عندما تكون الغلبة للأقوى فتلك بديهيات؛ لكن ما هو مقياس القوة في عالم اليوم؟ لعلها قوة المال والمنصب على حدٍّ سواء، فكلما كان الفرد متكئاً عليهما فهو الأقوى.

* لا تُقاس القوة بالمعرفة، فكم من معرفة ركنت وانزوت لأنها تبحث عن الندية حتى تنتشي، ولعدم وجود التكافؤ آثرت الصمت.

* الصمتُ طريقٌ وعر لا يُمكن أن يُسلك إلا بعد اتخاذ القرار، وحتى يتحقق ذلك فلا بد من وجود  فكر يستطيع أن يعرف حدود الحوار.

* الحوار في زمن اللاحوار جنون يثير الشفقة عندما تعلو الأصوات.

* الأصوات تتكسَّر عند حواف التهميش، ويبقى صداها يعزف سيمفونية الغياب.

* الغياب في حضرة الحضور جنوح إلى النهاية التي تتشكَّل وفق رؤية درامية أرادوا لها ذلك.

* ليس لكل عمل درامي هدف؛ فالدراما الاجتماعية بكاءٌ على الأطلال بدموع التماسيح، تنتهي بانتهاء المشهد، وتدور في دائرة مغلقة لا يُعرف متى تنفك عنها.

* تتشابك العلاقات الاجتماعية لتنتصر على الأمل الذي لا يمكن أن يلامس الواقع فيبقى الإنسان مجرد صفر في جهة اليسار.

* رمضان شهر الرحمة والمغفرة.. تتزاحم الصفوف في أوله، وتتقلص في وسطه، وتنتهي قبل انتهاء موعده؛ إنها قمة التناقض.

-------------------------------------

همسة:

التفكير خارج الصندوق ذريعة يتعلق بها من لا صندوق له.. فهناك من لم يستطع معرفة ما بصندوقه، فظل مُكبَّلا ولات حين مناص.

abuzaidi2007@hotmail.com